شكّلت
الاستقالة الرسمية للوزير بمجلس حرب الاحتلال
الإسرائيلي بيني
غانتس، بعد ثمانية شهور من
الحرب المدمرة على قطاع
غزة، "زلزالا"
سياسيا في أوساط الكيان، خاصة أنها جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان الاحتلال
استعادة أربعة من أسراه.
وطرحت الاستقالة أسئلة عدة، من بينها: "كيف
سيكون شكل حكومة بنيامين
نتنياهو بعد استقالة غانتس؟ وهل سيعود ليبرمان أو ساعر
لتعزيز مجلس الحرب؟ وما السيناريوهات المتوقعة؟
صحيفة "
إسرائيل هيوم" العبرية تساءلت في
تقرير ترجمته "
عربي21": "كيف سيكون شكل الحرب في غزة من الآن
فصاعدا، بعد استقالة غانتس من حكومة نتنياهو؟"، مشيرة إلى أن هناك عدة
سيناريوهات محتملة، من بينها بقاء مجلس الحرب.
السيناريو الأول: بقاء الحكومة بعد استقالة غانتس
وقالت الصحيفة إن هذا السيناريو هو الأكثر واقعية،
والذي من المرجح أن يحدث قريبا، موضحة أن استقالة غانتس لا تهدف إلى تحوله إلى
المعارضة المركزية، بل إلى محاولة تحقيق تقدم في الانتخابات وإسقاط الحكومة.
وتابعت: "مع استقالة غانتس ستزداد قوة
المعارضة، وكذلك الحركة الاحتجاجية والمظاهرات ضد الحكومة في شارع كابلان، لكن
بحسب ما تبدو عليه الأمور في الوقت الراهن، فإن هدف إسقاط الحكومة لا يزال بعيدا،
وسيحاول نتنياهو الاستمرار في ائتلافه الحكومي".
السيناريو الثاني: ساعر وليبرمان
يدخلان الحكومة
ونوهت الصحيفة إلى أن هذا السيناريو ضيق، لكن لا شك
أنه السيناريو المفضل لدى نتنياهو الذي سيسعى إلى تحقيقه، مبينة أن خروج غانتس من
الحكومة قد يحمل أخبارا جيدة لمعسكر اليمين، وتفكيرا جديدا ومختلفا في حكومة الحرب.
وعلى الرغم من المصلحة المشتركة لساعر وليبرمان
وغانتس في إسقاط الحكومة، إلا أنه لا يوجد اتفاق بين الطرفين على طريقة إدارة
الحرب. علاوة على ذلك، فإن الذي عرقل أي محاولة لإضافة أعضاء جدد إلى الحكومة المحدودة،
ومن بينهم ليبرمان وساعر، كان غانتس. في الوقت نفسه، التقدير هو أن الوقت قد فات
بالنسبة لليبرمان وساعر وأنهما يفضلان البقاء خارجاً.
السيناريو الثالث: سقوط الحكومة بعد استقالة غانتس
على الرغم من أن انسحاب معسكر الدولة سيترك للائتلاف
أغلبية برلمانية قوية ومتجانسة، من المفترض أن تسمح للحكومة بمواصلة عملها، فإنه من
الممكن أن يؤدي حدث أو آخر، مثل قانون التجنيد أو قضية أخرى، إلى هز الحكومة ويؤدي
في النهاية إلى حلها.
وبحسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، فإنه رغم أن أياً
من أعضاء الحكومة ليس لديه مصلحة في تفكيكها، إلا أن الأحداث يمكن أن تحدث، بل
والأكثر من ذلك، أنها ستأتي على خلفية صور الاحتجاج التي ستزداد قوة.
من جانبها، ذكرت صحيفة "
يديعوت أحرونوت"
العبرية أن آيزنكوت استقال أيضا لاعتبارات سياسية، واخترقت عملية صنع القرار،
وأرسل كتاب استقالته إلى نتنياهو.
وأشارت الصحيفة إلى أن كتاب استقالة آيزنكوت تضمن أنه "رغم الجهود الكثيرة التي بذلتها أنا وزملائي، إلا أن الحكومة التي ترأسونها
تجنبت منذ فترة طويلة اتخاذ قرارات حاسمة تتطلبها مصلحة تحقيق أهداف الحرب وتحسين
الوضع الاستراتيجي، لذلك فإنه حان وقت مغادرة الحكومة".
يذكر أن غانتس أعلن استقالته من حكومة الطوارئ، وقال
إن "الواقع ليس بسيطا، ولا أضمن لكم نجاحا سهلا، ودولة إسرائيل تحتاج إلى
انتصار حقيقي والخروج من الحكومة قرار معقد ومؤلم".
وشدد على أن "الانتصار الحقيقي والواقعي أن
نكون مع الولايات المتحدة والعالم في الوصول إلى صفقة"، منوها إلى أن نتنياهو يمنع الانتصار الحقيقي.
وتابع غانتس: "نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب
مثقل، وقرار الخروج من الحكومة، معقد ومؤلم"، لافتا إلى أن نتنياهو، يعرقل قرارات استراتيجية مهمة، لاعتبارات
سياسية، وأدعوه للتوجه إلى إجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن وتشكيل لجنة تحقيق،
وحكومة وحدة وطنية صهيونية حقيقية.
وتابع: "الاعتبارات السياسية، لحكومة نتنياهو،
تعرقل القرارات الاستراتيجية في حرب غزة، وننسحب من هذه الحكومة لأن نتنياهو
يمنعنا من التقدم نحو تحقيق النصر الحقيقي"، مشددا على أن "نتنياهو يحول
دول تحقيق نصر حقيقي، لذا فقد قررنا مغادرة حكومة الطوارئ".