نشرت صحيفة "
إندبندنت" تقريرا، للصحفية، ماروشا مظفر، قالت فيه؛ إن هناك حركة تكتسب زخما عبر الإنترنت، مع دعوات لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لحظر المشاهير العالميين، وشركاتهم؛ احتجاجا على صمتهم تجاه عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع
غزة.
تعكس حركة #Blockout2024 أو "Chop Chop" الإحباط تجاه المشاهير
الذين يعتقد المتابعون أنهم لم يستغلّوا نفوذهم ومنصاتهم لتسليط الضوء على الأزمة
الإنسانية في غزة. ووفقا لأحد مستخدمي تيك توك، فإن الهدف من الحملة هو "الحد
من تدفقات الإيرادات والشهرة الخاصة، بهؤلاء المشاهير".
على
منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"إنستغرام"
و"إكس"، يوزّع الأشخاص قوائم المشاهير لإلغاء متابعتهم وحظرهم، ممّا أدى
إلى انخفاض ملحوظ في عدد المتابعين، وفقا لموقع" سوشيال بليد"، وهو موقع
تحليلي لوسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة.
كذلك،
أفادت التقارير بأن نجمة تلفزيون الواقع، كيم كارداشيان، فقدت مئات الآلاف من
متابعيها على منصة "إنستغرام" وحده بسبب إرسالها إلى هذه "المقصلة
الرقمية"، في حين فقدت تايلور سويفت، نحو 200 ألف متابع على المنصة.
متى بدأت الحركة؟
عندما كان المشاهير من جميع أنحاء العالم يسيرون على
السجادة الحمراء في حفل Met Gala في نيويورك في وقت
سابق من هذا الشهر، وضع الناس على وسائل التواصل الاجتماعي صور النجوم وهم يرتدون
ملابس باهظة الثمن، مع صور مرعبة للموت والدمار القادم من غزة.
وأعرب
البعض عن غضبهم من عرض الثروة والرفاهية في الحفل السنوي، بينما كان يتم ذبح
الآلاف من النساء والأطفال في القطاع المحاصر. حيث اقترح البعض أن الصور المتجاورة
للمشاهير الذين يعيشون في نيويورك وللفلسطينيين المحاصرين، الذين يعانون من الجوع
والموت، كانت أقرب إلى "ألعاب الجوع"، وهو عالم بائس من روايات، سوزان
كولينز.
قال
أحد المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الذي يدير صفحة ثورة المناخ على
"تيك توك": "هذا أمر بائس حقا؛ هؤلاء الناس يعيشون في مستوى مختلف
من الواقع عن بقيتنا".
وأضاف؛
"إنهم لا يتأثرون حتى بالقضايا السياسية والاقتصادية نفسها التي تهمنا؛ لأن
الأغنياء سيكون لديهم دائما الوسائل للتحايل عليها. الحرب، والإجهاض، وأسعار
الإيجار، وارتفاع مستوى سطح البحر، والحرارة الشديدة، وندرة الغذاء، هذه الأشياء
لا تعنيهم".
وتساءل: "ما الذي سوف يخسرونه فعليا إذا تحدثوا
علنا عما يحدث في رفح؟ لا شيء". وردا على ما اعتبر عدم حساسية المشاهير،
اكتسبت حركة #blockout2024 زخما، مما دفع إلى حجب النجوم العالميين الذين اختاروا
التزام الصمت.
ما أهمية حركة #Blockout2024؟
بدأ عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، منذ 7 تشرين
الأول/ أكتوبر من العام الماضي. ما بين قصف عنيف وهجوم بري وحصار على غزة، ممّا
أدى إلى استشهاد أكثر من 35 ألف
فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع الذي تديره
حماس. وأصبح أكثر من 80 في المئة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، بلا
مأوى، وعلى شفا المجاعة.
عدا
عن بعض الاستثناءات البارزة، مثل ماكليمور ومجموعة Artists4Ceasefire، تجنّب العديد من النجوم وأصحاب النفوذ العالميين التعليق علنا
على عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على كامل قطاع غزة.
وقالت
الممثلة، نيكولا كوجلان، في مقابلة أجريت معها مؤخرا؛ إنه قيل لها إنها ستفقد
عملها في هوليوود، إذا دعت إلى وقف إطلاق النار على غزة، في حين تم استبعاد سوزان
ساراندون، من وكيل أعمالها، وذلك بسبب تعليقات أدلت بها في تجمع مؤيد للفلسطينيين.
كذلك،
أصدر مغني الراب الأمريكي، ماكليمور، مؤخرا، أغنية احتجاجية بعنوان "قاعة
هند"، مخصصة لذكرى هند رجب، وهي فتاة فلسطينية تبلغ من العمر ست سنوات،
استشهدت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في كانون الثاني/ يناير الماضي، بينما
كانت محاصرة في سيارة مع أقاربها القتلى وتنتظر الإنقاذ.
وفقا لموقع "سوشيال بليد"، فقد اكتسب آلاف
المتابعين الجدد على منصات التواصل الاجتماعي في الأيام التي تلت إصدار الأغنية.
وقال
ماكليمور؛ إنه سيتبرع بجميع عائدات الأغنية على منصات البث المباشر لوكالة الأمم
المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وهي وكالة
الأمم المتحدة الرئيسية التي تقدم المساعدات للفلسطينيين. ويتضمن فيديو الأغنية
لقطات لأشخاص يحتجّون ويعبرون عن تضامنهم مع الفلسطينيين، إلى جانب مقاطع متنوعة
يظهر فيها ضباط شرطة وسياسيون.
كيف يجد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي المشاهير الذين يجب حظرهم؟
قال أحد مستخدمي منصة "تيك توك" عبر مقطع
فيديو: "لقد قمت بإنشاء مستند جوجل لكل المشاهير الذين حضروا حفل Met Gala، والآن أقوم بالمتابعة والكتابة عما إذا كانوا صامتين، أو إذا
كانوا يستخدمون منصتهم للتحدث عن الإبادة الجماعية في غزة".
وأنشأ
مستخدم "تيك توك" هذا مقطع الفيديو الذي يعرض قائمة طويلة من أسماء
المشاهير على خلفية سوداء.
وكانت
بعض الأسماء، بما في ذلك زيندايا، ونكي ميناج، وكيث أوربان، وأندرو سكوت، مصحوبة
بكلمة "SILENT" باللون الأحمر. وأشار
موقع المستخدم هذا، إلى أنه على الرغم من أن بعض المشاهير مثل زيندايا تحدثوا علنا
في الماضي، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك مؤخرا. وقالوا؛ إن زندايا أبدت دعمها
للفلسطينيين في تشرين الأول/ أكتوبر، لكنها لم تدل بمزيد من التعليقات منذ ذلك
الحين.
وتواصلت
صحيفة "إندبندنت" مع ممثلي زيندايا، وميناج وأوربان، وسكوت، بالإضافة
إلى كارداشيان وسويفت، للتعليق.
ظهرت
عدة صفحات على منصة التواصل الاجتماعي "إنستغرام" و"تيك توك"
ممّا جعل
حظر المشاهير أسهل. على سبيل المثال، هناك صفحة جديدة على إنستغرام تسمى @blockout.2022، وهو الاسم الذي يهدف إلى إرباك خوارزمية "إنستغرام"
التي أزالت في وقت سابق صفحة مماثلة تسمى "#blockouts2024"، تنص الصفحة في السيرة الذاتية: "اذهب إلى ما يلي واحظرهم
جميعا".
وحثّت
مستخدمة لمنصة "تيك توك" تسمي نفسها @ladyfromtheoutside في فيديو مؤخرا: "لقد أعطيناهم منصاتهم؛ لقد حان
الوقت لاستعادتها، لنأخذ وجهات نظرنا، وإعجاباتنا، وتعليقاتنا، وأموالنا، من خلال
حظرهم على جميع وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية".
في
7 أيار/ مايو، واجهت المؤثرة على "تيك توك"، هالي خليل، ردّ فعل
عنيف بعد نشر مقطع فيديو تحرك شفتيها بعبارة "دعهم يأكلون الكعك" خارج
حفل Met Gala على حساب "تيك
توك" الخاص بها، الذي يستخدم اسم المستخدم @haleyybaylee.
العبارة
المرتبطة بماري أنطوانيت، ترمز إلى انفصال النخبة وسط الفقر والأزمات المنتشرة.
فيما أثار مقطع الفيديو الذي نشرته خليل، غضب العديد من الأشخاص عبر الإنترنت؛
لأنه جاء بعد تصريح لرئيس برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بأن شمال
غزة دخل "مجاعة كاملة" بعد ما يقرب من سبعة أشهر من الحرب.
في
وقت لاحق، اعتذرت خليل في 10 أيار/ مايو، قائلة؛ إنها لم تتم دعوتها رسميا إلى حفل Met Gala وكانت هناك كمضيفة مع E! News. وبرّرت استخدام عبارة
"دعهم يأكلون الكعك" بقولها؛ إنها أصبحت "رائجة" على
"تيك توك" في الوقت الحالي.
لكن
المقارنات لم تغب عن أتباعها، إذ نشر أحد المستخدمين مقطع فيديو قال فيه؛ إن
حسابها على "تيك توك" ربما "أطلق العنان لغضب ملايين الأشخاص".
ما فعالية #Blockout2024 حتى الآن؟
قال ماركوس كولينز، وهو الأستاذ المساعد للتسويق في
جامعة ميتشيغان، للإذاعة الوطنية العامة: "كان حفل Met Gala بمنزلة لحظة مبالغ
فيها إلى حدّ ما، حتى جذبت انتباه الكثير من الناس".
وأوضح:
"كانت حملة مقاطعة المشاهير موجودة، لكنها لم تكن في الواقع على قمة روح
العصر الاجتماعي. ولكن بعد ذلك، لديك لحظة مثل Met Gala التي لم تكن مرتبطة
حقّا بالصراع، ولكن كانت جميع القطع متداخلة. عندما وقع العدوان على غزة، كان
التزامن يجعل الناس يتحدثون ويتحركون".
وتابع:
"الأمل هو أن يؤدي ذلك إلى زيادة وضوح القضية وتغيير التوازن في دفع القوى
السياسية، مثل حكومة الولايات المتحدة، إلى القيام بشيء ما للتخفيف من حدّة العنف
الذي يحدث في الشرق الأوسط. ولكن على الرغم من أن هذا المنطق قد يبدو عقلانيا، إلا
أنني لا أعتقد أن هناك الكثير من الأمثلة التي نجح فيها هذا الأمر بالفعل".
إيدي
بورخيس- ري، وهو أستاذ مشارك مقيم في جامعة نورث وسترن في قطر، متخصص في البحث في
وسائل التواصل الاجتماعي والخوارزميات. وقال لشبكة "الجزيرة":
"يعتمد مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، على الظهور والمشاركة
العالية لجذب الصفقات الإعلانية والحفاظ عليها".
وأضاف أنه عندما يقوم شخص ما بإلغاء متابعة أحد
المشاهير، فإنه ببساطة يتوقف عن رؤية منشورات المشاهير في خلاصته. ولكن "إذا
قام شخص ما بحظر أحد المشاهير، فإنه يقطع تماما أي تفاعل مع المحتوى الخاص به".
وأضاف؛
"إن انخفاض مستوى الظهور، يمكن أن يدفع المعلنين إلى النظر إلى المشاهير على
أنهم أقل قيمة، مما قد يؤدي إلى تقليص المبلغ الذي يرغبون في دفعه مقابل الإعلانات
في الملف الشخصي للمشاهير، مما يؤثر بشكل مباشر على إيرادات إعلاناتهم".