قال مستشفى كمال عدوان، شمال قطاع
غزة، إن نحو 50 طفلا يعانون من سوء التغذية جرى تقييدهم خلال أسبوع واحد فقط، فيما حذرت وزارة الصحة من توقف
المستشفيات في حال لم يجر إمدادها بالوقود والمستلزمات الطبية الأخرى.
وأكد حسام أبو صفية مدير مستشفى "كمال عدوان" شمال قطاع غزة، الأحد، أنه تم تسجيل 50 طفلا فلسطينيا يعانون من سوء التغذية، خلال أسبوع واحد فقط، مؤكدا أن "المنظومة الصحية في غزة هي هدف للاحتلال، لكننا نحاول استئناف الخدمات الطبية بالحد الأدنى، في ظل نقص الوقود، والوضع كارثي في القطاع".
وأكد أن "شبح
المجاعة يخيم على غزة، وسجلنا علامات سوء التغذية على بعض الأطفال".
نداء المستشفيات
في السياق ذاته، أطلقت وزارة الصحة
الفلسطينية في غزة، الأحد، نداء استغاثة لتوفير وقود لمولدات الكهرباء بالمستشفيات، مؤكدة أن تعطلها يعني "الموت المحقق" للمرضى والمصابين، في ظل استمرار العدوان.
ووجهت الوزارة في بيان، "نداء استغاثة عاجلا للمجتمع الدولي ومؤسساته الدولية والإغاثية لتوفير مولدات كهربائية لمستشفيات القطاع".
وتوقعت الوزارة توقف مولدات الكهرباء في المستشفيات والمراكز الصحية المتبقية ومستودعات الأدوية نتيجة منع دخول قطع الغيار اللازمة لصيانتها.
وقالت إن "توقف المولدات الكهربائية يعني الموت المحقق للمرضى والمصابين وانتهاء الخدمة الصحية بالكامل في قطاع غزة".
وأشارت إلى اعتمادها منذ 9 أشهر على مولدات لإمداد المستشفيات بالطاقة الكهربائية اللازمة على مدار الساعة بعد تدمير
الاحتلال محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة.
وأوضحت الوزارة أن عددا من مولدات الكهرباء في المستشفيات "تعرّضت لأعطال فنية كبيرة يصعب إصلاحها، والعدد الآخر تعرّض للتدمير المباشر من قبل الاحتلال الغاشم".
وأكدت أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمّدت تدمير المولدات الكهربائية في مجمع الشفاء ومجمع ناصر والمستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان شمال غزة بهدف إخراجها عن الخدمة".
وحذّرت الوزارة من أن مستشفى شهداء الأقصى شرق دير البلح وسط قطاع غزة "لا يزال يعمل على مولد واحد بعد تعطل أحد المولدين الرئيسيين، ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية".
وتابعت الوزارة بأنها "تواصل اتصالاتها مع المؤسسات الدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل توريد مولدات جديدة وقطع غيار منذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، ولكن دون جدوى نتيجة تعنت إسرائيل".
وجراء الحرب والحصار الإسرائيلي، فقد بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع المحاصر منذ 18 عاما.
ومع سيطرة الاحتلال على معبر رفح البري مع مصر في السابع من الشهر الماضي، تفاقمت الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، في ظل شح المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، ما أدى إلى إطلاق عدة نداءات استغاثة من داخل القطاع، بضرورة فتح المعابر وإدخال المساعدات.
وخلف العدوان المتواصل على قطاع غزة نحو 120 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وقرابة الـ10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأشخاص.