"نزحنا سابقا لمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين (أونروا)، وجراء القصف المتواصل من الاحتلال الإسرائيلي، اضطررنا للهروب ولا نعرف إلى أين نذهب"، بهذه الكلمات وصفت نازحة، من جباليا، المشهد.
وشهدت
بلدة جباليا، شمالي
قطاع غزة ومحيطها، السبت، نزوح مئات الأسر الفلسطينية؛ وذلك في ظل استمرار العملية البرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شمالي القطاع المحاصر، لليوم الـ14 على التوالي.
وكشفت عدة شهادات للأهالي، أن عددا من الأسر قرّرت النزوح من مراكز الإيواء، في بلدة جباليا ومخيمها، وكذا أطرافها؛ فيما تداول عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي صورا للأهالي المُحمّلين بالقليل من أمتعتهم، بينهم أطفال.
النزوح.. آلام مُضاعفة
نساء منهكات، وأطفال، وشيوخ، يجرّون أقدامهم مشيا، وآخرون يركبون عربات تجرّها حيوانات ليسوا أقل تعبا منهم، وأيضا مسنون على كراسٍ متحركة، هي مشاهد صعبة، تم رصدها لنزوح الأهالي من شمال القطاع.
دون وجود مأوى ملائم لهم، وفي ظل صعوبات كُبرى، يتّجه النازحون قسرا من جباليا ومحيطها، نحو مناطق مختلفة في غرب وشرق مدينة غزة.
تجدر الإشارة، إلى أنه إثر القصف المتواصل من الاحتلال الإسرائيلي، الذي ضرب عرض الحائط كافة القوانين الإنسانية، ولم يرحم بشرا ولا حجرا، نزح الفلسطينيون أكثر من مرة، حيث توجّهوا نحو أكثر من مكان، في محاولات باتت توصف بـ"اليائسة" بحثا عن بصيص من الأمان.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإنه خلال الحرب المتواصلة على قطاع غزة المحاصر، نزح مليونا فلسطيني، وباتوا يقيمون في مدارس وخيام ومراكز ثقافية، ناهيك عن الكنائس، في وضع إنساني صعب.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية على مخيم جباليا وبعض المناطق المحيطة به، في 12 أيار/ مايو الجاري، قبل أن يعلن في الـ15 من الشهر ذاته عن توسيع هذه العملية بعد مواجهة قواته "معارك شرسة" بحسب تعبيره.
وتواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها الأهوج على قطاع غزة، متجاهلة قرار مجلس الأمن الذي يطالبها بوقف القصف فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.
واستشهد عدد من الفلسطينيين فجر السبت، في قصف إسرائيلي على مدينة غزة، وذلك بالتزامن مع دخول العدوان على القطاع يومه الـ232 على التوالي.