أحيا
الفلسطينيون والعرب والمتعاطفون معهم مظاهرات حاشدة بمناسبة الذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية التي تعرضوا فيها للهجرة القسرية والإبادة الجماعية.
وتتزامن
ذكرى النكبة مع مظاهرات طلابية حاشدة هزت الجامعات الأوروبية٬ تعاملت معها أغلب الدول بالعنف والاعتداء٬ بعد مطالباتهم بوقف الإبادة الجماعية في غزة٬ وقطع دولهم تزويد
الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة٬ وإيقاف جامعاتهم الاستثمار والتعاون مع الاحتلال.
باريس تنتفض
ففي باريس تجمع الطلاب الداعمون لفلسطين في ساحة جامعة السوربون لإحياء الذكرى الـ76 للنكبة.
وحمل المتظاهرون الذين طالبوا بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لافتات كتب عليها "دعم فلسطين ليس جريمة". وقال طالب فلسطيني في كلمته في المظاهرة إن "التطهير العرقي والقمع والاحتلال والفصل العنصري والظلم مستمر منذ 76 عاما. والنكبة لم تنته".
وأشار إلى أن الفلسطينيين الذين تعرضوا للهجرة القسرية يعيشون "لاجئين" منذ 76 عاما ويحرمون من حقوقهم الإنسانية.
كما نظمت مظاهرة أخرى في ساحة الجمهورية بباريس٬ ردد فيها المتظاهرون هتافات من قبيل "عاش نضال الشعب الفلسطيني" و"كلنا أبناء النكبة".
ورفع المتظاهرون علما كبيرا لفلسطين، ودمية ملفوفة بكفن أبيض عليها طلاء أحمر، ولافتات كتب عليها "الطلاب ضد الإبادة الجماعية. ادعموا المقاومة الفلسطينية" و"أوقفوا الإبادة الجماعية".
وحمل الكثير من النشطاء "نماذج مفاتيح" تمثل أمل الفلسطينيين الذين تعرضوا للهجرة القسرية عام 1948 في العودة إلى ديارهم.
وقال طالب حقوق يبلغ من العمر 20 عاما: "إنه يجب إعطاء الفلسطينيين جميع الحقوق"٬ وأضاف: "ليس من الطبيعي أن يُقتل الناس وأن نغمض أعيننا ونواصل حياتنا".
وحول رأيه في الهجوم البري للاحتلال الإسرائيلي على رفح، قال: "إذا كان هناك لاجئون في مكان ما وقررنا قصف ذلك المكان، فهذا يعني أننا نريد أن نبيد هذا الشعب".
أثينا ضد النكبة
أما في أثينا فقد نظم حزب "ميرا25"، وهو حزب يوناني يساري، مظاهرة شارك فيها زعيم الحزب وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس، وعضو البرلمان الأوروبي كلير دالي، وسياسيون وناشطون من إيطاليا وأيرلندا وألمانيا.
وأدان المتحدثون في المظاهرة هجمات الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين٬ وانتقدوا السياسات المؤيدة لإسرائيل التي تنتهجها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقد أكد فاروفاكيس أنه لا يتفق مع من يقول إن دولة الاحتلال تمارس حقها في الدفاع عن نفسها٬ وشدد على أن الشعب الفلسطيني يواجه "القمع الإسرائيلي" منذ عقود.
وتعليقا على منع ألمانيا له من المشاركة في الأنشطة السياسية ودخول البلاد بسبب خطاباته المناصرة للفلسطينيين، قال فاروفاكيس: "إذا حرموني من حقوقي السياسية وأنا مواطن أوروبي لي حقوق دولية، فمن يدري ماذا يفعلون برفاق دربنا من الفلسطينيين واليهود والألمان والطليان الذين يدافعون عن فلسطين؟".
كما اعتدت الشرطة اليونانية على المتظاهرين الذين نظموا وقفات بحضور آلاف الأشخاص أمام سفارة الاحتلال الإسرائيلي في أثينا بذكرى النكبة.
لندن.. مهد بلفور
أما في لندن فقد نظمت البعثة الدبلوماسية الفلسطينية بالمملكة المتحدة أمس الأربعاء بقاعة "سيتي هول" التاريخية، فعالية شارك فيها العديد من السياسيين والشخصيات العامة البريطانية في مراسم إحياء ذكرى النكبة الـ76، وذلك بالتعاون مع مجلس السفراء العرب.
وتأتي الفعالية بعد عدة أيام من إلغاء حفل إحياء ذكرى النكبة في هولندا بسبب ضغوطات واجهتها السفارة الفلسطينية٬ وافتتح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التظاهرة بكلمة عبر تقنية الفيديو، وأكد فيها على ضرورة إعلان دولة فلسطين المستقلة، وأن النكبة فعل آثم ومجرّم يتكرر عبر التاريخ، وأن ما يحدث في قطاع غزة لا يمكن تسميته سوى بالتطهير العرقي وأدان العجز الدولي الواضح عن إنقاذ غزة.
وفي كلمته، قال السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط٬ "نحن نراهن على الشعوب، ونذهب إلى كل مكان، اسكتلندا وويلز، ونخاطب الطلاب والعمال والشرائح المختلفة لأننا نراهن على الشعوب التي تناصر الشعوب، الشعوب التي حررت جنوب أفريقيا بعد حملة دولية كبيرة لمناهضة نظام الفصل العنصري وهو ما يحدث الآن في كل الجامعات والقرى ومنها لندن وبـ16 جامعة بريطانية".
في السياق ذاته، صرح زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربن، بأن لديهم في لندن حملة تضامن صلبة مع فلسطين منذ عدة عقود، وبتنظيم 14 مسيرة وطنية حاشدة اعتبرها نتاج عقود من التضامن مع فلسطين.
كما خرجت مظاهرة حاشدة في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، لإحياء ذكرى النكبة والتضامن مع الفلسطينيين.
أما في مدينة هامبورغ بألمانيا فقد خرجت مظاهرات حاشدة في ذكرى النكبة٬ وطالبت بإنهاء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.
وفي مدينة إسطنبول التركية خرجت مظاهرة حاشدة رافعة الأعلام الفلسطينية٬ مطالبة بوقف الإبادة الجماعية٬ وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
والنكبة مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أُعلن فيه قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على معظم أراضيهم في 15 مايو 1948، ويحيون ذكراها بمسيرات وفعاليات ومعارض في فلسطين وأنحاء العالم، للمطالبة بحقوقهم وبينها حق عودة ملايين اللاجئين.
وتأتي ذكرى النكبة هذا العام، مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمرة على قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مخلفة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
ويواصل الاحتلال حربه رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثوله أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".