قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو
غوتيريش، الثلاثاء، إن الهجمات الإسرائيلية على قطاع
غزة تسببت في تشريد أكثر من ثلاثة أرباع سكان القطاع.
وأضاف، خلال فعالية نظمها المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة في إطار أسبوع
المساعدات الإنسانية، أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أودت بحياة أكثر من 36 ألف شخص خلال 8 أشهر فقط، واضطر أكثر من ثلاثة أرباع السكان إلى الفرار بشكل متكرر".
وأوضح غوتيريش، أن "العوائق الخطيرة أمام الحصول على المساعدات الإنسانية دفعت الناس إلى حافة
المجاعة".
يشار إلى أن تقرير "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" لمنظمات إنسانية أممية أفاد بأن "نحو 96 بالمئة من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد".
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، إن المنظمة لديها 60 شاحنة تنتظر في مدينة العريش المصرية للدخول إلى غزة.
وذكرت أن هناك حاجة ملحة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، مضيفة، "بدون إيصال المساعدات فورا إلى غزة فإن خطر المجاعة يلوح في الأفق".
من جانبه، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، تفاقم المجاعة بشكل خطير وخاصة بمحافظتي غزة والشمال، مشيرا إلى أن
الاحتلال يواصل منع إدخال المساعدات للقطاع.
وقال المكتب في بيان وصل "عربي21" نسخة منه: "إننا نعلن تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير في محافظات قطاع غزة، خاصة مع القرار الأمريكي والإسرائيلي بمنع إدخال الغذاء والدواء في أسلوب غير إنساني، وضمن حرب الإبادة ضد المدنيين في غزة".
ولفت إلى أنه يتم ارتكاب جريمة منع إدخال المساعدات والغذاء والدواء، كأداة للضغط السياسي من قبل الاحتلال والإدارة الأمريكية، وهو ما فاقم المعاناة الإنسانية وزاد الأوضاع كارثية في جميع محافظات غزة، مشددا على أن شبح المجاعة يكبر يوما بعد يوم، ويهدد حياة المواطنين بشكل مباشر.
وحذر من ارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع، خاصة بين أكثر من مليون طفل باتوا تحت التهديد المباشر لسوء التغذية، ومن بينهم ثلاثة آلاف و500 طفل باتوا أقرب للموت بسبب انعدام الغذاء والمكملات الغذائية والتطعيمات.
وتطرق المكتب الإعلامي الحكومي إلى إحراق وتجريف قوات الاحتلال للجانب الفلسطيني من معبر رفح، وإخراجه عن الخدمة بشكل نهائي، معتبرا أن ذلك يعد خرقا جديدا للقانون الدولي ولكل معاني الإنسانية والأخلاق.
وبيّن أن الاحتلال حرم من وراء هذه الجريمة 25,000 مريض وجريح من السفر لتلقي العلاج في الخارج، وذلك بعد تعمّده القضاء على المنظومة الصحية في قطاع غزة، وإخراج المستشفيات عن الخدمة، وقتل 500 كادرٍ طبيٍ، واعتقال 310 من الكوادر الطبية.
وأطلق نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي وإلى المنظمات الدولية والأممية وإلى كل دول العالم الحر وإلى الدول العربية والإسلامية، إلى الانتفاض من أجل الأخلاق والإنسانية ومن أجل الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة الجماعية.
وطالب بالضغط على الإدارة الأمريكية والاحتلال "الإسرائيلي" لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين، داعيا إلى فتح جميع المعابر البرية وإدخال المساعدات.
وقلل من أهمية الرصيف الأمريكي العائم، موضحا أنه لم يقدم شيئا في إطار إنهاء جريمة التجويع، فالمجاعة تتفاقم بشكل خطير، وخاصة في محافظتي غزة والشمال، اللتين يتواجد فيهما 700 ألف فلسطيني يعانون من المجاعة بشكل فعلي وحقيقي.
وتابع قائلا: "الرصيف العائم قبالة غزة ما هو إلا أكذوبة وبيع للأوهام، وتناول الإدارة الأمريكية لدور هذا الرصيف على مدار شهور وأيام طويلة عبر وسائل الإعلام، ما جاء إلا في إطار تضليل الرأي العام".