شهدت مدينة
عدن، العاصمة
اليمنية المؤقتة، جنوبا، السبت، احتجاجات شعبية وانتشارا أمنيا وعسكريا كثيفا لقوات مدعومة من الإمارات، لمنع الاحتجاجات المطالبة بالكشف عن مصير المخفي قسريا، علي عشال.
وتوجه المحتجون رغم الانتشار الكثيف لقوات المجلس
الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي في مداخل وشوارع عدن الرئيسية، إلى ساحة العروض (أكبر الساحات في حي خور مكسر)، مرددين هتافات تطالب بالكشف عن مصير عشال المخفي منذ حزيران/ يونيو الماضي.
ونشر المجلس الانتقالي قواته المعززة بعربات مدرعة، حيث اعترضت طريق المحتشدين السلميين، وأطلقت الأعيرة النارية المختلفة، في محاولة لتفريقهم ومنعهم من الوصول إلى ساحة العروض شرق عدن، حسبما أظهرته مقاطع مصورة.
وأرسل الانتقالي تعزيزات إلى منطقة العلم، المدخل الشرقي لعدن عبر محافظة أبين، حيث تم منع الحشود الجماهيرية المتضامنين مع المختطف عشال من دخول العاصمة المؤقتة للبلاد، للتظاهر استجابة لدعوة اللجنة التحضيرية لمليونية عشال.
أسفرت حالة القمع للمحتجين عن سقوط قتلى وجرحى، فيما تفيد مصادر مقربة من قوات الانتقالي بسقوط أحد عناصرها قتيلا في إطلاق نار تعرض لها في حي العريش بعدن.
ولم يتسن لـ"عربي21" التحقق من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
وكان بيان صادر عن مديرية الأمن بعدن قد وجه اتهامات لقائد وحدة مكافحة الإرهاب في عدن، يسران المقطري، ونائبه، سامر الجندب، بالمسؤولية عن اعتقال وإخفاء علي عشال.
وأكد مدير مديرية الأمن بعدن، اللواء مطهر الشعيبي، أن النيابة وجهت بالقبض القهري على "المقطري" قائد قوات مكافحة الإرهاب بعدن ونائبه "الجندب" وخمسة جنود آخرين يتوزعون على قوات مكافحة الإرهاب والحزام وأمن المنطقة الحرة.
وكشف أن المقطري والجندب -وهما قياديان في المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا- غادرا إلى الخارج بعد أربعة أيام من الحادثة، مشيرا إلى توجيه وزارة الداخلية مذكرات للإنتربول الدولي لضبطهم من الدول التي يتواجدون فيها وتسليمهم للسلطات اليمنية.
فيما ذكر ناشطون أن قوات الانتقالي شنت حملة اعتقالات ضد مواطنين ومتضامنين مع المختطف عشال، واقتيادهم إلى مراكز الاحتجاز التابعة لها.
وفي السياق، قال رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي، فؤاد راشد إن المتظاهرين تعرضوا لإطلاق نار كثيف من قوات الانتقالي، إلا أنهم تمكنوا من الوصول إلى ساحة العروض للاحتجاج.
وكتب راشد عبر منصة "إكس": "اطلاق نار كثيف على المتظاهرين الذين تمكنوا من دخول ساحة العروض بخور مكسر بعدن رافعين صور المختطف علي عشال، وكذا آخرين، وإعلام الجنوب".
وأضاف أن هناك أنباء عن إصابة مواطنين، معبرا عن إدانة الحراك الثوري بقوة إطلاق النار على
المتظاهرين السلميين، ويحمل السلطات كامل المسؤولية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد عدن احتجاجات للمطالبة بالكشف عن مصير "عشال"، وهو ضابط بالجيش اليمني، فقد سبق أن شهدت المدينة الساحلية احتجاجات مماثلة وسط حالة قمع من قوات الانتقالي المدعومة إماراتيا، منتصف تموز/ يوليو الماضي.