دعم نجم المنتخب الفرنسي لكرة القدم وقائده كيليان
مبابي، زميله في المنتخب ماركوس
تورام، بعد حملة شرسة عانى منها الأخير عقب مهاجمته اليمين المتطرف.
وكان مبابي واضحا، الأحد، في موقفه حيال الانتخابات التشريعية المفصلية المقبلة في البلاد، قائلا؛ إنه "ضد التطرف والأفكار المسببة للانقسام".
ولم يبدِ مبابي، المنتقل مؤخرا إلى ريال مدريد الإسباني بعد انتهاء عقده مع باريس سان جرمان، رأيه صراحة ضد أو لصالح أي طرف قبل الانتخابات التي ستجرى الجولة الأولى منها في 30 حزيران/يونيو الحالي، على أن تقام الجولة الثانية في 7 تموز/يوليو.
لكن الهداف الموجود حاليا مع منتخب بلاده لخوض كأس أوروبا في ألمانيا، دافع عن التعليقات التي أدلى بها السبت زميله ماركوس تورام، قائلا؛ إن مهاجم إنتر الإيطالي "لم يبالغ كثيرا" في دعوة البلاد إلى "القتال كل يوم لمنع" حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف من الفوز بالانتخابات.
ودعا تورام الجمعة إلى "القتال حتى لا يفوز التجمع الوطني"، وهو موقف نادر من رياضي بارز، فجاء الرد من الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، الذي طالب بـ"تجنّب أي شكل من أشكال الضغط والاستخدام السياسي للمنتخب الفرنسي".
وقال مبابي (25 عاماً) في مؤتمر صحفي عقده في دوسلدورف، حيث تلعب
فرنسا الاثنين مع النمسا مباراتها الافتتاحية في كأس أوروبا: "أعتقد أنها لحظة حاسمة في تاريخ بلادنا، نحن في وضع غير مسبوق".
وأضاف: "كأس أوروبا مهمة للغاية في مسيرتنا، لكننا مواطنون أولا وقبل كل شيء، ولا أعتقد أنه يمكننا الانفصال عن العالم من حولنا. اليوم، يمكننا جميعا رؤية المتطرفين قريبين جدا من الفوز بالسلطة، ولدينا الفرصة لاختيار مستقبل بلادنا".
ولذلك، دعا "جميع الشباب إلى الخروج والتصويت، ليكونوا مدركين حقّا لأهمية الوضع. تحتاج البلاد إلى التماهي مع قيم التنوع والتسامح، وهذا أمر لا يمكن إنكاره، وآمل حقاً أن نتخذ القرار الصحيح".
وتظاهر 250 ألف شخص على الأقل السبت في فرنسا ضد اليمين المتطرف، الذي يبدو في موقع قوة مع اقتراب موعد انتخابات تشريعية مبكرة، دعا إليها الرئيس إيمانويل
ماكرون الذي يحاول معسكره استعادة زمام المبادرة بوعود بتعزيز القوة الشرائية.
وكانت نقابات وجمعيات وأحزاب يسارية قد دعت إلى "مد شعبي" لدرء فوز جديد، يتوقّع أن يحقّقه حزب التجمّع الوطني في جولتي الانتخابات التشريعية، بعد تفوّقه الأحد الماضي في الاستحقاق البرلماني للاتحاد الأوروبي، في تطوّر دفع رئيس البلاد إلى حل الجمعية الوطنية.
ورأى مبابي أن "البلاد تحتاج إلى التماهي مع قيم التنوع والتسامح، وهذا أمر لا يمكن إنكاره. آمل حقا أن نتخذ القرار الصحيح".
وأكد بطل مونديال 2018 وهداف مونديال 2022، أن "كيليان مبابي ضد التطرف وضد الأفكار المسببة للانقسام. لدينا الفرصة لاختيار مستقبل بلدنا. هذه مهمة بالغة الأهمية. قد يكون هناك الكثير من الشباب الذين لا يدركون أهمية الوضع..." لاسيما "عندما تنظر إلى نسبة الامتناع عن التصويت سواء كان ذلك في الريف أو في الضواحي".
وتعد فرنسا مرشحة بقوة للفوز بكأس أوروبا، ويريد مبابي "أن أكون فخورا بارتداء قميص بلدي في 7 تموز/يوليو (بعد ربع النهائي والجولة الثانية من الانتخابات). لا أريد أن أمثل دولة لا تتوافق مع قيمي وقيمنا".
وشدد اللاعب المولود لأب كاميروني وأم من أصول جزائرية: "يجب ألا نختبئ يقول الناس في كثير من الأحيان؛ إنه لا ينبغي لنا الخلط بين كرة القدم والسياسة، لكن عندما تكون في مثل هذه المواقف، فإن الأمر مهم للغاية، وأكثر أهمية من مباراة الغد" الاثنين ضد النمسا.