نشر موقع "ذي انترسبت" تقريرا، للصحافي الأمريكي ريان غريم، أكد فيه أن الأمريكيين الذين يحصلون على أخبارهم من القنوات التلفزيونية، هم الأشخاص الوحيدون الذين يعتقدون أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا ترتكب إبادة جماعية في
غزة، وذلك وفقا لدراسة جديدة بحثت العلاقة بين المواقف تجاه الحرب وعادات استهلاك الأخبار.
ويضع الاستطلاع أرقاما حول التوجّهات التي أصبحت واضحة بشكل متزايد، فمشاهدو القنوات الإخبارية أكثر دعما للحرب الإسرائيلية، وأقل احتمالا للاعتقاد بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جرائم حرب، وأقل اهتماما بالحرب بشكل عام.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الأشخاص الذين يحصلون على أخبارهم في المقام الأول من وسائل التواصل الاجتماعي أو اليوتيوب أو نشرات البودكاست، يقفون عموما إلى جانب الفلسطينيين، ويعتقدون أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جرائم حرب وإبادة جماعية، ويعتبرون القضية ذات أهمية كبيرة.
وتم إجراء الاستطلاع الذي شمل 1001 من البالغين الأمريكيين من قبل شركة "J.L. Partners"
وقد تم تمويل الاستطلاع من قبل شبكة الأخبار "في الفترة من 16 إلى 18 نيسان/ أبريل الماضي.
Breaking Points٬" على موقع يوتيوب.
ويأتي الاستطلاع في الوقت الذي يبدو فيه أن الأحداث المحيطة بالحرب في غزة قد وصلت إلى ذروتها. فيما تفيد التقارير أن المحادثات التي تهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار تحرز تقدما، حتى مع تكثيف دولة الاحتلال الإسرائيلي حملة القصف في رفح.
وبحسب الصحيفة فقد أمضى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، في مهاجمة المحكمة الجنائية الدولية، بسبب ما قال إنها خطة تلوح في الأفق لاتهامه بارتكاب جرائم حرب.
وقد هبّت الولايات المتحدة دفاعا عنه، زاعمة بشكل غير معقول أنه بما أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ليست طرفا في المحكمة الجنائية الدولية، فإن المحكمة ليس لها اختصاص قضائي. ويصدق نفس القول على روسيا، ولكننا أشدنا بالاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية ضد فلاديمير بوتين. ومع توفر الدعم الأمريكي، أعلن نتنياهو أنه سوف يمضي قدما في غزو رفح بغض النظر عما إذا كانت حماس تقبل صفقة الأسرى أم لا.
يقوم مديرو الكليات والجامعات والشرطة المحلية، باتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات المتزايدة في الحرم الجامعي.
وبين عشية وضحاها، استولى طلاب جامعة كولومبيا على هاملتون هول، وهو نفس المبنى الذي احتله المتظاهرون المناهضون للحرب في الستينيات. وأطلقوا عليها اسم "هند هول"، نسبة إلى هند رجب الطفلة البالغة من العمر 6 سنوات، والتي قُتلت عائلتها أثناء فرارها إلى جنوب غزة.
وفي مكالمتها الهاتفية الأخيرة المروعة مع رجال الإنقاذ الفلسطيني التي أسرت العالم، بينما كان الناس في جميع أنحاء العالم ينتظرون بيأس أخبارا عن مصيرها، ليعلموا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تقتلها هي وعائلتها فحسب، بل قتلت أيضا رجال الإنقاذ الذين ذهبوا لإنقاذها، ويذكر أن فريق الإنقاذ قد نسق تحركاته مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
على الرغم من محاولة الرئيس جو بايدن، والكثير من
وسائل الإعلام وصف الاحتجاجات في الحرم الجامعي بأنها معادية للسامية، فإن حملة القمع وحملة التشهير لم تؤد إلا إلى تغذية نمو الحركة، لأن الشباب كما يظهر الاستطلاع، لا يعتمدون على وسائل الإعلام الرئيسية لتلقي الأخبار، وهناك الكثير من لقطات الاحتجاجات السلمية والمحترمة على وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة الرواية الكاذبة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس التجمع الإسلامي للديمقراطيين الجامعيين، حسن بياري، أن المجلس التنفيذي للمجموعة أيد القرار بأغلبية 8 أصوات مقابل 2، وقال بياري: "آمل أن يكون الأمر واضحا من خلال النظر إلى مئات الجامعات في جميع أنحاء البلاد: هذا الجيل ملتزم بضمان العدالة للجميع". وأكد أن معارضة الإبادة الجماعية والكراهية ضد أي مجموعة ليست مجرد توجه جيد، ولكنها أيضا سياسة جيدة.
وتقول الصحيفة، كثيرا ما نسمع الناس يقولون إن "تويتر ليس واقعا حقيقيا" أو "لا أحد يشاهد أخبار القنوات الفضائية"، ولكن الاستطلاع سأل من أين يحصل الناس على معظم أخبارهم، وطلب منهم اختيار موقع واحد فقط، وتفوقت قنوات الكابل ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويحصل معظم الأمريكيين بنسبة (42 في المئة) على أخبارهم بشكل أساسي من قنوات الكابل، بينما يحصل عليها من وسائل التواصل الاجتماعي مثل TikTok أو Instagram أو منصة أخرى (18 في المئة). وقال ثلث الأشخاص إنهم يحصلون على أخبارهم من موقع يوتيوب أو البودكاست، بينما قال 13 في المئة إنهم حصلوا على معظم أخبارهم بهذه الطريقة.
عند السؤال بشكل عام عن المكان الذي يحصل فيه الأشخاص على أخبارهم على أساس يومي، مع خيار "حدد كل ما ينطبق"، أصبح من الواضح أكثر كيف يسيطر الكابل (55 في المئة)، ووسائل التواصل الاجتماعي (38 في المئة)، والبودكاست/ يوتيوب (34 في المئة) مقارنة بالوسائل المطبوعة بنسبة 21 في المئة. (يستخدم الاستطلاع كلمة "الطباعة" كبديل لأي وسيلة إعلامية نصية، سواء كانت رقمية مثل إنترسبت أو على ورق مطبوع فعليا).
وقال 8 في المئة فقط من الأشخاص إنهم حصلوا على معظم أخبارهم من الصحافة المطبوعة، وهو أقل من نسبة الأشخاص الذين قالوا إنهم لا يشاهدون الأخبار أو يقرؤونها على الإطلاق ونسبتهم 13 في المئة. (قد يكون هذا الرقم أعلى بكثير في الممارسة العملية، لأن أولئك الذين لا يستهلكون أي أخبار قد يكون من الصعب على منظمي استطلاعات الرأي الوصول إليهم).
هذه الأرقام لا تعني أن الطباعة غير ذات صلة. الأخبار عبارة عن نظام بيئي، حيث يقوم مراسلو الصحف المطبوعة بإنتاج الصحافة التي تشكل بعد ذلك مصدرا لأخبار الكابلات بالإضافة إلى عروض يوتيوب أو البودكاست. يقوم الصحفيون في الوسائل المطبوعة أيضا بنشر الكثير من الأخبار التي يتم الحديث عنها على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن وسائل التواصل الاجتماعي تتيح أيضا للمستخدمين/المشاهدين إمكانية الوصول المباشر إلى مصادر المعلومات التي لم تكن متاحة لهم من قبل، ومن بين الأمثلة الأخيرة الواضحة على ذلك الصحفيون في غزة الذين يبثون مباشرة على منصتي "انستغرام" و"تيكتوك".
ما لم يُجِب عليه الاستطلاع هو أي ظاهرة تأتي أولا. هل من المرجح أن يعارض مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الحرب بسبب المعلومات التي يتعرضون لها، أم ببساطة لأنهم على الأرجح من الشباب؟ هل يتم الترويج لمشاهدي الأخبار عبر القنوات الفضائية من خلال الإعلاميين الذين يشاهدونهم، أم أنهم مجرد كبار السن ومحافظين؟ (لا يقتصر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب بالطبع. فقد وجد الاستطلاع أن 38 في المئة من الأشخاص أدرجوها كأحد مصادر الأخبار المتعددة).
وردا على سؤال عما إذا كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب إبادة جماعية في غزة، أجاب مشاهدو الأخبار بـ"لا" بفارق 34-32. وقال جميع مستهلكي الأخبار الآخرين إن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب إبادة جماعية، بما في ذلك الصحف المطبوعة (36-33)، ويوتيوب (41-31)، ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، الذين وافقوا على البيان بهامش 44 إلى 19 بالمائة.
وفي الوقت نفسه، لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما وجهات نظر مماثلة (48-21 بالمائة)، في حين يقول أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما بأغلبية 47 إلى 21 بالمائة إن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا ترتكب إبادة جماعية.
وعندما يتعلق الأمر بأهمية الحرب على غزة باعتبارها مصدر قلق انتخابي، فإن هذا التوجه يستمر. 12 في المئة فقط من الجمهور العام أدرجوها ضمن أهم ثلاث قضايا، و3 في المئة فقط قالوا إنها أهم قضاياهم. ومن بين هؤلاء الـ 3 في المئة، يحصل جميعهم تقريبا على أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي أو يوتيوب. يقول واحد من كل خمسة مستهلكين لأخبار وسائل التواصل الاجتماعي إن حرب إسرائيل هي أحد القضايا الثلاث الأولى. وينطبق الشيء نفسه على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما.
ومع ذلك، إذا كان ما يقرب من نصف الشباب يعتقدون أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة إبادة جماعية، فلماذا لا تحظى بأهمية أكبر كقضية في الانتخابات؟ قد تكمن الإجابة في الاختيارات المتاحة للناخبين: فقد قدم بايدن دعمه غير المشروط لإسرائيل، ولم يفعل دونالد ترامب أكثر من مجرد القول: "سأقول إن دولة الاحتلال الإسرائيلي يجب أن تكون حذرة للغاية، لأنك تخسرين الكثير من العالم، أنت تخسرين الكثير من الدعم، عليك أن تنتهي، عليك أن تنجزي المهمة". إذا كانت هذه هي اختياراتك، فيبدو أن الخيار الفعلي هو ما إذا كنت ستصوت أم لا.