كشف تحقيق أجرته
شبكة "
إن بي سي نيوز" الأمريكية، أن جيش
الاحتلال الإسرائيلي شن غارات
على مناطق في
غزة أعلنها مناطق آمنة، ما تسبب بسقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين.
وأحصى التحقيق
7 غارات مميتة في مناطق جنوب غزة، التي حددها جيش الاحتلال الإسرائيلي صراحة مناطق
آمنة.
وقعت هذه الهجمات
في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى نيسان/ إبريل.
وقام طاقم تصوير
قناة "إن بي سي نيوز"، بتصوير الآثار الدموية التي خلفتها الغارات الست على
رفح نفسها، وضربة واحدة شمالا على منطقة المواصي الإنسانية، التي صنفتها "إسرائيل"
أيضا منطقة آمنة.
وجمع الطاقم إحداثيات
نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لكل ضربة، التي أصابت
جميعها منطقة حددها الجيش الإسرائيلي منطقة إخلاء في خريطة تفاعلية على الإنترنت، نشرها
في الأول من كانون الأول/ ديسمبر.
ووصفت وكالات الإغاثة
الدولية وسكان غزة الخريطة بأنها مربكة ويصعب قراءتها. كما أن انقطاع خدمات الهاتف
المحمول والإنترنت بشكل منتظم منذ بداية الحرب، كان من شأنه أن يجعل من الصعب على المدنيين
الوصول إليها.
وقالت ساري باشي،
مديرة برامج "هيومن رايتس ووتش"؛ إن الحوادث التي سلطت الضوء عليها تحقيقات
شبكة "إن بي سي نيوز" ليست معزولة.
وأضافت باشي التي
قامت بتتبع الأثر الإنساني للهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة؛ "إن الناس يفرون
إلى الطرق التي طلبت منهم الحكومة الإسرائيلية أن يذهبوا إليها، وعندما يذهبون إلى هناك
يقتلون".
وفي 18 كانون الأول/
ديسمبر، أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي منشورات حددت أحياء تل السلطان والزهور في رفح،
بالإضافة إلى الشابورة، موطن مخيم كبير للاجئين، على أنها آمنة، وطلبت من السكان الذهاب
إلى هناك. ووجدت شبكة "إن بي سي نيوز"، أن المواقع الثلاثة تعرضت لضربات جوية
منذ ذلك الحين.
ووجدت الشبكة أن
حي تل السلطان في رفح، الذي تم تصنيفه آمنا في المنشورات التي أسقطها الجيش الإسرائيلي
في 18 كانون الأول/ ديسمبر، تم استهدافه بعد أقل من شهر، في 9 كانون الثاني/ يناير.
وقال شهود عيان؛ إن 15 شخصا قتلوا في غارة على أحد البيوت.
وقال أحمد يونس،
أحد الناجين، لطاقم قناة "إن بي سي نيوز" في أعقاب الهجوم مباشرة:
"لقد قُتل العديد من أبناء عمومتي". وأضاف أنه انتقل إلى المنزل معتقدا أنه آمن، "ولكن لا يوجد منطقة آمنة. لقد سقط المنزل على رؤوسنا".
وبعد أكثر من شهر
بقليل، في 12 شباط/ فبراير، ضربت غارة مخيم الشابورة للاجئين، الذي تم إدراجه أيضا منطقة آمنة. وقام طاقم قناة "إن بي سي نيوز" بتصوير عشرات الجثث لنساء وأطفال
في أعقاب الغارة، وهي واحدة من عدة غارات على رفح في تلك الليلة.
كما دمر هجوم جوي
مبنى في الشابورة في 20 نيسان/ أبريل. وكانت السيدة صابرين من بين الشهداء، وكانت حاملا
في أسبوعها الثلاثين في ذلك الوقت. وقد ولدت طفلتها يتيمة، بعد أن تمكن
الأطباء من إجراء عملية قيصرية لها بعد وفاتها وإنقاذها من جسد والدتها الهامد.
والتقطت كاميرات
"إن بي سي نيوز" اللحظة التي قام فيها الأطباء بإحياء المولود الجديد، وانتهت
حياتها القصيرة عندما توفيت بعد معاناتها من مشاكل في الجهاز التنفسي.
كما تم قصف المناطق
التي أعلن كبار المسؤولين الإسرائيليين علنا أنها آمنة. في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر،
قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت في مؤتمر صحفي في تل أبيب؛ إنه لن يكون هناك
هجمات على المواصي، وهو شريط ضيق من الأراضي المطلة على الشاطئ في مدينة خان يونس،
ووعد بأن "أي شخص سيكون هناك فهو في مكان آمن".
لكن القوات الإسرائيلية
شنت هجمات متكررة على المنطقة. وقال مسؤولون فلسطينيون؛ إنه في الرابع من كانون الثاني/
يناير، استشهد 14 شخصا، من بينهم ثلاثة أطفال لقوا حتفهم عندما تعرضت خيمتهم لهجوم.
وأظهرت اللقطات التي التقطها طاقم شبكة "إن بي سي نيوز" بعد أقل من ساعة
حفرة كبيرة.
"إذا لم تكن
المواصي آمنة، فأين يجب أن نذهب؟" قال كمال صالح، الذي شهد الغارة التي أسفرت عن استشهاد
14 شخصا: "لا أحد يحمينا".