تمر منطقة الشرق
الأوسط بمتغيرات كثيرة منذ اندلاع حرب
الاحتلال الإسرائيلي الوحشية على قطاع
غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر، وصولا إلى وفاة الرئيس
الإيراني إبراهيم رئيسي بعد تحطم مروحيته هو ووزير خارجيته والوفد المرافق.
ونشرت صحيفة "
نيويورك تايمز" الأمريكية، مقالا تحت بعنوان "من في ورطة أكبر: إسرائيل أم
إيران؟"، للكاتب الأمريكي بريت ستيفانز، الذي قال إن "الأزمة التي يعيشها الشرق
الأوسط اليوم تتلخص في سؤال واحد يدور حول تاريخين: أي لحظة تاريخية من المرجح أن
تنقلب رأسا على عقب، عام 1948 أم عام 1979؟"
وأوضح الكاتب أن
التاريخ الأول يشير إلى إنشاء دولة الاحتلال الإسرائيل، والثاني إلى الثورة
الإيرانية، والمغزى الضمني من السؤال "هو أنه لا يمكن للدولة اليهودية
والجمهورية الإسلامية أن تتعايشا بشكل دائم".
ويعتقد الكاتب
أنه "من غير المرجح أن يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية إلى أي اعتقالات، أو
إدانات جنائية، نظرا لتنديد إدارة بايدن بالقرار، وحتى بالنسبة للدول التي تظهر
ودا أقل لإسرائيل، من غير المرجح أن تعتقل زعيم دولة تمتلك أسلحة نووية
ووكالة استخبارات قوية".
ويرى ستيفانز أن
هذا الإعلان يشكل جزءا من نفس الاستراتيجية التي يعتقد خصوم الاحتلال الإسرائيلي
أنها ستؤدي، في نهاية المطاف، إلى سقوط الدولة، وهي "نزع الشرعية الدولية
والعزلة"، ما يؤدي بحسب الكاتب، إلى انهيار داخلي تدريجي أو غزو خارجي.
ويتساءل الكاتب عن "الدولة الأكثر عرضة للخطر، إسرائيل أم إيران؟، مشيرا إلى أن "الخطر الأعظم الذي
يهدد إسرائيل، كما قال الرئيس الإيراني السابق أكبر رفسنجاني ذات يوم، هو استخدام
قنبلة نووية واحدة داخل إسرائيل من شأنه أن يدمر كل شيء، وليس من غير المنطقي
التفكير في مثل هذا الاحتمال، لأن القدرات النووية المتوسعة لدى إيران والغموض
الذي يحيط بها، لابد وأن يثير قلق العالم الغربي، أما بالنسبة لإيران فإن
التهديد الرئيسي للنظام يأتي من الداخل من خلال الاحتجاجات التي
تشهدها البلاد".
ويرى الكاتب أن دولة
الاحتلال الإسرائيلي تعاني مثل إيران "من نقاط ضعف داخلية عميقة، لم يبرز سوى
بعضها إلى الواجهة خلال أشهر الاحتجاجات على التغييرات القضائية التي سبقت السابع
من أكتوبر/تشرين الأول، ناهيك عن التطرف اليميني، ومقاومة اليهود المتشددين
لإسرائيل".
وينهي ستيفانز
بقوله: "بالنسبة لحكام إيران فقد زعموا دائما أنهم طليعة الثورة
الإسلامية، أما إسرائيل تريد، وتقاتل من أجل البقاء على حالها".