مع اقتراب منتصف الليل، تبدأ قاعة أول
ملهى ليلي في
السعودية بالامتلاء بحشود متنوعة من المحتفلين الذين يرقصون على أنغام الموسيقى، في أجواء لم تألفها المملكة المحافظة من قبل، وفقا لما نقله تقرير صحيفة "التايمز" البريطانية.
وذكر التقرير الذي سلط الضوء على أجواء الملهى الليلي الذي افتتح في حي جاكس للفنون بالدرعية في
الرياض ضمن مشاريع شركة "ميدل بيست" المدعومة من صندوق الثروة السيادية الذي يرأسه ولي العهد محمد بن سلمان، أنه على الرغم من أن الكحول لا يزال محظورا في المملكة، إلا أنه يتم تهريبه بانتظام إلى الحفلات.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يأتي مع استمرار الشائعات بأن السلطات السعودية قد تسمح بالخمور قريبا في المنتجعات السياحية.
وقالت الصحيفة التي رصدت الأجواء داخل الملهى الليلي الوحيد في السعودية، والذي يدعى "
بيست هاوس"، إن المكان يشبه إلى حد كبير أي ملهى ليلي في العالم، باستثناء وجود حراس يجوبون المبنى بحثا عن أي سلوك غير مرغوب فيه، بما في ذلك إضافة الكحول إلى المشروبات التي تقدم في البار إلى المحتفلين.
ومن بين مشاهد الاحتفال التي نقلتها الصحيفة البريطانية في تقريرها، شاب رصدته وهو يقفز في قاعة الملهى مرتديا بنطالا ضيقا وحذاء رعاة البقر كبير الحجم، بينما تتمايل فتاتان ترتديان قمصانا سوداء قصيرة ونظارات شمسية، بلا مبالاة في مكان آخر.
وفي الأثناء يستعد منسق الأغاني "الدي جي" السعودي طارق عنتابي للبدء في العمل.
ونقلت الصحيفة عن عنتابي الذي عاش لسنوات عديدة في الولايات المتحدة، وكان يغادر السعودية في أي فرصة لتقديم عروضه في الخارج، قوله تعليقا على عمله في الملهى الوحيد في السعودية، إن هذا الأمر "يعني العالم بالنسبة لي".
"الآن نحن في العلن"
وبعيدا عن عنتابي، تقوم شابة سعودية تدعى حصة وترتدي قميصا من دون أكمام، بإلقاء التحية على الزوار الوافدين للاحتفال.
وقالت حصة في حديثها للصحيفة البريطانية، "لقد كنا دائما هكذا.. والآن يمكننا أن نمارسه في العلن".
وتذكر الصحيفة أن الحفلات الموسيقية من هذا النمط كانت تقام في المساكن الخاصة على الرغم من كونها غير قانونية لسنوات طويلة في السعودية، مشيرة إلى أنه كان هناك دائما احتمال أن تنتهي الحفلة بمداهمة الشرطة أو تدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
واعتبرت أن اليوم انقلبت الأدوار، لا سيما بعدما جرى الاستغناء عن هيئة الأمر بالمعروف في إطار السياسة التي اتبعتها الحكومة من أجل التخلي عن القيود الصارمة على الحياة العامة.
ونقلت الصحيفة عن المدير الإبداعي لشركة "ميدل بيست" أحمد العماري، قوله: "نحن نبني السعادة والاقتصاد لنا، ونصنع الفرح والترفيه لنا".
وخففت السعودية في السنوات الماضية القيود الصارمة مثل الفصل بين الرجال والنساء في الأماكن العامة وإلزام النساء بارتداء العباءات السوداء.
وترافق إحكام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبضته على السلطة مع تغييرات شملت فتح البلاد أمام السياحة غير الدينية وإقامة الحفلات الترفيهية والسماح للنساء بقيادة السيارات بالإضافة إلى التضييق على المعارضة والخصوم السياسيين.
وتشمل رؤية 2030 أيضا تطوير القطاعات والصناعات المحلية ومراكز اللوجستيات بهدف إتاحة مئات الآلاف من فرص العمل للسعوديين.