كشفت عدد من التقارير الإعلامية المُتواترة، اعتماد الاحتلال الإسرائيلي بشكل يوصف بالكبير على جنود الاحتياط، بينهم تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الذي أكّد أنهم "رغم إقرارهم الالتزام بالخدمة في الجيش، فإنهم منقسمون أيضا حول كيفية انتهاء الحرب والمرحلة التي تليها".
وينظر عدد من الإسرائيليين، بحسب الصحيفة نفسها، إلى الحرب على
غزة أنها "مسألة وجودية؛ غير أنه لا يوجد إجماع سياسي حول كيفية إدارة
قطاع غزة بعد توقفها".
ووفق تصريحات لعدد من جنود احتياط الاحتلال الإسرائيلي، للصحيفة الأمريكية، قالت المجندة احتياط بالجيش الإسرائيلي، والطالبة في جامعة تل أبيب، ليا جولان: "أريد حقا أن أعرف كيف ستكون النهاية، لم يخبرنا أحد عن هذه النقطة".
وأضافت جولان، التي خدمت في جنوب دولة الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من شهرين، أنها "منزعجة من الخسائر التي يخلفها عدم اليقين، في ما يتعلق بالعثور على جثث لأسرى إسرائيليين في غزة، وسقوط الجنود، واستمرار نزوح مواطنين إسرائيليين من المناطق القريبة".
واستدعت دولة الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأيام الأولى من الحرب، جُل جنود الاحتياط البالغ عددهم 465 ألف جندي، فيما عاد العديد من جنود الاحتياط إلى منازلهم ووظائفهم وعائلاتهم، غير أنه سرعان ما دعتهم دولة الاحتلال الإسرائيلي للانتشار مرة أخرى، حيث إنهم "يقاتلون الآن في عدة ألوية احتياطية في رفح جنوب غزة، كما أنهم شاركوا في العملية الأخيرة في جباليا، شمال القطاع".
وفي السياق نفسه، أخبر الرئيس السابق لوحدة ضباط الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، آرييل هايمان، الصحيفة، بأن "جنود الاحتياط يمنحون الكثير من القوة لمواصلة القتال".
وأضاف أنه "لا يمكن تمديد خدمة هذا القوات لفترة طويلة جدا"، مبرزا ضرورة الحذر "في استخدام قوات الاحتياط، وتخلف جنود الاحتياط عن الحضور للخدمة، رغم أنه لا توجد مشكلة حتى الآن، لكن يمكن أن تكون هناك مشكلة في المستقبل".
إلى ذلك، أشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه "كان من المتوقّع أن يخدم الجنود 54 يوما في قوات الاحتياط على مدى ثلاث سنوات للحفاظ على الاستعداد القتالي، لكن إعلان حالة الطوارئ في أكتوبر، سمح لوزارة الدفاع باستدعاء جنود الاحتياط بشكل مستمر دون إشعار أو قيود تذكر".
وفي الوقت الذي أشارت فيه الصحيفة إلى أن "افتقار الرؤية الاستراتيجية يمزّق ائتلاف نتنياهو الحاكم، ويثير انتقادات شديدة من داخل حكومة الحرب الخاصة به"، فإنه أكّد فيه عدد من جنود الاحتياط أن "السيطرة العسكرية هي السبيل الوحيد لإنهاء الحرب، ومنع نشوب حرب أخرى".
وبحسب استطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث، نُشر الأسبوع الماضي، فإن هذه الآراء تتوافق مع 40 في المئة من الإسرائيليين، الذين يرون أن "إسرائيل يجب أن تحكم غزة بعد الحرب".
مع ذلك، فإن الجنود لا يعتقدون جميعهم، بحسب "واشنطن بوست"، أن "السيطرة العسكرية الإسرائيلية هي الحل، حتى مع تأكيدهم على ضرورة هزيمة حماس، ومن بينهم القائد الاحتياطي بالقوات الخاصة، أورين شفيل، ذو الـ52 عاما، الذي يأمل في أن يكون هناك حل".
وأكد شفيل، للصحيفة، أن "أي هيئة دولية يمكنها أن تأتي وتدير هذه المنطقة، لكن ليس حماس".