سياسة عربية

الكارثة الصحية والبيئية تتفاقم.. بلدية غزة تحذر من تراكم النفايات

أكدت بلدية غزة أنها بحاجة لنحو 2000 لتر من الوقود يوميا من أجل توفير الخدمات- الأناضول
أكدت بلدية مدينة غزة، أن عدم إدخال الوقود لجمع وترحيل النفايات يفاقم الكارثة الصحية والبيئية، في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة لنحو ثمانية شهور.

وقالت البلدية في بيان مقتضب؛ لإن توفير الخدمة يحتاج لنحو 2000 لتر من الوقود يوميا، كي تتمكن من جمع وترحيل النفايات من مختلف أنحاء المدينة، مضيفة أن ما تستلمه حاليا من وقود غير كاف، وأنه مخصص لتشغيل عدد محدود من آبار المياه فقط.

وشدد على أنها بحاجة لكميات أكبر من الوقود، كي تتمكن من تقديم باقي الخدمات الأساسية للمواطنين.

وطالبت البلدية المنظمات الدولية والمعنية بضرورة التدخل العاجل، وإنقاذ الحياة الإنسانية في المدينة، والمساعدة في توفير الوقود اللازم لتشغيل آليات جمع النفايات، وتمكين طواقم البلدية من الوصول لمكب النفايات الرئيس شرق المدينة، والتخفيف من الكارثة الصحية والبيئية.

وأجبرت الحرب في غزة أكثر من 1.7 مليون فلسطيني على النزوح من منازلهم في الشمال؛ بحثا عن ملجأ آمن في الجنوب، كما حدثت موجات نزوح في المحافظات الجنوبية، ويعيش كل هؤلاء في خيام أو ملاجئ مؤقتة وسط أكوام من النفايات، لعدم توفر خدمات جمعها وإدارتها، الأمر الذي ينذر بحدوث أزمة بيئية وصحية وشيكة. 

وفي نهاية نيسان/ أبريل الماضي، حذر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أن مسألة إدارة النفايات الصلبة في غزة، أصبحت حاجة ملحة، وتتطلب دعما وحلولا فورية.

وذكر البرنامج الأممي أن هذه الأزمة انعكاس للأزمة الإنسانية الأوسع في القطاع، وقبل الحرب كان البرنامج قد وضع الخطوط العريضة لخارطة طريق شاملة معنية بالإدارة المستدامة للنفايات في غزة، مع التركيز على التحول إلى نموذج الاقتصاد الدائري، ولكن منذ اندلاع الحرب تحولت الأولويات نحو المساعدة الإنسانية العاجلة.

وبين أنه حتى قبل الحرب، كانت غزة تعاني من مشكلة إدارة النفايات، حيث كان يتم إنتاج 1,700 طن من النفايات يوميا، ولا يوجد سوى مكبين رئيسيين لاستيعاب هذه الكمية، وتم التخلص من 3.9 مليون طن من النفايات في مكب نفايات جحر الديك الرئيسي في الشمال؛ وقد تراكمت النفايات بمعدل 20-35 مترا فوق سطح الأرض. 

وظل المكب يعمل لسنوات فوق طاقته، مع تكرار حوادث الحرائق بسبب نقص الموارد، وتزايد المخاوف بشأن الآثار البيئية والصحية والاجتماعية السلبية.

بشكل عام، انخفض عدد مركبات جمع النفايات الصلبة في غزة من 112 إلى 73 في الفترة بين عامي 2017 و2022؛ ومعظم هذه المركبات قديم، كما أن عددها غير كاف، حيث تخدم مركبة جمع واحدة 21,000 نسمة وعامل جمع واحد لكل 3,343 نسمة.

وأحدثت الحرب المزيد من الدمار، وشلت البنية التحتية الحيوية لجمع النفايات، وفاقمت الوضع المتردي بالفعل، فقد تسبب تدمير مركبات جمع النفايات والمرافق ومراكز معالجة النفايات الطبية ضغطا كبيرا للبلديات، التي تسعى جاهدة للتعامل مع الأزمة المتصاعدة.