كشف تحقيق أجراه موقع "بي بي سي" عن تعمد خفر السواحل
اليوناني قتل المهاجرين والنازحين الذين يحاولون عبور الشواطئ والحدود اليونانية للدخول إلى أوروبا٬ وأجري التحقيق على 15 حادثا مختلفة في الفترة بين أيار/ مايو 2020 وأيار/ مايو 2023 الذي تم فيه رصد مقتل 43 شخصا.
وأكد التحقيق أن مصدر المعلومات المتعلقة بالحوادث الـ15 في المقام الأول٬ كان وسائل الإعلام المحلية والمنظمات غير الحكومية وخفر السواحل التركي. وقال التحقيق إن ما خلص إليه يثبت أن الوفيات في هذه الحوادث وقع نتيجة لتصرفات خفر السواحل اليوناني.
وفي خمسة من هذه الحوادث، قال المهاجرون إن السلطات اليونانية ألقت بهم مباشرة في البحر. وفي أربع من تلك الحالات شرحوا كيف وصلوا إلى الجزر اليونانية لكن الشرطة طردتهم. وفي عدة حوادث أخرى، قال مهاجرون إنهم وُضعوا على متن قوارب مطاطية بدون محركات في منتصف البحر، ثم تبين أنها مثقوبة وفَرَغَ منها الهواء.
ولطالما اتُهمت الحكومة اليونانية بالإعادة القسرية للمهاجرين، ودفعهم إلى العودة إلى تركيا، من حيث عبروا، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي.
الإغراق عمدا
حكى رجل كاميروني كان يعتزم التسجيل لطلب اللجوء في اليونان٬ ما تعرض له من قبل خفر السواحل٬ قائلا إن السلطات اليونانية طاردته بعد وصوله إلى جزيرة ساموس في أيلول/ سبتمبر 2021.
قائلا: "بعد رسو قاربنا، فجأة جاءت الشرطة اليونانية من الخلف. وكان هناك شرطيان يرتديان ملابس سوداء خاصة بالشرطة، وثلاثة آخرون يرتدون ملابس مدنية. وكانوا ملثمين، ولا يمكن رؤية إلا أعينهم".
وأضاف أنه نُقل مع اثنين آخرين٬ أحدهما من الكاميرون والآخر من ساحل العاج٬ إلى قارب لخفر السواحل اليوناني، وقال: "لقد بدأوا بإلقاء الرجل الكاميروني الآخر في الماء. وحينها قال لهم الرجل الآخر من ساحل العاج: ’أنقذوني، لا أريد أن أموت. وفي النهاية كانت يده فقط فوق الماء، وجسده تحته‘. وببطء انزلقت يده إلى الأسفل، وغمرته المياه".
ويؤكد الكاميروني الذي يطالب محاموه السلطات اليونانية بفتح تحقيق في قضية قتل مزدوج٬ أنه تعرض للضرب، قائلا: "كانت اللكمات تنهمر على رأسي. كان الأمر كما لو كانوا يلكمون حيوانا".
ويقول إنهم دفعوه أيضا بعد ذلك إلى الماء بدون سترة نجاة، لكنه تمكن من السباحة إلى الشاطئ. أما الشخصان الآخران، سيدي كيتا وديدييه مارسيال كوامو نانا، فقد انتُشلت جثتاهما على الساحل التركي.
خرق القوارب
وفي أيلول/ سبتمبر 2022، واجه قارب يحمل 85 مهاجرا مشكلة بالقرب من جزيرة رودس اليونانية عندما توقف محركه.
ويحكي اللاجئ السوري محمد ما حدث معهم، قائلا إنهم اتصلوا بخفر السواحل اليوناني طلبا للمساعدة، لكن خفر السواحل حملوهم على متن قارب، ومن ثم وضعوهم في قوارب أو طوافات النجاة وأعادوهم إلى المياه التركية.
وأضاف أن الطوافة التي حصل عليها هو وعائلته لم يُغلق صمامها بشكل صحيح٬ فبدأنا نغرق على الفور، ورأى خفر السواحل اليوناني ذلك وسمعوا صراخنا جميعا، ومع ذلك تركونا.
وأضاف: "أول طفل مات كان ابن ابن عمي. وبعد ذلك مات الأطفال واحدا تلو الآخر. ومات طفل آخر، وطفل آخر، ثم اختفى ابن عمي نفسه. وبحلول الصباح كان سبعة أو ثمانية أطفال قد ماتوا".
وتعتبر اليونان بالنسبة للعديد من المهاجرين بمثابة المدخل إلى أوروبا. ففي عام 2023، وصل 263,048 شخصا عن طريق البحر إلى أوروبا، استقبلت أثينا منهم 41,561، أي 16 بالمئة من عددهم الإجمالي.