تسلم قائد
الجيش السوداني عبد الفتاح
البرهان، الأحد، أوراق اعتماد سفير
إيراني، فيما أرسلت الخرطوم سفيرا إلى طهران، وذلك بعد قطيعة استمرت لثماني سنوات، بحسب ما أعلنته الحكومة.
وذكرت الحكومة الموالية للجيش السوداني في بيان، أن
"البرهان استقبل سفير طهران الجديد حسن شاه حسيني في بورتسودان.
وأصبحت المدينة المطلة على البحر الأحمر المقر
الفعلي للحكومة السودانية، منذ بدء القتال في العاصمة الخرطوم بين الجيش وقوات
الدعم السريع، التي يتزعمها محمد حمدان دقلو "حميدتي".
واتفق السودان وإيران في تشرين الأول/أكتوبر الماضي على استئناف
العلاقات الدبلوماسية، مع سعي الجيش لكسب حلفاء خلال حربه المستمرة مع قوات الدعم
السريع.
مرحلة جديدة
وقال وكيل وزارة الخارجية، حسين الأمين؛ إن الخطوة
"تعد إيذانا ببدء مرحلة جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين"،
مضيفا أن البرهان عيّن عبد العزيز حسن صالح سفيرا للسودان في طهران.
وقطع السودان علاقاته مع إيران في عام 2016 تضامنا
مع السعودية، بعد تعرض سفارة المملكة في طهران لهجوم؛ عقب إعدام السعودية لرجل
الدين الشيعي البارز نمر النمر.
كما قطع العديد من حلفاء السعودية في المنطقة
علاقاتهم مع إيران في ذلك الوقت. لكن في آذار/مارس 2023، أعلنت
الرياض وطهران استئناف علاقاتهما بعد اتفاق توسطت فيه الصين.
ومنذ ذلك الحين، تحركت إيران لتعزيز أو استئناف العلاقات
مع الدول العربية المجاورة. ومنذ أن بدأت الحرب في السودان في نيسان/أبريل 2023، دعم عدد
من الدول الأجنبية أحد طرفي النزاع في البلاد.
وفي كانون الأول/ديسمبر، طرد السودان دبلوماسيين من الإمارات
العربية المتحدة، بسبب مزاعم بأن الدولة الخليجية كانت تنقل أسلحة إلى قوات الدعم
السريع. ونفت الإمارات انحيازها
لأحد طرفي النزاع.
تقارب الجيش
وعبّرت الولايات المتحدة في شباط/ فبراير الماضي، عن
قلقها إزاء تقارير عن إرسال إيران، شحنات أسلحة إلى الجيش السوداني.
وفي تلك الفترة، استعاد الجيش بعض المناطق بعد أشهر
من تكبد الهزائم على أيدي قوات الدعم السريع.
كما تقارب الجيش مؤخرا مع روسيا، التي قال خبراء؛ إنها أعادت النظر في علاقتها السابقة مع قوات الدعم السريع، وكان للأخيرة ارتباطات
مع مجموعة فاغنر الروسية المسلحة.
وطور السودان في عهد الرئيس السابق عمر البشير، الذي
أطيح به في عام 2019، علاقات وثيقة مع إيران.
وأودت الحرب في السودان بحياة عشرات الآلاف من
الأشخاص، وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد القتلى يصل إلى 150 ألفا، وفقا للمبعوث
الأمريكي إلى السودان، توم بيرييلو.
كما سببت الحرب أسوأ أزمة نزوح في العالم، وفقا للأمم
المتحدة (أكثر من 11 مليون شخص)، وجعلت البلاد على حافة المجاعة.