نفت وزارة الخارجية
السودانية، أن يكون السودان اعتذر من
الإمارات، بشأن خطاب مندوب الخرطوم في الأمم المتحدة، الحارث إدريس.
وقالت الخارجية في بيان لها؛ إن السودان لم يعتذر من الإمارات، وإن المتداول بشأن الاعتذار من أبوظبي عار عن الصحة تماما.
وقال مكتب الناطق الرسمي باسم الوزارة؛ إنه للتوضيح، فقد تداولت بعض وسائل الإعلام خبرا كاذبا مجهول المصدر، أن الخرطوم اعتذرت من أبوظبي.
وتابعت بأن الخبر الكاذب متعلق بخطاب المندوب الدائم للسودان في الأمم المتحدة، في اجتماع
مجلس الأمن في وقت سابق من الشهر الجاري، مؤكدة أن ما تحدث به الحارث إدريس في الاجتماع هو الموقف الرسمي للسودان.
وهاجم ممثل السودان في الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الإمارات بسبب تدخلها في الحرب الدائرة في السودان.
وقال: “العدوان العسكري الذي تشنه مليشيات
الدعم السريع، بدعم من أسلحة الإمارات، يستهدف القرى والمدن بشكل متعمد ومنهجي”.
وأضاف: "عندما كان السودان يدعم الدول وحركات التحرر؛ لم تكن الإمارات مذكورة في التاريخ، ولا في خارطة العالم، نحن نعلم شرها".
وتابع: "نحن الذين أسسنا مجد الإمارات ونهضتها وتراثها الحديث بأذرعنا وملكاتنا العقلية".
وطالب "مجلس الأمن أن يخطو الخطوة الأخيرة بذكر الإمارات وإدانتها لكي تتوقف الحرب"، في إشارة إلى دعم الإمارات لقوات الدعم السريع.
في المقابل، رد سفير الإمارات لدى الأمم المتحدة محمد أبو شهاب قائلا؛ إن سفير السودان لدى المنظمة الدولية الحارث إدريس الحارث، أدلى باتهامات “سخيفة وباطلة لتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الجسيمة التي تحدث على الأرض”.
والتفت سفير الإمارات إلى نظيره السوداني، وقال: “إذا كانوا يسعون إلى إنهاء الصراع ومعاناة المدنيين، فلماذا لا يأتون إلى محادثات جدة؟ لماذا يعرقلون وصول المساعدات؟ ماذا تنتظرون؟”.
وأضاف: “يجب أن تتوقفوا عن المزايدات في مثل هذه المنتديات الدولية، وعليكم بدلا من ذلك تحمل مسؤولية إنهاء الصراع الذي بدأتموه”.
ورد سفير السودان على أبو شهاب قائلا: “من يريد إرساء السلام في السودان، عليه أن يأتي أولا بنوايا خالصة، والإمارات العربية المتحدة هي الدولة التي ترعى الإرهاب”.
وفي آذار/ مارس الماضي، قدمت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات؛ على خلفية دعمها لقوات الدعم السريع.
وبحسب الشكوى، فإن "الإمارات ما زالت تواصل تقديم الدعم لقوات الدعم السريع، وإن ذلك يشمل عدوانا يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، وتهديدا جديا للأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وجاء في الشكوى: "ظل السودان وشعبه وقواته المسلحة تتعرض منذ 15 نيسان/ أبريل 2023 وحتى اليوم، لحرب عدوان واسعة النطاق تم التخطيط الآثم والإعداد الخبيث لها من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر مليشيا قوات الدعم السريع وغيرها من المليشيات المارقة المتحالفة معها، وفرق المرتزقة من تسع دول مختلفة، التي عملت تلك الدولة على حشدهم زرافات ووحدانا".
وقال مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة، الحارث إدريس الحارث؛ إنّه "في 15 نيسان/أبريل 2023، نفّذت قوات الدعم السريع هجوما واسع النطاق على أهداف سيادية واستراتيجية في العاصمة الخرطوم"؛ بهدف القضاء على مجلس السيادة الانتقالي، "ومن ثم استلام السلطة تنفيذا لأجندة تدخل خارجية".
وأضاف الحارث: "وعندما فشل الهجوم، تحوّلت المليشيا المتمردة إلى ارتكاب انتهاكات وفظائع بدعم غير محدود من الإمارات العربية المتحدة، فنفذت هجمات ممنهجة ضد الدولة، وخربت بنيتها التحتية، واستهدفت المدنيين بالقتل والنهب والاغتصاب والتشريد".
وأوضح الحارث أن الإمارات "أدت دورا رئيسا في إشعال الحرب عبر حليفها الداخلي مليشيا الدعم السريع"، ما أدى إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين الأبرياء، ونزوح وتهجير الملايين من السكان، وتعريض الملايين إلى التأثر غير المسبوق بالفجوة الغذائية، وانعدام الرعاية الصحية، ونقصان الأدوية، وتصاعد الشقاء والمعاناة المهولة، ووقف عجلة الإنتاج، وانهيار الاقتصاد، وانتهاكات حقوق الإنسان، وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم ترقى للإبادة الجماعية"، وفق ما قال.
ولفت الحارث إلى أن "أفعال دولة الإمارات شكّلت تهديدا جديا للسلم الإقليمي والدولي، وضربا من ضروب أعمال العدوان والإخلال بالسلم، وانتهاكا صارخا لسيادة السودان، كما مثلت أيضا أفدح صور التدخلات غير المشروعة، بل وأخطرها، وهي التدخلات العدوانية التي تهدد السيادة والسلامة الإقليمية وحرية الشعوب واستقلالها ورفاهها".
وأشار إلى أن "المسلك العدواني الذي جسده موقف دولة الإمارات من الحرب في السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حتى هذه اللحظة" يقدم "دليلا على علم الإمارات علم اليقين أنها حينما فعلت ذلك كانت تعي أنها تخطط لعمل عدواني مسلح، وتدعم فريقا مسلحا عسكريا، يناهض الدولة وحكومة السودان ليقوم بتنفيذ ذلك المخطط".