قال المحلل العسكري العبري عاموس هرئيل، إن
الأشخاص الذين قادوا عملية إخراج الأسرى الإسرائيليين من النصيرات والتي خلفت
مجزرة راح ضحيتها أكثر من 280 شهيدا فلسطينيا، يدركون بأنه لا يمكن إعادة كل
الأسرى الـ120 بطريقة مشابهة.
وأوضح أن عددا كبيرا من الأسرى، يحتجزون كما
يبدو تحت الأرض، في الأنفاق والتحصينات تحت الأرضية.
وشدد في مقال له
بصحيفة هآرتس، على أنه من المرجح "أن حماس ستتعلم الدروس من العملية وستعزز
الحماية حول المخطوفين، الأمر الذي سيمس أكثر بظروف حياتهم الصعبة، ربما أمام إسرائيل ستظهر فرص أخرى لتنفيذ عمليات إنقاذ جريئة، التي أيضا في المرات القادمة
ستكون مرتبطة بمخاطرات واضحة".
وتابع: "لكن
بالوتيرة التي تم فيها إطلاق سراح المخطوفين السبعة في ثلاث عمليات منفصلة منذ
تشرين الأول عمليات أخرى فشلت فإنه لا يوجد ما يمكن البناء عليه لتحرير جميع
المخطوفين بالقوة، وكبار قادة حماس بدأوا أمس بنشر التهديدات التي تقول بأن
المفاوضات حول صفقة المخطوفين يمكن أن تتضرر على ضوء العملية"، في ظل المجزرة
الوحشية التي ارتكبت في المخيم.
ولفت إلى أن المفاوضات
عالقة، فحماس لم ترد بعد على خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولا تظهر أي إشارات
على أنها تنوي إظهار أي مرونة، وانسحاب المعسكر الرسمي من الائتلاف فقط يقلل
احتمالية أن يخاطر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأزمة سياسية أخرى في الداخل
للدفع قدما بالصفقة.
وقال المحلل إنه
"إذا كانت ما زالت توجد أي احتمالية فإنها تستند على الضغط الكبير الذي
تستخدمه الإدارة الأمريكية على الطرفين. الورقة الجديدة التي استلت مؤخرا، بتأخير
بارز، هي التهديد بطرد قادة حماس من قطر، لكن يصعب التصديق بأن هذه الخطوة حتى لو
تم تطبيقها بضغط من أمريكا ستترك انطباعا عميقا على الشخص الذي يقرر في حماس".
في هيئة الأركان
يقولون إنه أيضا في الفترة القادمة، سيتم بذل كل جهد من أجل تحقيق أحد الهدفين
الأساسيين للحرب، اللذين وضعتهما الحكومة وكابينت
الحرب، أحدهما هو خلق الظروف
لإعادة جميع الأسرى، الأمر الذي يعني المزيد من جمع المعلومات بشكل مثابر وإعداد
خطط عملية للإنقاذ، لكن الحديث يدور عن عدد صغير من المخطوفين، هذا إذا كان لهم حظ
ونشأت ظروف مناسبة لعملية أخرى.
وقال إن "موقف
الجيش، مثل موقف كبار قادة أذرع الأمن الأخرى، بقي على حاله، فإسرائيل يجب عليها
محاولة الدفع قدما بصفقة لتحرير جميع المخطوفين، حتى بثمن باهظ يتمثل في خطوات من
ناحيتها، وحتى لو استطاعت حماس أن تطرح الاتفاق كإنجاز لها. بدعمها للصفقة التي
ستكون مقرونة بهدنة لمدة 42 يوما على الأقل التي تريد حماس تحويلها إلى وقف دائم
لإطلاق النار، فإن الجيش يعتمد على إنجازاته على الأرض. في رفح تجري
عملية محدودة على مستوى فرقة، فيها تقدم القوات بطيء نسبيا وهي لا تشمل في هذه
المرحلة احتلال كل المدينة".