ملفات وتقارير

أسعار الأضاحي أكبر من قدرة غالبية السوريين.. ركود يضرب الأسواق

يتراوح سعر الأضحية بين 250 و350 دولارا ما جعل من الإقبال على شرائها في الحد الأدنى سيما في دمشق وحلب- عربي21
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تسجل أسواق الماشية في عموم المناطق السورية حالة من الركود، جراء ارتفاع أسعار الأضاحي، مقارنة بمستوى الدخل.

ويتراوح سعر الأضحية بين 250 و350 دولارا أمريكيا، ما جعل من الإقبال على شرائها في الحد الأدنى، سيما في دمشق وحلب.

ولم يبع مربي الماشية أبو أحمد من مدينة أعزاز شمال حلب، نصف الأضاحي المعروضة لديه، ويقول لـ"عربي21": "لم يبق على حلول العيد إلا وقت قصير، وحركة الشراء ضعيفة بسبب عدم توفر المال".

ويوضح أن سعر الخروف الذي يتجاوز وزنه الـ50 كيلو، يبلغ 300 دولار أمريكي (الكيلو بـ5 دولارات)، معتبرا أن "هذا الرقم يعد مبلغا كبيرا في ظل الظروف المعيشية".

ويضيف: "في كل عام نستبشر بموسم جيد، لكن ما يحدث هو العكس، بحيث يزداد الوضع صعوبة من عام إلى عام".




وعن الأضاحي التي باعها، أوضح أبو أحمد أن "المنظمات الخيرية اشترت غالبيتها، في حين اشترى قلة من الأهالي الأضاحي".

وعلى حد تأكيد تاجر الأغنام يوسف الحسن من مدينة الباب، فإن السوق تعتمد على تحويلات المغتربين، موضحا لـ"عربي21" أن "الأهالي ينتظرون التحويلات المالية من ذويهم لشراء الأضاحي".

وتابع بالإشارة إلى أن غالبية المغتربين واللاجئين السوريين يرسلون الأموال لشراء الأضحية وذبحها في سوريا نيابة عنهم.

ويرجع الخبير الاقتصادي منذر محمد، استقرار أسعار الأضاحي إلى تسعير الكيلو بالدولار، وإلى محدودية الطلب.

ويقول لـ"عربي21": "بالعموم كل الأسعار لا تناسب الدخل أي المواد الغذائية والملابس والإيجارات لأن متوسط الأجور لا يتجاوز الـ100 دولار أمريكي، وهذا ما يجعل ثمن الأضحية أكبر من قدرة غالبية الأهالي".

وبينما لم تشهد أسعار الأضاحي ارتفاعا في ريف حلب مقارنة بالعام الماضي، فقد وصلت نسبة الارتفاع في دمشق العاصمة إلى نحو 80 في المئة، بحسب تأكيد رئيس الجمعية الحرفية للحامين في دمشق يحيى الخن.

وأضاف في حديث لوسائل إعلام النظام السوري أن أسعار الأضاحي ارتفعت خلال العام الحالي نحو 80‎ بالمئة، مقارنة بالعام الماضي، لافتا إلى أن "سعر كيلوغرام الخروف الحي وصل اليوم إلى 88 ألف ليرة، والعجل وصل إلى 65 ألف ليرة سورية".

أما في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، فيبلغ السعر الوسطي للأضحية نحو 300 دولار أمريكي، وذلك على الرغم من تركز الثروة الحيوانية في سوريا في المحافظات الشرقية.

وجراء ظروف الحرب وعدم الاستقرار، إلى جانب الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، تراجعت أعداد الثروة الحيوانية في سوريا، وتحولت البلاد من مصدرة للماشية إلى مستوردة.




وقبل نحو شهر، كشفت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، عن قرار استيراد 4 ملايين رأس من الأغنام والعجول.

ووفق أرقام صادرة عن حكومة النظام، فإن نسبة الخسارة التي تعرضت لها الثروة الحيوانية خلال العقد الماضي، تبلغ نحو 50 في المئة، مرجعة ذلك إلى "التهريب والذبح العشوائي".