أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "
البنتاغون"،
الأربعاء، أنها ستزيل مؤقتًا الرصيف البحري الذي أنشأته قواتها حديثا قبالة ساحل
غزة
لإيصال
مساعدات إنسانية إلى القطاع، بهدف إصلاحه بعد انفصال أحد أجزاء هيكله جراء تعرضه
لأمواج هائجة.
جاء ذلك في تصريحات صحفية للمتحدثة باسم
"البنتاغون" سابرينا سينغ، وفق بيان نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني.
وقالت سينغ إن "جزءًا من الرصيف البحري
انفصل عنه"، وإنه "سيجري قطر الرصيف على مدى الـ48 ساعة المقبلة إلى ميناء
أسدود لإصلاحه".
وبحسب سينغ، "يُتوقع أن يستغرق الإصلاح
نحو أسبوع، قبل إعادته إلى مكانه قبالة ساحل غزة".
وأشارت إلى أن قوات القيادة المركزية الأمريكية
في المنطقة "سنتكوم" تعتمد على أعمال البحرية الإسرائيلية في جهود استعادة
ونقل الرصيف، لأن "الولايات المتحدة لا تسمح بأي قوات أمريكية على الأرض في غزة"،
وفق قولها.
ورغم الأوضاع المأساوية المستمرة في غزة
جراء النقص الحاد في كل أساسيات الحياة بما فيها المياه والطعام والدواء، ادّعت سينغ
أن "الرصيف أثبت قيمته العالية في إيصال المساعدات إلى سكان غزة، وبالتالي، بعد
الانتهاء من إصلاحه وإعادة تجميعه، سيُعاد تثبيته لاستئناف المساعدات الإنسانية".
وقالت إنه "حتى الآن، تم تسليم أكثر
من 1000 طن متري من المساعدات إلى الرصيف لتوزيعها على المنظمات الإنسانية وعلى الفلسطينيين".
وأشارت سينغ إلى أن "القوات الأمريكية
تحمّل حاليًا المساعدات الإنسانية على متن سفن في قبرص لنقلها إلى غزة لتوزيعها على
الفور بمجرد إعادة تثبيت الرصيف في الأيام المقبلة".
وجاء في ختام بيان البنتاغون، أن القيادة
المركزية الأمريكية تتوقع أن تستغرق الإصلاحات نحو أسبوع.
وكان مسؤولان أمريكيان صرحا لوكالة
"رويترز"، الثلاثاء، بأن جزءا من الرصيف البحري الذي أقامه الجيش الأمريكي
قبالة قطاع غزة انفصل وأخرج مؤقتا من الخدمة.
وأضاف المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما
أنه من المعتقد أن الطقس السيء هو سبب انفصال هذا الجزء. ولم يفصح المسؤولان عن حجم
الجزء المنفصل أو المدة التي سيحتاجها الرصيف لاستئناف عملياته.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أعلن خلال
شهر آذار/ مارس الماضي لأول مرة عن خطط إنشاء الرصيف العائم في ظل تعطيل الاحتلال الإسرائيلي
تسليم المساعدات عن طريق البر، مما فاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة.
وتنص الآلية على نقل المساعدات في المقام
الأول من قبرص على متن سفن تجارية إلى المنصة العائمة التي أنجز الجيش الأمريكي بناءها.
وبعد ذلك تنقل المساعدات إلى سفن أصغر حجما
تتولى إيصالها إلى الرصيف المربوط بالساحل، وفي نهاية المطاف إلى البر، بعد تحميلها
في شاحنات لتوزيعها.
وفي 16 أيار/ مايو، أعلنت "سنتكوم"،
الانتهاء من بناء الرصيف البحري العائم على شواطئ قطاع غزة.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين
الدولية، يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء،
وصلت إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع.
وتوقف عبور المساعدات من خلال معبر رفح
بعد سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو الجاري، فيما
أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم أمام حركة دخول المساعدات في الـ5 من الشهر نفسه.
وفي ظل ذلك، بات الرصيف البحري الذي أنشأته
الولايات المتحدة قبالة شواطئ غزة الممر الوحيد لحركة المساعدات إلى القطاع، منذ
17 مايو، لكن لم تدخل عبره سوى كميات محدودة من المساعدات حتى اليوم.
ومساء الجمعة اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي مع نظيره الأمريكي جو بايدن، على تسليم مساعدات إلى الأمم المتحدة في معبر كرم
أبو سالم الإسرائيلي بصورة مؤقتة، لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر
رفح جنوب قطاع غزة من الجانب الفلسطيني.