نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"
مقالا للصحفي ديفيد سانغر قال فيه إنه حتى قبل الإعلان عن وفاة الرئيس
الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر، كانت العلاقات بين طهران والولايات المتحدة تقترب بشكل خطير من الصراع المفتوح.
وأضاف، أن ما يتكشف في الأيام القليلة المقبلة "بما في ذلك ما تعلن إيران أنه سبب الحادث" يمكن أن يحدد ما إذا كان البلدان قادرين على الخروج من العديد من الأزمات المتزامنة.
وأوضح، "على المدى الطويل، فإن الصراع الأكثر أهمية هو ذلك الذي يتمحور حول
البرنامج النووي الإيراني، فقد تم احتواء البرنامج إلى حد كبير بعد أن تفاوضت إدارة أوباما على اتفاق نووي مع إيران في عام 2015".
وتابع، "أن الرئيس دونالد ترامب أدان الاتفاق وتخلى عنه قبل ست سنوات، وفي نهاية المطاف استأنفت إيران إنتاج الوقود النووي المخصب إلى مستوى أقل قليلا مما هو مطلوب لإنتاج عدة قنابل".
وأشار الكاتب، "إلى أن الدور الذي لعبه رئيسي في عملية صنع القرار الحاسمة في طهران بشأن استراتيجية إيران النووية كان دائما موضع خلاف".
وقال سانغر، إن البرنامج النووي يخضع لسيطرة الحرس الثوري في إيران، وهو مركز قوة في حد ذاته، والمسؤولون الأمريكيون يقولون إنه بعد التوصل إلى اتفاق مع إيران عبر وسطاء أوروبيين قبل عامين، انهارت جهود التفاوض.
وفي الأسبوع الماضي فقط، التقى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الذي لقي مصرعه أيضا في حادث تحطم طائرة الهليكوبتر، مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الذي كان يطالب بتحسين الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية المترامية الأطراف.
وبحسب سانغر، فإن البرنامج النووي، ومسألة ما إذا كانت إيران سوف تسعى إلى الحصول على سلاح نووي أو تستغل مكانتها كقوة على عتبة إنتاج مثل هذا السلاح بسرعة، يخيمان على مواجهات إقليمية أخرى.
وأضاف، "عندما أطلقت إيران 300 صاروخ ومسيّرة على إسرائيل الشهر الماضي، نسقت
الولايات المتحدة مع إسرائيل والقوات الإقليمية الأخرى لإسقاطها".
وأردف، "أن التبادل برمته، الذي هدأ بعد رد فعل إسرائيلي متواضع نسبيا، وكان بمثابة تذكير بأن البلاد وسعت بشكل كبير برنامجها الصاروخي ومدى انتشاره، في عهد رئيسي وأنها تتجه إلى تقنيات تهدف إلى التغلب على الدفاعات الإسرائيلية، هو على الأرجح درس من الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا".
وفي الوقت نفسه، تقوم إيران بتسليح الحوثيين وتزودهم بالمعلومات الاستخبارية من سفينة إيرانية واحدة على الأقل.
وذكر أن طهران توفر الأسلحة والتكنولوجيا لحماس وحزب الله، وهي الجهود التي توسعت أيضا في ظل حكم رئيسي.
وحذر المسؤولون الأمريكيون مؤخرا من أنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإنهم يتوقعون زيادة في محاولات القرصنة الإلكترونية الإيرانية.
وقالت أفريل هاينز، مديرة الاستخبارات الوطنية، للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي: "أصبحت إيران عدوانية بشكل متزايد في جهودها، فهي تسعى إلى إثارة الخلاف وتقويض الثقة في مؤسساتنا الديمقراطية، كما رأيناها تفعل في الدورات الانتخابية السابقة".