صحافة دولية

أكاديمي إسرائيلي يقر بـ"نجاح" حراك الطلاب الداعم لغزة.. جامعات الاحتلال "متواطئة"

شهدت عشرات الجامعات في الولايات المتحدة حراكا طلابيا واسعا مناصرا لفلسطين- الأناضول
شدد أكاديمي ومؤرخ إسرائيلي على أن الجامعات الإسرائيلي "متواطئة" بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن المقاطعة التي عززها الحراك الطلابي المناصر لفلسطين تحظى "بدعم عدد متزايد من الأوساط الأكاديمية"، وذلك وفقا لمقال نشرته صحيفة "الغارديان"، واستطلعت فيه رأي اثنين من الباحثين الأكاديميين بشأن فرض مقاطعة أكاديمية على "إسرائيل".

وقال الأكاديمي والمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي، وهو أحد الأكاديميين الاثنين؛ إن "المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل كانت جزءا من حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي بدأت عام 2005. ولم تكن تستهدف الأفراد الإسرائيليين، بل المؤسسات فقط".

وأضاف في معرض رده على سؤال: "هل يجب على المؤسسات الأكاديمية مقاطعة إسرائيل؟" و"هل العنصر الأكاديمي في حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل، هو أمر عادل؟"، أن المقاطعة تحظى "بدعم عدد متزايد من الأوساط الأكاديمية، وهو اتجاه تسارع في أعقاب الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة".

وشدد على أن "حركة الاحتجاج الطلابية التي بدأت في الولايات المتحدة وتنتشر الآن في جميع أنحاء العالم الغربي، عززت المقاطعة؛ إذ حث الطلاب، أعضاء هيئة التدريس على الانضمام إليهم في مطالبة الجامعات بسحب استثماراتها من الجامعات والشركات الإسرائيلية، ونجحوا في بعض الحالات في إقناع الجامعات بقبول مطالبهم كليا أو جزئيا".


ولفت بابي الذي يعمل أستاذا في كلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية في جامعة إكستر في المملكة المتحدة، ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية التابع للجامعة، والمدير المشارك لمركز إكستر للدراسات العرقية والسياسية، إلى أن الجامعات الإسرائيلية "تعرب لأول مرة عن انزعاجها من تأثير هذه المقاطعة على قدرتها على إجراء البحوث على مستوى عال، في حين كانت ترفض في السابق أن يكون للمقاطعة هذا التأثير المحتمل".

وأشار إلى أن "الجامعات الإسرائيلية متواطئة"، متحدثا عن "استثمار جامعة تل أبيب في شركة إكس تيند - Xtend، المصنعة للطائرات بدون طيار، وتسببت وفق شهادة رئيس جامعة غلاسكو غسان أبو ستة الذي كان جراحا في غزة، بأفظع الجروح لمرضاه في القطاع. ناهيك عن محاكمة واعتقال محاضرين وطلبة عرب في إسرائيل، ممن أعلنوا تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة".

من جهتها، زعمت الأستاذة المشاركة في الدراسات اليهودية والإسلامية والشرق أوسطية والأستاذة المشاركة في التاريخ في جامعة واشنطن في سانت لويس، أن "المقاطعة تقوّض المهمة الأساسية للأوساط الأكاديمية: تعزيز المساحات الفكرية حيث يتم إنتاج المعرفة ونقلها من خلال البحث والتدريس والتبادل الحر للأفكار ووجهات النظر".

وأضافت أن "المقاطعة تعزز الفقاعات الأيدولوجية... الجامعات ليست محاكم جنائية دولية حيث يتم إصدار الأحكام، أو أروقة السلطة التي تبرم فيها معاهدات السلام. إنها مؤسسات للتعليم العالي حيث ندرس الحروب الماضية والحالية، ونحلل آثارها على الناس والسياسة، ونستكشف ما إذا كانت هذه الصراعات انتهت أم استمرت ولماذا"، حسب تعبيرها.


وفي 18 نيسان/ أبريل الماضي، بدأ الطلاب المؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة اعتصاما في حديقة الحرم الجامعي؛ احتجاجا على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و"الإبادة الجماعية" في غزة، حيث تم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.

وفي وقت لاحق، امتدت مظاهرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، واستدعت عدة جامعات وكليات الشرطة للمتظاهرين، ما تسبب في اعتقال المئات من الطلبة المناصرين لفلسطين.

كما امتدت الاحتجاجات الطلابية المتواصلة في الولايات المتحدة إلى العديد من الجامعات في بريطانيا وفرنسا، وذلك بالتزامن مع تواصل المظاهرات بمختلف مدن وعواصم العالم؛ نصرة للشعب الفلسطيني منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023.