تسعى
الإمارات
إلى السيطرة على أرخبيل
سقطرى الاستراتيجي
اليمني، في المحيط الهندي منذ بدء حرب اليمن
عام 2015، حيث يندرج المشروع ضمن تحالف يجري وضع أسسه بين الاحتلال
الإسرائيلي
وعدد من الدول العربية، الخليجية تحت مظلة أمريكية، بحسب صحيفة الأخبار اللبنانية.
ويشكل الأرخبيل
المكون من أربع جزر صغيرة التابع للنطاق الجغرافي للجمهورية اليمنية، حيث يقع شمال
غرب المحيط الهندي ويحظى باهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداية الحرب
في اليمن، حيث شاركت في هذا الصراع عن طريق الانضمام إلى قوات التحالف العربي
المنضوية تحت راية المملكة العربية السعودية، والذي أعلن عن بدء عمليات التدخل
العسكري في أواخر آذار/ مارس من العام 2015 ضد الحوثيين.
ويشكّل
الأرخبيل، بالإضافة إلى جزر وموانئ يمنية أخرى، نقطة مركزية، حيث يبدو أن
التحالف صار تشكيله أكثر إلحاحاً بالنسبة إلى أطرافه كلها، بعد عملية "طوفان
الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وسرّعت الخطى لتشييد معالمه، التي
تتصدّرها قاعدة عسكرية إماراتية - إسرائيلية يجري بناؤها في جزيرة عبد الكوري،
ثانية كبريات جزر الأرخبيل، بعد سقطرى.
ويبدو أن الهدف
النهائي هو الربط بين جيوش وأجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية
المعنية، تحت مظلة "القيادة المركزية الأمريكية" رغم الحرص على إبعاد
الاحتلال الإسرائيلي عن الواجهة في المشروع، بحسب الصحيفة.
وفي اللقاء سري بين
رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، وقائد "القيادة المركزية الأمريكية"، مايكل
كوريلا، وقادة جيوش السعودية والبحرين ومصر والإمارات والأردن، في المنامة في 22
حزيران/ يونيو الماضي، وتناول "التجربة الناجحة" في التعاون بين هذه
الجيوش في محاولة صد الهجوم الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيّرة على الاحتلال
الإسرائيلي ليل 14-15 نيسان/ إبريل الماضي.
أهمية استراتيجية
وتشكّل سقطرى
إحدى مناطق الاهتمام في الاستراتيجية الدفاعية الأمنية والأمن الداخلي الأمريكي،
وتعطيها الاستراتيجية البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط أولوية في التخطيط البحري
العسكري.
نظرا للأهمية
الاستراتيجية الكبيرة لسقطرى، حرصت الإمارات، منذ بدء الحرب في اليمن على بسط
نفوذها هناك. وأرسلت الإمارات، في 2018، قوات تابعة لها إلى الجزيرة، من دون
تنسيق مع الحكومة، فاعترضت الأخيرة بشدة، ورحل رئيس الوزراء حينها، أحمد عبيد بن
دغر، مع وزراء ومسؤولين إلى الجزيرة، رافضين مغادرتها قبل رحيل القوات الإماراتية،
ما جعل السعودية تتدخل للوساطة بين الإمارات والحكومة، بعد توتر كبير في العلاقات.
وفي أيار/ مايو
2018، انتهت الأزمة بين الطرفين بوساطة سعودية تم بموجبها إخراج القوات الإماراتية
من الجزيرة، ودخول قوات سعودية إليها بتنسيق مع الحكومة، وهي ما زالت موجودة، ولا
يُعرف عددها بشكل دقيق.
في حزيران/ يونيو
2020، عاش اليمن حدثا عسكريا كبيرا، بعد سيطرة قوات "المجلس الانتقالي
الجنوبي"، الانفصالي المدعوم من الإمارات، على جزيرة سقطرى (جنوب شرق)، بعد
مواجهات مع القوات الحكومية.
الإمارات تبسط نفوذها
وبسيطرة
"الانتقالي" على سقطرى تكون الإمارات بسطت نفوذها فعليا على الجزيرة،
فالمجلس لا يمانع أي قرار إماراتي، فيما تقول مصادر حكومية يمنية إن المجلس مجرد
أداة وذراع لأبو ظبي ينفذ ما يملى عليه من داعميه الإماراتيين.
وتواصل الحكومة
اليمنية مطالباتها بإنهاء سيطرة "الانتقالي" على سقطرى، مرددة أن
المجلس، المدعوم إماراتيا، نفذ انقلابا مكتمل الأركان على السلطات الشرعية في
المحافظة.
وكان أحدث موقف
للحكومة في 1 أيلول/ سبتمبر من العام نفسه، وقد شدد اجتماع لمجلس الوزراء على ضرورة
عودة الأوضاع في سقطرى إلى ما كانت عليه قبل سيطرة "الانتقالي".
ودعا المجلس إلى
وقف العبث والفوضى في الجزيرة، والعمل على إعادة السلطات الشرعية وتشغيل المؤسسات
الحكومية.
بعد ثلاثة أشهر
من الاستيلاء على سقطرى، وقّعت الإمارات والاحتلال الإسرائيلي اتفاقيات أبراهام
المثيرة للجدل، إلى جانب البحرين والمغرب والسودان. وبدأ البلدان بسرعة تطوير
علاقتهما الدبلوماسية، ما فاجأ كثيرين بالنظر إلى التاريخ الطويل من التوتر بين
الدول العربية و"إسرائيل". وبعد وقت قصير من توقيع اتفاقية التطبيع، بدأت تظهر تقارير
وصور لسائحين إسرائيليين يزورون سقطرى.
الحوثي يتهم الإمارات
واتهمت جماعة
الحوثي الإمارات عام 2022 بنقل الصيادين من جزيرة بريم الصغيرة (13 كم2) إلى
محافظة تعز، بعد عدة أشهر، كشفت صور الأقمار الاصطناعية عن بناء مدرج لقاعدة
عسكرية على الجزيرة البركانية.
في شباط -
فبراير 2023، أصدرت جماعة الحوثي بيانًا يدين إخلاء الإمارات لسكان من عبد الكوري،
ثاني أكبر جزيرة في الأرخبيل، واتهم البيان أبو ظبي بتنفيذ خطة طويلة الأمد لتحويل
سقطرى إلى مركز عسكري واستخباراتي إسرائيلي إماراتي.
وفي المقابل،
تتواجد القوات الإماراتية في مطار سقطرى الذي يبعد عن حديبو 12 كيلومتراً، وأيضاً
في موقع في ميناء حولاف في المدينة، وهو مجمع كبير تابع لها.
طوفان الأقصى
بعد أحداث
السابع من تشرين الأول/ أكتوبر شوهد تحرّك السفينة "تكريم"، وهي سفينة إنزال بحرية
ترفع العلم الإماراتي، نحو جزيرة عبد الكوري. وتم تصميم السفينة خصيصاً لنقل ونشر
الجنود والمعدات العسكرية والمركبات أثناء العمليات الهجومية، انطلقت من ميناء
زايد في أبو ظبي في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2023، ووصلت إلى جزيرة سقطرى في الـ29
من الشهر نفسه.
كما أنه تم بناء
رصيف بحري جديد في الجزيرة، يبلغ طوله حوالى 120 متراً وعرضه 5 أمتار. وسبق ذلك
إنشاء رصيفين آخرين، أحدهما في نيسان/ أبريل 2023 شمال شرق القاعدة، والآخر في
أيار/ مايو 2023 شمال وسط الجزيرة. لكنّ هذين الرصيفين أُزيلا بعد معركة طوفان
الأقصى.
وتم إنشاء منصّة
هبوط طائرات الهليكوبتر شمال المدرج الرئيسي، وتمّت زيادة طول المدرج نحو 120
متراً، ليصبح ثلاثة كيلومترات. ويتيح هذا التوسع استيعاب طائرات شحن عسكرية أمريكية
أكبر وقاذفات استراتيجية.
علاقة "إسرائيل"
ذكر موقع "جي
فوروم" للجالية اليهودية الناطقة بالفرنسية في 2020، أن الإمارات وإسرائيل
خطّطتا لإنشاء قاعدة في جزيرة سقطرى، وأكد موقع "إنتليجينس أونلاين" الاستخباري
الفرنسي في 9 أيلول/ سبتمبر 2020، وصول ضباط من الاستخبارات الإماراتية
والإسرائيلية إلى الجزيرة، في نهاية آب/ أغسطس 2020.
وأوضح الموقع أن
"المجلس الانتقالي الجنوبي" تعرّض لضغوط من الإمارات للموافقة على إنشاء
قاعدة استخبارات إماراتية-إسرائيلية.