سلط مركز دراسات أمريكي الضوء على حركة تسمّى "أبناء المهندس"، قال؛ إنها تستهدف الجيل الناشئ، وتتبع للحشد الشعبي
العراق.
وبحسب
تقرير جديد لـ"معهد واشنطن"، فإن حركة "أبناء المهندس" تُنسب إلى الجيل الناشئ من طلبة أبناء "
الحشد الشعبي" ممن يرون في "أبو مهدي المهندس" قدوة لهم.
و"أبو مهدي المهندس" واسمه الحقيقي جمال جعفر آل إبراهيم، هو من أبرز قادة "الحشد الشعبي"، وقُتل في الغارة الأمريكية التي اغتالت قائد فيلق "القدس" الإيراني في الحرس الثوري قاسم سليماني مطلع العام 2020.
ويقول المعهد؛ إن "أبناء المهندس" هي "مجموعة تجنيد وتلقين طلابية، مرتبطة بمديرية تابعة لقوات "الحشد الشعبي".
ربطها بالإرهاب
ذكر المعهد في تحليل كتبه كل من الخبير في الشؤون العسكرية مايكل نايتس، والمختص في دراسة المليشيات الشيعية المسلحة حمدي مالك، أن "أبناء المهندس" مرتبطة بـ"الإرهاب" بشكل وثيق.
وتابع التحليل: "الجماعة هي منظمة اجتماعية مرتبطة بالحكومة العراقية، ويسيطر عليها أعضاء جماعات مسلحة تصنفها الولايات المتحدة حركات إرهابية، مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق".
واللافت، أن الجماعة لا تعلن عن أي نشاط عسكري أو سياسي لها، إذ تركز على العمليات الاجتماعية، التي تتمحور حول الجامعات العراقية.
إلا أن "معهد واشنطن" وفي ربطه الجماعة بـ"الإرهاب" يقول؛ إنها تقدم خدمة للمخابرات الإيرانية، عبر انتخاب الطلبة الموهوبين لها.
4 أهداف
حدد "معهد واشنطن" أربعة أهداف رئيسية لجماعة "أبناء المهندس"، هي:
• تعزيز ونشر أيديولوجية النسخة التي تقودها إيران من الإسلام السياسي الشيعي، من خلال الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية والتعليمية في الجامعات العراقية.
• اختراق الجامعات العراقية لتدريب وتجنيد نخب المستقبل في المجتمع العراقي، من أجل خلق مجموعة أعضاء جدد ممن يطلقون على أنفسهم تسمية "المقاومة".
• "نسعى في فريق أبناء المهندس إلى الثأر لدماء القادة، من خلال تمثيل مبادئ وقيم شهيد الوطن الباسل أبو مهدي المهندس".
• تشمل الأنشطة التي تنجزها "أبناء المهندس" تنظيم الاحتجاجات والمسيرات ضد الجماعات المعادية، واحتفالات أداء القسم، وإحياء ذكرى مقتل القادة الإرهابيين، والندوات، والمنح الدراسية للطلاب العراقيين للدراسة في إيران، والمسابقات الفنية (التي فاز بواحدة منها اختراع للتشويش على الطائرات بدون طيار).
دور وزير التعليم
يقول "معهد واشنطن"؛ إن جماعة "أبناء المهندس" تكونت في الأصل من حراس أمن خاصين، تم إدخالهم إلى الجامعات العراقية في الفترة 2010-2014، واستخدموا أعضاء من "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" ومليشيات أخرى مدعومة من إيران، بتمكين من وزير التعليم العالي الموالي للمقاومة علي الأديب.
ويضيف، أنه منذ عام 2014، أصبح وجود المقاومة في الجامعات ينضوي تحت مظلة المديرية العامة للعلاقات والخدمات الاجتماعية في "الحشد الشعبي".
وكان اللاعبون الرئيسيون في هذا الجهد، هم دعاة المقاومة؛ الشباب والمجندون المرتبطون ارتباطا وثيقا برئيس "الحشد الشعبي" (آنذاك) أبو مهدي المهندس وكوادره القيادية، المؤلفة بمعظمها من "كتائب حزب الله".
عندما كان الشباب الموالون لقوات "الحشد الشعبي" يكملون خدمتهم في "الحشد الشعبي"، كان المهندس يضمن في الكثير من الأحيان حصولهم على أفضلية في الدورات الجامعية، يمكن تشبيهها بقانون "جي آي بيل" الخاص بـ "المقاومة"، بما معناه خلق زمالات لقادة الجيل الجديد، بحسب "معهد واشنطن".
من هم قادتها؟عندما قُتل المهندس في كانون الثاني/يناير 2020، تم إضفاء الطابع الرسمي على "أبناء المهندس" تكريما له، وكرقابة على المتظاهرين الطلاب بعد أن أقالوا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في انتفاضة تشرين عام 2019، حيث كانت المقاومة تسيطر على رئاسة الوزراء.
بحسب "معهد واشنطن"، فإن القادة لـ"أبناء المهندس"، هم:
- مقتدى زيد المقدسي، أبرز مساعدي المهندس في مجموعته الإعلامية.
- هاشم الحيدري، أحد منظري "كتائب حزب الله" ومؤسس حركة "عهد الله" الاجتماعية، المعنية ببضعة برامج اجتماعية ودعائية، تهدف إلى نشر مفهوم ولاية الفقيه في العراق.
ويقول؛ إن كلّا من هاشم الحيدري ومقتدى المقدسي، يتمتعان بإمكانية الوصول المباشر إلى المنظمات التي يمولها ويديرها مكتب المرشد الأعلى الإيراني.
أحد الأعضاء المؤسسين الآخرين لـ "أبناء المهندس"، هو محب شراد، وهو متخصص إعلامي بارز لدى "كتائب حزب الله". بدأ شراد العمل كمراسل ميداني في عدد قليل من القنوات التلفزيونية المرتبطة بالمليشيات، وانتهى به الأمر بالعمل في "قناة الاتجاه الفضائية" التابعة لـ "كتائب حزب الله"، ومن هناك ارتقى ليصبح أحد أبرز الإعلاميين في "كتائب حزب الله"، مع إمكانية الوصول المباشر إلى قيادة "كتائب حزب الله"، بحسب "معهد واشنطن".
ويضيف المعهد أن الأعضاء البارزين الآخرين في "أبناء المهندس" هم:
- مؤمل زيد المقدسي: شقيق مقتدى المقدسي، درس الصيدلة في كلية الرافدين الجامعة، وهي إحدى الجامعات الخاصة في بغداد.
- رأفت الياسر: خريج الجامعة التكنولوجية في بغداد، وهو داعية مرتبط بـ "عصائب أهل الحق"، يعمل في الجهاز الإعلامي لقوات "الحشد الشعبي". ويزداد قرب الياسر من مهند العقابي، رئيس مديرية الإعلام في "الحشد الشعبي". وكان العقابي بنفسه مقربا جدّا من أبو مهدي المهندس، الذي اختاره لدور كبير الدعاة في قوات "الحشد الشعبي".
- محمد محسن أحمد، طبيب ساعد في تأسيس "أبناء المهندس" عندما كان طالبا في كلية الطب في جامعة ابن سينا للعلوم الطبية والصيدلانية في بغداد. وهو يعمل حاليّا طبيبا في وزارة الدفاع العراقية.
- مرتضى موسى الميالي، مهندس نفط، تخرج في الجامعة التكنولوجية في بغداد، وهو يعمل حاليّا في مصفاة النجف.
- أنس فاضل الشالي، كاتب وشاعر غزير الإنتاج، يزود مختلف مؤسسات المقاومة الإعلامية والدعائية بالشعر.
الطيران المسير
قال المعهد؛ إن أحد مجالات التركيز المهمة لـ "أبناء المهندس"، يقوم على توظيف الطلاب الفنيين العاملين على القضايا ذات الصلة بحرب الطائرات بدون طيار والحرب المضادة للطائرات بدون طيار، بما في ذلك المواد المركبة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والإلكترونيات، وإدارة التردد، والتحكم العددي بالكمبيوتر في الهندسة الدقيقة.
وقد أصبحت "أبناء المهندس" وأقسام الجامعات العراقية المختلفة، بمنزلة مصدر تغذية لوحدات الطائرات بدون طيار الإرهابية في العراق وسوريا.