نشر موقع "سيانس ديلي" تقريرا، قال فيه إن حوالي 79 في المئة من المشاركين في التجارب السريرية، شهدوا تحسنا ملموسا، بعد تلقي التحرير الجيني التجريبي القائم على
تقنية كريسبر، والذي تم تصميمه لإصلاح شكل نادر من العمى، وفقا لورقة بحثية نُشرت الإثنين، في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية.
وقال مارك بينيسي، الحاصل على دكتوراه في الطب ومؤلف منسق لورقة البحث، وهو طبيب عيون وعالم رئيسي في جامعة أوريغون للصحة والعلوم للمرحلة 1/2 من تجربة بريليانس: "تُظهر هذه التجربة أن تحرير الجينات بتقنية كريسبر لديه إمكانيات مثيرة لعلاج تنكس الشبكية الوراثي".
وتابع: "ليس هناك ما هو أكثر مكافأة للطبيب من سماع مريض يصف كيف تحسنت رؤيته بعد العلاج"، موضّحا: "قد شارك أحد المشاركين في التجربة عدة أمثلة، بما في ذلك القدرة على العثور على هاتفه بعد وضعه في غير مكانه ومعرفة أن ماكينة القهوة تعمل من خلال رؤية أضوائها الصغيرة".
وأضاف: "في حين أن هذه الأنواع من المهام قد تبدو تافهة بالنسبة لأولئك الذين يتمتعون برؤية طبيعية، إلا أن مثل هذه التحسينات يمكن أن يكون لها تأثير كبير على نوعية الحياة لأولئك الذين يعانون من ضعف البصر".
وقامت التجربة بتقييم سلامة وفعالية EDIT-101، وهو علاج تجريبي لتحرير الجينات طورته شركة Editas Medicine ويستخدم تقنية كريسبر، إذ تم تصميم العلاج التجريبي لتعديل طفرة في جين CEP290، الذي يوفر تعليمات لإنشاء بروتين مهم للبصر.
يعاني الأشخاص الذين يعانون من هذه الطفرة الجينية من حالة نادرة تسمى عادة كمنة ليبر الخلقية، أو LCA، النوع 10، والتي لا يوجد لها حاليا علاج معتمد من إدارة الغذاء والدواء. تحدث الأنواع المختلفة من LCA في حوالي 2 أو 3 من كل 100.000 مولود جديد.
إلى ذلك، عالج معهد كيسي للعيون التابع لجامعة أوريغون للصحة والعلوم أول مشارك في التجربة في أوائل عام 2020. وكان هذا الإجراء أيضا بمثابة المرة الأولى التي يتم فيها استخدام تقنية كريسبر لتحرير الجينات داخل جسم الإنسان، والتي تسمى تحرير الجينات في الجسم الحي.
تصف الورقة الجديدة نتائج الدراسة حتى شباط/ فبراير 2023 وتشرح بالتفصيل كيف استجاب المشاركون الأربعة عشر في التجربة، وهم 12 شخصا بالغا وطفلان، لتلقي EDIT-101 في عين واحدة.
تشمل النتائج الرئيسية ما يلي:
أظهر 11 مشاركا، حوالي 79 في المئة، تحسنا في واحدة على الأقل من النتائج الأربع التي تم قياسها.
أظهر 6 مشاركين، حوالي 43 في المئة، تحسنا في نتيجتين أو أكثر.
أبلغ 6 مشاركين، حوالي 43 في المئة، عن تحسن نوعية الحياة المرتبطة بالرؤية.
أربعة مشاركين، حوالي 29 في المئة، حصل لديهم تحسن ملحوظ سريريا في حدة البصر، أو مدى قدرتهم على التعرف على الأشياء أو الحروف على رسم بياني.
لم تكن هناك أحداث سلبية خطيرة تتعلق بالعلاج.
كانت معظم الأحداث السلبية خفيفة أو معتدلة، وتم حلها جميعا منذ ذلك الحين.
تم استخدام أربع نتائج محددة لتقييم فعالية العلاج التجريبي:
حدة البصر
مدى رؤية المشاركين لنقاط الضوء الملونة أثناء النظر إلى جهاز متخصص، وهو ما يطلق عليه العلماء اختبار المجال الكامل.
مدى نجاح المشاركين في التنقل في متاهة بحثية تحتوي على أشياء مادية وكميات متفاوتة من الضوء.
ما هو عدد المشاركين الذين أبلغوا عن تحسن نوعية حياتهم؟
مزيد من البحث للعلاج في المستقبل:
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، أعلنت شركة Editas Medicine الراعية للتجربة أنها أوقفت التسجيل في التجربة مؤقتا وستبحث عن شريك آخر لمواصلة تطوير العلاج التجريبي. ويستكشف بينيسي وزملاؤه إمكانية العمل مع شركاء تجاريين آخرين لإجراء تجارب إضافية، بالتعاون مع شركة Editas.
ويأمل الباحثون أن تتمكن الدراسات المستقبلية من فحص الجرعات المثالية، وما إذا كان تأثير العلاج أكثر وضوحا في فئات عمرية معينة مثل المرضى الأصغر سنا، وتتضمن نقاط نهاية محسنة لقياس التأثيرات على أنشطة الحياة اليومية.
قال إريك بيرس، وهو طبيب عيون في مركز ماس للعين والأذن وحاصل على دكتوراه في الطب، وهو أيضا مؤلف منسق: "يوضح هذا البحث أن العلاج الجيني بتقنية كريسبر لفقدان البصر الوراثي يستحق المتابعة المستمرة في الأبحاث والتجارب السريرية".
وتابع: "في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد من الذي قد يستفيد أكثر، فإننا نعتبر النتائج المبكرة واعدة. إن الاستماع إلى العديد من المشاركين عن مدى سعادتهم لأنهم تمكنوا أخيرا من رؤية الطعام على أطباقهم، يعد أمرا كبيرا".
واسترسل: "لقد كان هؤلاء أفرادا لم يتمكنوا من قراءة أي خطوط على مخطط العين ولم يكن لديهم خيارات العلاج، وهذا هو الواقع المؤسف بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشبكية الموروثة".
من جهته، قال توماس أليمان، وهو المؤلف الثالث للورقة البحثية، وهو طبيب عيون الأطفال في مستشفى الأطفال في
فيلادلفيا ومعهد Schiee Eye في
جامعة بنسلفانيا: "مرضانا هم أول أطفال مكفوفين خلقيا يتم علاجهم عن طريق تحرير الجينات، مما أدى إلى تحسين رؤيتهم أثناء النهار بشكل ملحوظ".
وأضاف: "أملنا هو أن تمهد الدراسة الطريق لعلاج الأطفال الأصغر سنا الذين يعانون من ظروف مماثلة ومزيد من التحسينات في الرؤية. وتمثل هذه التجربة علامة بارزة في علاج الأمراض الوراثية، وخاصة العمى الوراثي، من خلال تقديم علاج بديل مهم عندما تكون الأشكال التقليدية للعلاج، مثل زيادة الجينات، ليس خيارا".
وقال كبير المسؤولين الطبيين في شركة Editas Medicine، وهو الدكتور بايسونغ ميي: "تقدم نتائج تجربة بريليانس دليلا على المفهوم والتعلم المهم لتطوير أدوية جديدة ومبتكرة لأمراض الشبكية الموروثة. لقد أثبتنا أنه يمكننا تقديم علاج تحرير الجينات بتقنية كريسبر بأمان لشبكية العين وله نتائج سريرية مهمة".
ويعد معهد كيسي للعيون التابع لجامعة أوريغون للصحة والعلوم واحدا من خمسة مواقع سريرية قامت بتجنيد المشاركين للتجربة. أمّا المواقع الأخرى فهي: معهد باسكوم بالمر للعيون في ميامي، فلوريدا؛ مركز ماس للعين والأذن في بوسطن، ماساتشوستس؛ معهد شي للعيون في جامعة بنسلفانيا ومستشفى الأطفال في فيلادلفيا؛ ومركز كيلوغ للعيون في آن أربور، ميشيغان.