كشفت صحيفة
هآرتس
العبرية، عن وقوع حالات
انتحار بين جنود
الاحتلال، عقب عملية طوفان الأقصى، وحتى
في الأيام التي سبقت بدء العدوان البري على قطاع
غزة ما يعكس حجم الأزمة النفسية
التي يعاني منها الجنود.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21" أن
أحد جنود الاحتلال، أقدم على الانتحار، خلال تفقد الجنود، أحد الكيبوتسات المحيطة
بغزة، بعد عملية طوفان الأقصى.
ولفتت إلى أن الجنود،
وخلال التفتيش، بعد انتهاء العملية، سمعوا صوت طلقة نارية من داخل أحد المنازل،
وبعد أن هرعوا للمكان ظنا أنهم عثروا على أحد المقاومين الفلسطينيين، وجدوا جثة
أحد الجنود وقد أطلق النار على نفسه، ولم تسمح الرقابة العسكرية، بالحديث عن ذلك
في حينه، لكن الصحيفة قالت إنها علمت أن التحقيق العسكري أقر بانتحار الجندي.
وأشارت الصحيفة إلى أن
الأيام الأولى للعدوان، وقبل الدخول البري، وقعت فيها حالات انتحار يرفض الجيش
الكشف عن تفاصيلها الدقيقة، ومن بين المنتحرين علاوة على الجنود ضابط كبير برتبة
مقدم.
ونقلت عن رئيس مركز دراسة الانتحار والألم النفسي في
مركز روبين، البروفيسور يوسي ليفي باليز، أن مسألة الانتحار كانت مفاجئة للغاية،
لأن إسرائيل ليست معتادة عن عمليات انتحار أثناء القتال وعادة ما تحصل هذه الحوادث
في منتصف القتال، وخاصة بين من يعانون أعراض ما بعد الصدمة، ويستيقظون كل صباح على
مشاهد وأصوات وشعور بالذنب.
ونقلت عن خبراء، أن معظم حالات الانتحار في الجيش،
كانت لجنود شباب في التدريب أو السنة الأولى من الخدمة، لكن بعد السابع من
أكتوبر، فجأة بات الجيش يتعامل مع حالات انتحار بين الجنود والضباط ضمن القوات
النظامية وفي الثلاثينيات والأربعينيات من العمر.
وقالت الصحيفة إن من بين المنتحرين، ضابطا في القوات
النظامية، عثر عليه منتحرا بالرصاص في سيارته، بعد أسبوعين من عملية طوفان الأقصى.
وأشارت إلى انتحار
أحد جنود الاحتياط المسعفين، في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي.
ووفقا للمعلومات التي
حصلت عليها الصحيفة، فإن 10 جنود وضباط، انتحروا، وجرى الاعتراف بهم قتلى للحرب،
لكن الجيش يرفض نشر أسمائهم، ويبقيها سرية.
ومن بين المنتحرين،
جندي في القوات النظامية، عثر عليه قتيلا بعد أن فجر قنبلة يدوية بنفسه قرب منزله،
بمستوطنة في الضفة الغربية، إضافة إلى جندي احتياط، أقدم على الانتحار بإطلاق
النار على نفسه، في قاعدة بغور الأردن.
وقالت الصحيفة، إن
القائمة التي حصلت عليها، لا تشمل الجنود المنتحرين، ممن تم تسريحهم من الخدمة
وقتلوا أنفسهم نتيجة المعارك التي مروا بها، ومنهم جندي احتياط في الثلاثينيات،
انتحر بعد تسريحه من غزة داخل سيارته وظهرت عليه أعراض ما بعد الصدمة.
واتهمت "هآرتس"، الجيش بإخفاء الحقائق والبيانات الخاصة
بالمنتحرين في صفوفه، والإحصائية الحقيقية لعدد القتلى.
ووفقا لبيانات حصلت
عليها الصحيفة، فقد كشفت سجلات الجيش، منذ عام 1973 وحتى هذا العام، انتحار 1227
جنديا، وكشفت أن العدد الفعلي أكبر بكثير، وفقا لمصادر تحدثت إليها، وكان الجيش
يصنف بعض عمليات الانتحار حوادث أسلحة، ويتكتم عن أخرى بناء على طلبات صريحة من
عائلات المنتحرين.