صحافة دولية

كوريا الشمالية تمطر سماء جارتها الجنوبية بمئات الكرات من القمامة.. ما السبب؟

وصفت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، البالونات بأنها "هدية من أعماق قلبي"- الأناضول
أطلقت كوريا الشمالية أكثر من 700 بالونا مملوءا بالقمامة والسماء على كوريا الجنوبية كـ"هدية من أعماق القلب"، ردا على تصرفات الجنوبيين الذين أطلقوا بالونات تحمل منشورات دعائية تجاه جيرانهم، حسب تقرير نشرته صحيفة "غازيتا" الروسية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي نشرته "عربي21"، إن الجيش الكوري الجنوبي نشر فرقا لجمع البالونات دون إطلاق النار عليها؛ خوفا من احتوائها على مواد كيميائية.


وأضافت الصحيفة أن شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم يو جونغ وصفت قذائف القمامة بأنها "هدية من أعماق القلب" ردًا على تصرفات الجنوبيين الذين أطلقوا بالونات تحمل منشورات دعائية تجاه جيرانهم. ومن جانبها، تعهّدت سيول باتخاذ إجراءات "يصعب على كوريا الشمالية تحملها" في حال عدم توقف بيونغيانغ عن مضايقاتها.

ووفقا لهيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، عُثِر على الكرات الأولى في الأول من حزيران/ يونيو حوالي الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي، وهبطت البالونات في سيول، وكذلك في مقاطعات غيونغي وشمال تشنتشون وشمال جيونغسان، ليبلغ عددها حوالي 720 بالونا. في المقابل، لم يتم إسقاط البالونات بسبب مخاوف من احتوائها على مواد كيميائية سامة.

وحسب وكالة "يونهاب"، تحتوي البالونات على أعقاب سجائر وورق ومواد تغليف بلاستيكية مختلفة. وقد تسببت هذه البالونات في تعطيل عمل مطار إنتشون الملقب بـ "بوابة كوريا الجنوبية" لمدة 18 دقيقة. وسقطت الأجسام على المدرج، ما تسبب في تأخير إقلاع ووصول الطائرة حوالي الساعة السابعة صباحا.

"هدية من أعماق القلب"
وفقا لهيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، منذ بدء حملة "القمامة" في 28 أيار/ مايو، أطلقت كوريا الشمالية أكثر من 900 بالون على كوريا الجنوبية المجاورة. ووفقًا لصحيفة الغارديان، تضمنت البالونات أكياسا من السماد. وفي بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية، وصفت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، البالونات بأنها "هدية من أعماق قلبي" ردا على إرسال كوريا الجنوبية منشورات إلى الشمال تنتقد نظام كوريا الشمالية، معتبرةً تلك المنشورات بـ "الفوضى السياسية".


وذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء، أن وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية وصفت كلمات كيم يو جونغ بأنها سخيفة. وحذرت الوزارة كوريا الشمالية من هذه الأعمال الدنيئة التي لا تهدد سلامة المواطنين فحسب، بل تخلق أيضًا شعورًا بالعار وسط سكان كوريا الشمالية. في منتدى سنغافورة الأمني "حوار شانغريلا"، وصف وزير دفاع كوريا الجنوبية شين وون سيك تصرفات كوريا الشمالية بأنها خطوة سخيفة، مشيرا إلى أن "الدول العادية لن تفكر حتى في مثل هذا السلوك الوضيع والمخزي. هذا أمر غير إنساني، وينتهك شروط الهدنة".

خلاف حول المنشورات
ذكرت صحيفة "الغارديان" أن حكومة كوريا الشمالية شعرت بالغضب منذ فترة طويلة بسبب المنشورات التي أرسلها النشطاء الكوريون الجنوبيون إلى أراضيها. بالإضافة إلى المواد الدعائية، تُهرّب كوريا الجنوبية الأموال وأكياس الأرز أو مشغلات الأقراص المحمولة التي تحتوي على الأعمال الدرامية إلى جارتها الشمالية، على حد قوله الصحيفة البريطانية.

وخلال فترة تحسن العلاقات بين البلدين، اتفق زعيما الكوريتين على وقف جميع الأعمال العدائية تجاه بعضهما البعض، بما في ذلك إرسال مثل هذه المنشورات. وفي عام 2020، أصدرت كوريا الجنوبية قانونا يجعل مثل هذه الأفعال تخضع للمسؤولية الجنائية.

مع ذلك، لم توقف هذه الإجراءات الناشطين الأفراد الذين واصلوا أنشطتهم. وفي السنة نفسها، اتهمت كوريا الشمالية جيرانها مرة أخرى بإرسال منشورات، وقطعت من جانب واحد جميع العلاقات العسكرية والسياسية الرسمية. وفي سنة 2023، ألغت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية القانون المعتمد في سنة 2020، بحجة أنه يقيّد حرية التعبير.