كشف تقرير لشبكة "سي أن أن"
الأمريكية عن ترقية القادة السابقين لوحدة عسكرية إسرائيلية اتهمتها الولايات المتحدة
بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد
الفلسطينيين، إلى مناصب عليا في الجيش الإسرائيلي
وينشطون الآن في التدريب.
وبحسب التقرير ورغم سجلها الحافل في
الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان إلا أن وحدة "
نيتساح يهودا" ما زالت
تتلقى الأسلحة الأمريكية، والوحدة تعمل الآن في غزة.
الشبكة تعقبت جنديا سابقا في الوحدة،
الذي أكد أن زملاءه كانوا يتفاخرون بممارستهم العنف ضد الفلسطينيين قبل السابع من
تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
يتذكر الجندي، الذي تم إخفاء اسمه خوفا
من الانتقام، إحدى الحوادث حيث كانت هناك مجموعة من الأطفال الفلسطينيين في قرية
صغيرة في الضفة الغربية يلقون الحجارة على الجنود، رغم أنهم لم يكونوا يشكلون أي
خطر، "إلا أن قائد السرية قرر أن نقيم لهم حفلة، فأخذ فريق الاستجابة للطوارئ
و20 جنديا، وساروا من باب إلى باب وألقوا القنابل الضوئية وقنابل الغاز داخل
المنازل كعقاب للأطفال الذين كانوا يرمون الحجارة، كان ذلك عقابا جماعيا، وقال
القائد إنه من الروعة رؤية وجوه أهل القرية حينذاك".
وبحسب التقرير فإن بعض القادة الذي
كانوا مسؤولين عن تلك الانتهاكات في هذه الوحدة قد تمت ترقيتهم مرارا وتكرارا إلى
مناصب عليا في الجيش الإسرائيلي.
ومن خلال تقنية التعرف على الوجوه كشف
التقرير أن المقدم نيتاي أوكاشي الموجود الآن في غزة ويدير هناك عمليات برية
كبيرة، كان يدير وحدة "نيتساح يهودا" في عام 2019، وكان المسؤول عندما ظهر
عدد من جنود الوحدة في مقطع فيديو وهم يضربون ويهينون رجلا فلسطينيا وابنه وهم يضحكون لدى اعتقالهما، وقد تسبب ذلك بثلاثة كسور للأب.
وأوكاشي ليس الوحيد الذي يملك سجلا
سيئا كقائد لهذه الوحدة، فها هو المقدم ماتي شيفا الذي كان يقود الوحدة حين تسبب
جنوده في قتل المسن الأمريكي من أصل فلسطيني عمر أسعد، ومع ذلك لم يواجه أي من
الجنود أي مسؤولية، كما أن قائد الوحدة شافي لم يواجه سوى توبيخ ومع ذلك تمت
ترقيته لاحقا، ويقوم حاليا بتدريب القوات التي تستعد لدخول غزة.
وقد ظهر شافي على وسائل إعلام أمريكية
مرموقة وهو يتباهى بحماس جنوده للحرب في غزة.
المدير السابق لمكتب الأمن وحقوق
الإنسان في وزارة الخارجية الأمريكية تشارلز بلاها، علق على ترقية قادة الوحدة
بقوله إنها أخبار سيئة، وهذا يدل على أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها نية
لمحاسبة وحدة "نيتساح يهودا"، كما أنه يدل أيضا على أن الولايات المتحدة لا
تنفذ قوانينها الخاصة وترسل الأسلحة إليهم.
وأكد بلاها في تصريحاته للشبكة
الأمريكية أن واشنطن تعامل "إسرائيل" بشكل مختلف، وهذا يقوض دفاعها عن
حقوق الإنسان في مناطق أخرى من العالم.
وحصلت "سي أن أن" على أسماء
ثلاث وحدات إسرائيلية أخرى اكتشف المسؤولون الأمريكيون أنها ارتكبت انتهاكات جسيمة
لحقوق الإنسان قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، جميعها لا تزال تعمل بما
فيها وحدة "يمام" في غزة، وتتلقى الأسلحة من الولايات المتحدة.
ويتساءل التقرير: إلى متى سيستمر
الحليف الأكبر لـ"إسرائيل" بغض الطرف؟
ما هي وحدة "نيتساح يهودا"
وحدة عسكرية إسرائيلية خاصة، وأول كتيبة
قتالية حريدية، تأسست عام 1999، على يد "يهودا دوفدفاني" بدعم من مجموعة
من حاخامات "الحريديم"، بهدف دمج شباب هذه الطائفة في الجيش والمجتمع الإسرائيلي،
دون المساس بتقاليدهم الدينية.
وتتكون الوحدة من عناصر يمينية متطرفة من
جماعتي "الحريديم" و"شبيبة التلال"، وقد تنقلت أثناء تأديتها مهامها
العسكرية بين الضفة الغربية والجبهة الشمالية في الجولان، ومنذ مطلع عام 2024 تشارك
في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتعتبر الوحدة الأشد عنفا ضمن دائرة الوحدات
العسكرية الإسرائيلية في تعاملها مع المدنيين الفلسطينيين، وثبت تورطها بجرائم حرب،
وانتهاك حقوق الإنسان.
وقد تم تكريم الوحدة من قِبَل الجيش الإسرائيلي،
احتفاء بما وُصفت بأنها "إنجازات غير عادية للوحدة"، وبما قدمته، بحسب قولهم،
من "إبداع عملياتي"، وقد حصدت، وفقا لذلك، عدة جوائز، منها: جائزة التميز
في التوظيف التشغيلي عام 2012، وجائزة رئيس الأركان عام 2014.