تصاعدت حدة التهديدات الإسرائيلية بإعادة السيطرة على الحدود الفلسطينية المصرية، ضمن العملية العسكرية التي بدأها جيش
الاحتلال في مدينة
رفح جنوب قطاع غزة، رغم التحذيرات الدولية والمخاوف المتزايدة من عواقب
الاجتياح على الوضع الإنساني.
وأبدت السلطات المصرية مخاوف واضحة من العملية
العسكرية في رفح، وبحسب تقارير إعلامية، رفضت القاهرة التعاون مع الاحتلال بشأن فتح
معبر رفح الخاضع حاليا تحت السيطرة الإسرائيلية، وطالبت بوجود طرف فلسطيني فقط في
المعبر لإعادة فتحه.
لكن، يبدو هذا الطلب لا يجد آذانا مصغية لدى قادة
الاحتلال؛ فقد كشفت مصادر مصرية اليوم، عن خطط إسرائيلية عسكرية للسيطرة الكاملة
على الحدود الفلسطينية المصرية، أو ما يعرف بـ"
محور فيلادلفيا".
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر
مصرية، أن "قوات الاحتلال تسعى إلى تنفيذ مزيد من التوغلات في رفح، اعتبارا
من الأسبوع المقبل"،
مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي سيحاول الانتهاء من السيطرة على "محور صلاح
الدين" بشكل كامل قبل نهاية الشهر الجاري.
وتعيد هذه المساعي الإسرائيلية إلى الأذهان، السيطرة
التي كانت موجودة بالفعل من جيش الاحتلال على المحور الحدودي قبل نحو 19 عاما،
أي قبل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.
وخلال السيطرة السابقة لجيش الاحتلال على الحدود الواقعة
جنوب مدينة رفح، التي كانت ممتدة من معبر كرم أبو سالم شرقا إلى البحر الأبيض
المتوسط غربا؛ نفذت
المقاومة الفلسطينية عمليات نوعية ضد مواقع الاحتلال العسكرية،
وتصاعدت وتيرتها في انتفاضة الأقصى الثانية.
وترصد "
عربي21" السيطرة
الإسرائيلية السابقة على "محور فيلادلفيا"، عبر استعراض أبرز أربعة مواقع
عسكرية كانت منتشرة على طول الحدود، قبل تفكيكها عام 2005، وتاليا المواقع، بدءا من
الغرب إلى الشرق.
الموقع العسكري الأول أقصى الغرب
كان يقع قبالة شواطئ مدينة رفح (أقصى جنوب غرب
المدينة)، وكان من ضمن مهامه إلى جانب تأمين الحدود الغربية، حماية مستوطنة
"رفيح يام" التي كانت مقامة على 574 دونما غرب رفح، وتحديدا من الناحية
الجنوبية، حيث كان يقع برج عسكري يتمركز فيه جنود الاحتلال.
موقع "تل زعرب" العسكري
إلى الشرق قليلا، كان يوجد موقع عسكري لجيش
الاحتلال يقع فوق تل مرتفع بمنطقة رفح الغربية، يسمى "تل زعرب"، ويتضمن
الموقع برج مراقبة مركزيا، وتتمركز في محيطه آليات الاحتلال ودباباته، كونه كاشفا لأجزاء كبيرة من مدينة رفح.
وتعرضت منازل الفلسطينيين لعمليات قصف وقنص من هذا
البرج العسكري، أدت إلى استشهاد أطفال ونساء وشيوخ طيلة فترة انتفاضة الأقصى الثانية،
التي انطلقت عام 2000.
وكانت تنطلق من هذا الموقع، دبابات الاحتلال
المتمركزة على طول الشريط الحدودي، وكثفت المقاومة الفلسطينية استهدافه، لاسيما
بقذائف الهاون.
موقع "حردون" العسكري
برج مراقبة يقع قبالة مخيم يبنا، وهدف الاحتلال منه حماية أمن الشريط الحدودي مع مصر، وهو كاشف لأجزاء كبيرة من الحدود، إلى
جانب مناطق واسعة في وسط مدينة رفح، وهو مزود بأدق آليات التصوير والرشاشات
الثقيلة.
وقام هذا الموقع بإلحاق الأذى والدمار بسكان المنطقة
المحاذين للشريط الحدودي، لكن عمليات المقاومة كسرت تحصينات الاحتلال الحديدية عبر
استهدافه بشكل متكرر، ولعل العملية الفدائية الأبرز كانت عام 2003، حينما برز سلاح
جديد للمقاومة وهو "
الأنفاق".
وفجرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري
لحركة حماس في 13 كانون الأول/ ديسمبر لعام 2003، موقع "حردون" العسكري
في مخيم يبنا برفح، بكمية كبيرة من المتفجرات، تم زراعتها بعد التسلل لأسفل الموقع
عبر نفق يبلغ طوله حوالي 200 متر.
موقع "ترميد" العسكري
إلى الشرق من موقع "حردون" العسكري، كان
يقع موقع "ترميد"، وتحديدا قرب بوابة صلاح الدين، وهو مشابه كثيرا
للموقع العسكري الأول، من ناحية التحصين واعتماد جيش الاحتلال عليه في تأمين
الحدود ومراقبة مناطق واسعة في رفح.
وكان الموقع عبارة عن عمارة مكونة من ثلاثة طوابق،
يقطنها عدد من جنود الاحتلال، وطالت عمليات المقاومة و"سلاح الأنفاق"
هذا الموقع أيضا، حينما تم تنفيذ أول عملية فدائية عبر الأنفاق خلال انتفاضة الأقصى
الثانية، واستهدفت موقع "ترميد" على الحدود الفلسطينية المصرية.
وزرعت كتائب القسام عبوة كبيرة أسفل موقع
"ترميد" الإسرائيلي، وذلك بتاريخ 26 أيلول/ سبتمبر لعام 2001، وذلك بعد تسلل
عدد من المقاومين عبر النفق المحفور تحت الموقع العسكري، الذي وصل طوله نحو 150
مترا.
ونفذت قوات الاحتلال عبر هذا الموقع جرائم عديدة بحق
الفلسطينيين، وقتلت العديد منهم، كونه كان نقطة مواجهة مستمرة خلال أحداث الانتفاضة
بين الشبان وجنود الاحتلال.