صحافة دولية

الكويت تغيّر اتجاهها بعد القرارات الأخيرة.. ما مدى الاهتمام الأمريكي؟

وفي 10 أيار/ مايو قام حاكم الكويت الأمير مشعل الأحمد الصباح بحل مجلس الأمة وتعليق العمل ببعض مواد الدستور- كونا
عدّ معهد واشنطن التغيرات التي أحدثها أمير الكويت الجديد بحل البرلمان ثم تعيين رئيس وزراء وولي عهد، تغييرا واضحا في الاتجاه الذي تسلكه هذه الدولة الخليجية الغنية بالنفط.

وقال المعهد، إنه وفي ظل غياب البرلمان، فإن باستطاعة الأمير وولي العهد ورئيس الوزراء كبح جماح الفساد المستشري والبدء بتنويع الاقتصاد الذي يعتمد فقط على تقلبات أسعار الوقود الأحفوري ويخضع لها.

وفي 10 أيار/ مايو، قام حاكم الكويت، الأمير مشعل الأحمد الصباح، بحل "مجلس الأمة" وتعليق العمل ببعض مواد الدستور.

وجاء هذا القرار قبل أربعة أيامٍ من الموعد المقرر لعقد الجلسة الافتتاحية في أعقاب الانتخابات التي جرت في نيسان/أبريل.

 واعتلى الأمير العرش بعد وفاة أخيه غير الشقيق الأمير نواف في كانون الأول/ ديسمبر، وأصبح يحكم الآن بموجب مرسوم بمساعدة رئيس وزرائه الجديد أحمد عبد الله الصباح - الذي تم تعيينه في الأول من أيار/مايو - بالإضافة إلى مجلس الوزراء.

 كما تم استكمال فريق القيادة الجديد من خلال إعلان تعيين الشيخ صباح خالد الصباح ولياً للعهد في الأول من حزيران/يونيو.

ولم تُسلّم الكويت بعْد السلطة إلى جيلٍ أصغر سناً كما حدث في الإمارات العربية المتحدة، حيث يبلغ الرئيس محمد بن زايد آل نهيان ثلاثةً وستين عاماً، وفي المملكة العربية السعودية، حيث يبلغ الحاكم الفعلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ثمانيةً وثلاثين عاماً. 

أما أمير الكويت، فيبلغ من العمر ستةً وثمانين عاماً وكان سلفه أكبر منه بعام واحد. حتى أن ولي العهد الجديد يبلغ من العمر واحداً وسبعين عاماً ورئيس الوزراء الجديد اثنين وسبعين عاماً. وفق المعهد.

الاهتمام الأمريكي
ومع أن "القيادة المركزية الأمريكية" لديها مقر أمامي في الكويت يضم 13 ألف عنصر، وأن الكويت هي أحد أبرز حلفائها من خارج "الناتو"، إلا أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لم تولِ اهتماماً كبيراً بهذه الدولة.

ويرى المعهد أنه في ظل تعدد الأزمات في المنطقة، أصبح استقرار الكويت من المسلمّات. لكن دولة الكويت تقع على حدود العراق الذي تهيمن عليه إيران بشكلٍ متزايدٍ، وتشكل الدولة هدفاً للاهتمامات والاستثمارات الصينية المتزايدة. كما أن إيران تطالب بجزءٍ من حقل الغاز البحري الذي لم يتم استغلاله بعد، والمشترك مع السعودية.

وبينما ستميل واشنطن إلى توبيخ الكويت، كما فعلت مع تونس، بسبب تراجع التقدم الديمقراطي فيها، من وجهة نظر المعهد، إلا أنه يجب على الإدارة الأمريكية أن تتحلى بالصبر، وعلى مدى الأشهر القليلة المقبلة، سيقوم شعب الكويت والدول الخليجية المجاورة بمراقبة الوضع في ظل تولي القادة الثلاثة الجدد مقاليد الحكم. 

وستشكل كيفية إدارة هذا الفريق لتحديات الكهرباء في فصل الصيف الحار اختباراً مبكراً، وفي نهاية المطاف، قد تتم إعادة تفعيل "مجلس الأمة" والعمل بكافة مواد الدستور. وفي غضون ذلك، قد يتم إحراز بعض التقدم نحو إنهاء الأزمة الكويتية المستمرة في ظل غياب هذه المؤسسة المختلة.

لقراءة نص تحليل المعهد (اضغط هنا)