صحافة إسرائيلية

تصاعد الدعوات الإسرائيلية لإسقاط حكومة نتنياهو عبر المظاهرات والاحتجاجات

يتصاعد الغضب الإسرائيلي ضد حكومة نتنياهو في ظل فشل الاحتلال في تحقيق أهداف العدوان على قطاع غزة- الأناضول
شهدت الحركات الاحتجاجية الإسرائيلية زخما شديدا في الأيام الأخيرة، ومن المتوقع أن تشهد في قادم الأيام مزيدا من التظاهرات والأحداث الجماهيرية ضد الحكومة اليمينية، صحيح أن فرصة أن تؤدي هذه الأحداث إلى انهيار التحالف الحكومي القائم ضئيلة للغاية، لكن قادة هذه الاحتجاجات لا يشعرون بالإحباط، لأنهم يعتقدون أنها تحظى بدعم أهالي المختطفين، وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فضلا عن قيادة جيش الاحتلال التي تضيق ذرعا بهذه الحكومة ورئيسها.

ناحوم بارنيع كبير المحللين السياسيين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكر أن "الميادين العامة في دولة الاحتلال باتت تشهد مظاهرات كل ليلة سبت، واحدة ضد الحكومة ورئيسها، والثانية لصالح صفقة فورية لعودة المختطفين، وأصبحت المسافة الجسدية بين المظاهرات أقصر كل أسبوع كدليل على زيادة زخمها؛ كما أن المسافة السياسية أصبحت أقصر، وتحولت احتجاجات 2023 ضد الانقلاب القضائي إلى صرخة في 2024 لإبرام صفقة التبادل وإسقاط الحكومة، رغم أنه من الصعب التمييز بين هذين الشكلين من الاحتجاجات".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنني "لست يائسا من عدم تحقيق المظاهرات لأهدافها، لكني غاضب مثل باقي الإسرائيليين، لقد خرجت للتظاهر، وأنا أعلن أن اليأس ليس خيارا، لأننا نرى أن هذه الحكومة الكاهانية تتسبب في هذه الفوضى التي تعم أرجاء الدولة، مما يستدعي توسيع رقعة الاحتجاجات والمظاهرات لتشمل القدس المحتلة وقيسارية وتل أبيب والطرق الرئيسية في جميع الأنحاء، رغم أن فرصة أن تؤدي هذه الأحداث إلى انهيار التحالف الحكومي ضئيلة للغاية، خاصة عقب نجاحه بتمرير تصويت الكنيست على قانون تهرب الحريديم من الخدمة العسكرية، وهو التصويت الذي اعتبر أكبر تهديد لبقاء الحكومة".

وأشار إلى أن "تصويت الوزراء وأعضاء الكنيست من الليكود على القانون سيدفعون ثمنه من خلال الانتخابات المقبلة، لكن الأغرب كان ردّ فعل بنيامين نتنياهو على التصويت من خلال ضحكة كبيرة مثل ضحكة "المومسات"، والنتيجة أن كل من له عين في رأسه يعرف أن الضرر الذي لحق بالدولة في عهد حكومته أكبر من أي شيء عرفناه خلال 76 عاما؛ ويعلم أن التصحيح لن يأتي من هذه الحكومة بهذه التشكيلة؛ ويدرك أن استقرار الحكومة يتناسب عكسياً مع استقرار الدولة".

ولفت إلى أن "نتنياهو يسير بالدولة من فشل إلى فشل، رغم أن الحكومة لن تنهار عبر المظاهرات، ولا حتى في إغراق شبكة التواصل بالمنشورات المليئة بالمشاعر والرسوم المليئة بالذكاء، ولا حتى من خلال مقالات أعمدة الصحف، صحيح أن كل هذه الأمور جيدة لتجنيد طرف واحد، لكن تأثيرها على الجانب الآخر ضئيل، فالمجتمع الإسرائيلي مستقطب، لكننا لن نستسلم، لأنه لا فائدة من اليأس، وسيؤدي لأماكن سيئة، لأن الهروب من المسؤولية تجاه الدولة، يعني غرقها في حالة اللامبالاة، ومزيدا من الشلل، والسعي نحو أفعال متطرفة كارثية".

بدورها، عنات ليف أدلر الكاتبة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، طالبت الإسرائيليين بأن "يخرجوا للشوارع، ويقولوا للحكومة: يكفي، لأنه أمام احتراق قلوب عائلات المختطفين والجنود القتلى في غزة، فإن هذه الحكومة تحرق كل شيء، رغم أننا بتنا نستيقظ كل يوم على صباح رهيب عقب سقوط قتلى الجيش في هجمات حماس، فيما يكتفي الوزراء بنشر تغريدات تضامن وهمية خالية من أي ذرة من المصداقية، هدفها إثارة القطيع لا أكثر".


وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أننا "أمام حكومة عديمة الضمير نجحت في رفع سن الإعفاء لجنود الاحتياط الفاشلين على أية حال، لمدة ستة أشهر، رغم أن هناك عائقا قانونيا لإثقال كاهل الخدمة العسكرية، مما يستدعي بث صرخات من القلب لغسل الشوارع، وإبلاغ الحكومة بالدمار الذي تسببت به".

تكشف هذه السطور أن الفشل الإسرائيلي الذي لا يغتفر في السابع من أكتوبر أدى لإضعاف سلطة رئيس الأركان في مواجهة المستوى السياسي، لكن أنظار الرأي العام الإسرائيلي تتجه نحو الجيش منذ أشهر عديدة خشية الاستجابة لمواقف الحكومة بالتورط في غزة، دون خطة، وبلا رؤية، خلافا لوجهة النظر المهنية للجيش، ولذلك تُحبط الحكومة أي فرصة لعودة المختطفين، بل تستسلم للقطاع الحريدي، من خلال السماح بتهرّبهم من الخدمة العسكرية، وربما يدفع نحو مزيد من توريط الجيش من خلال فتح جبهة ثالثة في الضفة الغربية.