تفاقم في أوساط الطلبة حيال المسؤولين وأجهزة إنفاذ القانون الغضب والتوتر في حرم عدد من الجامعات الأمريكية، بعدما أثارت أيام من
الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين عمليات توقيف واسعة النطاق، أدت إلى تعطيل الدراسة.
ومن بين المخيمات الجديدة، نصب
طلاب جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وهي جامعة اشتهرت بنشاطها الطلابي خلال الستينيات- خياما للتضامن مع المتظاهرين في الجامعات الأخرى.
واشتبك ضباط الشرطة مع المتظاهرين الذين أقاموا مخيمات في حرم جامعة جنوب كاليفورنيا.
وفي كاليفورنيا أيضا، أغلقت السلطات حرم جامعة كال بولي هومبولت، وهي جامعة عامة في أركاتا، بعد أن احتل متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين مبنى في الحرم الجامعي.
وفي حرم جامعة مينيسوتا في سانت بول، أزالت الشرطة أحد المخيمات بعد أن طلبت منها الجامعة التحرك، مشيرة إلى انتهاكات سياسة الجامعة وقانون التعدي على ممتلكات الغير.
وامتدت أحدث الاحتجاجات إلى جامعة تكساس الأمريكية، حيث تضامن الطلاب مع الفلسطينيين في
غزة، وطالبوا بوقف الحرب.
تهزّ الاحتجاجات منذ أسابيع عددا من الجامعات الأمريكية المرموقة، فيما استقل طلاب وغيرهم من المشاركين في التحرّكات دراجات رباعية، وعطّلوا الأنشطة في الجامعات، تعبيرا عن غضبهم تجاه الحرب على غزة، والأزمة الإنسانية التي يشهدها القطاع.
وفي جامعة
كولومبيا في نيويورك، مهد الاحتجاجات التي امتدت إلى جامعات أخرى، يدعو المنظمون الجامعة لسحب الاستثمارات من الشركات التي "تجني أرباحا عن طريق الفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة واحتلال فلسطين".
في سياق متصل، قالت جامعة كولومبيا في نيويورك، الأربعاء، إن طلابها وافقوا على إزالة "عدد كبير" من عشرات الخيام التي نصبوها في حرم الجامعة الرئيسي في إطار احتجاج على الاجتياح الإسرائيلي لغزة.
وذكرت الجامعة في بيان، أن تقديم المحتجين تنازلات يأتي في إطار اتفاق وافقت الجامعة بموجبه على تمديد الموعد النهائي لإزالة جميع الخيام لمدة 48 ساعة من منتصف الليلة الماضية، مشيرة إلى إحراز "تقدم كبير" في المحادثات.
وهددت الجامعة، الثلاثاء، باستدعاء سلطات إنفاذ القانون لإزالة الخيام إذا لم يفعل الطلاب ذلك بحلول منتصف الليل. واعتقلت شرطة نيويورك يوم الجمعة أكثر من مئة متظاهر في المخيم؛ بناء على طلب إدارة الجامعة.
وقالت رئيسة الجامعة، نعمت مينوش شفيق، في وقت متأخر من الثلاثاء قبل الاتفاق على تمديد الموعد النهائي للمفاوضات، إن "المخيم يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة، ويعطل الحياة في الحرم الجامعي، ويخلق بيئة متوترة ومعادية في بعض الأحيان للعديد من أفراد مجتمعنا... من الضروري أن نمضي قدما في خطة تفكيكه".
وتعهد المتظاهرون بمواصلة الاحتجاج، حتى توافق الجامعة على الكشف عن أي استثمارات مالية قد تدعم الحرب في غزة، وسحبها، والعفو عن الطلاب الذين منعوا من الحضور للجامعة بعد المشاركة في المظاهرات.
وأضافت الجامعة أنه بالإضافة إلى إزالة عدد كبير من الخيام، وافق زعماء الطلاب على التأكد من أن أي شخص غير منتسب للجامعة سيغادر الحرم الجامعي، وعلى أن يتوافق أي نشاط مع قواعد السلامة من الحرائق، وعلى أن يمتنع المتظاهرون عن استخدام أي لغة للتمييز أو المضايقة.
وتعدّ جامعة كولومبيا واحدة من جامعات عديدة في أرجاء الولايات المتحدة التي اشتدت فيها حدة الجدل حول غزة.
ومنذ بدء الاحتجاجات على تصرفات إسرائيل في غزة في الخريف الماضي، استقال رئيسا جامعتي هارفارد وبنسلفانيا بعد عاصفة انتقادات مماثلة.
وقالت إدارة شرطة نيويورك، إنها لن تتعامل مع التعدي على ممتلكات الغير أو انتهاكات قواعد التخييم، إلا حين تستدعيها سلطات الجامعة للتدخل؛ لأن الحرم الجامعي ملكية خاصة، لكنها ستتصرف من تلقاء نفسها في حالة وقوع جرائم عنف.