فوجئ العالم بخلل في أنظمة
مايكروسوفت صباح الجمعة، ما تسبب في شلل بعمل المطارات والمصارف والمستشفيات في جميع أنحاء العالم تقريبا، وأثار تساؤلات حول إمكانية وقوف جهة ما حول الحادثة، حسب تقرير لصحيفة "
نيوز ري" الروسية تحدثت فيه عن تأثيرات العطل التقني وما إذا كان "عملا تخريبيا".
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في صباح يوم 19 تموز /يوليو، وفي وقت متزامن في أنحاء مختلفة من العالم بدأ الإلغاء الجماعي للرحلات الجوية الذي اشتكت منه الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، ألمانيا، إسبانيا، هولندا، تركيا، الهند، سنغافورة، أستراليا واليابان.
وكان السبب فشل برامج الملف الشخصي من مايكروسوفت. وقد اعترفت الشركة بأن المشكلة يمكن أن تؤثر على أي مستخدم يحاول استخدام تطبيقات وخدمات مايكروسوفت الـ365 المختلفة.
وبينما كان عملاق الإنترنت يحاول إصلاح الوضع، اضطر موظفو شركات الطيران إلى إصدار الآلاف من بطاقات الصعود إلى الطائرة يدوياً. وحذرت شركات الطيران من زيادة أوقات انتظار المغادرة.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فقد تم إلغاء ما لا يقل عن 1390 رحلة جوية تجارية في جميع أنحاء العالم بحلول منتصف اليوم. وكانت هناك شكاوى كثيرة من بريطانيا على وجه الخصوص. كما قطعت قناة سكاي نيوز التلفزيونية البث تماما.
وقالت شركة السكك الحديدية الجنوبية إنها لم تتمكن من الوصول إلى حركة المرور على بعض القطاعات مما قد يؤدي إلى احتمال إلغاء الرحلات دون سابق إنذار.
من جهة أخرى، كانت البنوك والبورصات ضحية لهذا الاضطراب حيث تأثرت المراكز الطبية في بريطانيا أيضًا، ولم يتمكن المرضى من حجز مواعيدهم.
وذكرت الصحيفة، أن أنظمة الدفع الخاصة بشركتي "فيزا" و"ماستركارد" توقفت عن العمل في بعض البلدان، ولم يتمكن العملاء من الدفع في المتاجر والمقاهي. كما توقفت ثلث مطاعم ماكدونالدز في اليابان عن العمل بسبب تعطل ماكينات تسجيل المدفوعات النقدية. في فرنسا، ذكرت صحيفة لو باريزيان أن الحادث أعاق عمل الشبكة الداخلية للجنة المنظمة لأولمبياد 2024.
إيلون ماسك يسخر
لم يفوّت الملياردير الأمريكي
إيلون ماسك، ومالك شبكة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقا)، الفرصة للسخرية من منافسيه. فقد نشر صورة تظهر فيها شخصية شبكة "إكس" وهي تدخن بهدوء على الهامش، بينما شخصيات أخرى، تجسد مايكروسوفت، تجري بشكل محموم في أرجاء الموقع. وذكر ماسك أن شبكته الاجتماعية تعمل بسلاسة.
إلى أي مدى أثر الاضطراب العالمي على روسيا؟
لفتت الصحيفة، إلى أن
روسيا كانت بعيدة عن الحدث العالمي. وذكرت وكالة الأنباء الروسية أن شركات الطيران والمطارات تعمل بشكل طبيعي.
وفي وقت لاحق، قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف إن كل شيء يعمل بسلاسة في الإدارة الرئاسية، وإن الاضطراب لم يؤثر على موارد الكرملين.
وبما أن روسيا تجنبت أي مشاكل، فقد شكك المدونون في أن الأمر لم يكن حادثا عرضيا، بل كان هجوما إلكترونيا ضخما. وفي منتصف اليوم، ظهر إعلان عن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقرر عقده في 22 تموز /يوليو، حيث يعتزم الوزراء مناقشة التهديدات في الفضاء الإلكتروني التي يُزعم أنها صادرة من روسيا، بالإضافة إلى نظام العقوبات الجديد المناهض لروسيا الذي من المقرر أن يطبقه الاتحاد الأوروبي في أيلول/ سبتمبر. ومع ذلك، ربما كان نشر هذا الإعلان مجرد مصادفة، حسب التقرير.
ونقلت الصحيفة عن خبير تكنولوجيا المعلومات أرتيم جيلر، أنه بسبب العقوبات المفروضة اضطرت روسيا إلى فصل نفسها عن أنظمة المعلومات الغربية منذ عدة سنوات، حيث تمكنت من تجنب الفشل بسبب الانتقال في الوقت المناسب إلى البرمجيات المحلية. وقد خلقت شركة مايكروسوفت مشاكل بإصرار، لذلك قامت البلاد إلى حد كبير بالتخلص من منتجات تلك الشركة. وبشكل عشوائي، تحولت روسيا إلى استخدام برامج أخرى.
ما هو سبب الانقطاع العالمي لشركة مايكروسوفت؟
في منتصف اليوم، ظهرت أول رسالة مقنعة حول أسباب العطل. فقد ألقت شركة الأمن السيبراني الأمريكية كراودسترايك، التي تعمل في مجال الأمن السيبراني والتي تخدم مايكروسوفت أيضا، باللوم على نفسها في هذا الفشل العالمي. ووفقًا لها، فقد تعطل ويندوز بسبب تطبيق فالكون سينسور للأمن السيبراني، الذي تنتجه حيث تسبب الإصدار الأخير من تطبيق الحد من الهجمات الإلكترونية في قطع اتصال أجهزة الخدمة في العديد من الشركات، بما في ذلك شركات الطيران، بالشبكة ثم وضع وحدة معالجة في وضع الاسترداد أثناء التحديث.
ونتيجة لذلك، توقفت منصات مايكروسوفت أزور ومايكروسوفت 365 السحابية وغيرها عن العمل. وفي الوقت الذي اعترفت فيه الشركة بالخطأ، حددت طريقة لإصلاح المشكلة مؤقتًا تتمثل في القيام بتشغيل ويندوز في الوضع الآمن، والانتقال إلى المجلد الذي يحتوي على برامج تشغيل كراودستايرك، ثم البحث عن الملف المطابق لآخر تحديث وحذفه. ويمكن بعد ذلك التشغيل بشكل طبيعي. وبعد فترة، تم حل السبب الجذري لانقطاع الخدمة، حسب التقرير.
هل يمكن أن يكون ذلك عملا تخريبيا؟
يعتقد أخصائي أمن المعلومات والقرصنة مارسيل داندامايف، أنه من الصعب جدا من الناحية الفنية تنظيم مثل هذا التخريب على نطاق واسع.
ووفقا له، فإن موظفي الشركة التي طوّرت التطبيق هم فقط من يمكنهم تدبير هذا الأمر. وقد دعا سفياتوسلاف أندريانوف، مدير مركز التحليل السياسي وأمن المعلومات، شركة مايكروسوفت إلى إجراء تحقيق داخلي بسبب الاحتمال الكبير لوقوع هجوم متعمد ذلك أن أسوأ تخريب للبنية التحتية المعلوماتية يحدث عندما يكون المهاجمون من داخل الشركة. وإذا اتضح أنه تم تجنيد شخص ما في مايكروسوفت، فسيكون للحادث تفسير مفهوم.
ولفت التقرير إلى أن مايكروسوفت توظف عشرات الآلاف من الأشخاص. يمكنهم الحصول على وظيفة هناك والعمل لمدة عام ونصف العام بحسن نية لاكتساب الثقة، ومن ثم تحقيق خططهم. ووفقا للخبير، قد يكون المتسبب في الفشل هم القراصنة العاديون والأجهزة الخاصة على حد سواء. وذكر أنه في وقت سابق تورطت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي في مثل هذه الفضائح.
وحسب سيرغي ماركوف، مدير معهد البحوث السياسية والعالم السياسي، فإنه إذا أخذنا بعين الاعتبار النطاق العالمي للحادث، لا يمكننا استبعاد نسخة التدريبات التي أجراها القراصنة الأمريكيون. ووفقا له، أجرى المتخصصون في تكنولوجيا المعلومات في المحيط ببساطة تدريبات قريبة من الوضع القتالي حيث كانوا يتدربون على مهاجمة مناطق رئيسية في الاقتصاد، أي أنهم كانوا يستعدون لهجوم محتمل في المستقبل على روسيا.