نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية
تقريرا، تحدثت فيه عن عملية تبادل الأسرى بواسطة المخابرات التركية، التي وصفتها أنقرة بـ"التاريخية".
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا انتصارٌ دبلوماسي واضح للرئيس أردوغان. وبعد أيام وأسابيع من المفاوضات المكثفة التي أجريت في سرية تامة، هبطت سبع طائرات يوم الخميس في أنقرة، كان على متنها في المجمل 26 راكبًا كانوا حتى الآن أسرى ومطلوبين من قبل روسيا أو الغرب. هبطت الطائرات تباعًا على مدرج مطار العاصمة التركية، قبل أن يتم إرسال عشرة منهم إلى روسيا، بينما توجه ثلاثة عشر إلى ألمانيا، وثلاثة آخرون إلى الولايات المتحدة.
تم تنسيق العملية، التي وصفتها السلطات التركية بـ"التاريخية"، من قبل المخابرات التركية. وحسب إعلان رسمي من الرئاسة التركية: "لقد نفذت المخابرات التركية في أنقرة أكبر عملية تبادل أسرى في الآونة الأخيرة، شملت تبادل 26 شخصًا من سجون سبع دول مختلفة (الولايات المتحدة، ألمانيا، بولندا، سلوفينيا، النرويج، روسيا، وبيلاروسيا)".
ذكرت الصحيفة أن المفاوضات جرت في تموز/ يوليو الماضي، وشاركت فيها مختلف الأطراف المعنية، وتمت على الأراضي التركية، حيث لعبت المخابرات التركية "دورًا رئيسيًا في الحوار بين مختلف الدول"، وذلك وفقًا لنص البيان. وقد تضمن هذا التبادل الاستثنائي للأسرى عمليات لوجستية محكمة: فور نزولهم من الطائرة، تم نقل السجناء المحررين إلى أماكن آمنة لإجراء فحص طبي، واستكمال بعض الإجراءات البسيطة، قبل أن يستقلوا طائرات أخرى للرحيل إلى وجهاتهم النهائية، وذلك حسب ما ورد في البيان.
الدولة الوحيدة في الناتو التي تتحدث مع كلا المعسكرين
ليست هذه هي المرة الأولى التي تبرز فيها أنقرة دورها كوسيط. منذ بداية الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، سهّلت
تركيا عدة مرات تبادلات أسرى مشابهة بين البلدين. وباعتبارها الدولة الوحيدة في الناتو التي تحافظ على علاقات مع كلا الطرفين في الصراع، كانت تركيا في قلب المفاوضات في تموز/ يوليو 2022 لـ"اتفاق الحبوب الأوكرانية"، وهو اتفاق انسحبت منه موسكو لاحقًا. هذا الإحباط من هذا الخروج جعل السلطات التركية تترقب فرصة جديدة لإعادة تموضعها على الساحة الدولية، والحفاظ على موقعها الإستراتيجي.
نقلت الصحيفة عن مسؤول تركي: "لا يحتاج الأمر إلى قول إن هذه العملية تشكل عملية تواصلية رائعة". وقال فخر الدين ألتون، مدير الاتصالات في الرئاسة التركية، إنه "في سياق التوترات العالمية المتزايدة، تواصل تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، لعب دور رئيسي في تعزيز السلام والاستقرار الدوليين".
وتسعى الصحافة المؤيدة للحكومة إلى الاستفادة من ردود الفعل الغربية؛ تتحدث عن اتصال جو بايدن بنظيره التركي، وشكره الحار على جهوده لضمان حسن سير تبادل الأسرى، وكذلك تصف "الارتياح" و"العاطفة" التي عبر عنها المستشار الألماني أولاف شولتس.
حجب إنستغرام
أشارت الصحيفة إلى أن الناشطين الديمقراطيين الأتراك لا يزالون في حالة من الحذر؛ يقولون إنه من المؤسف أن السياسة المسماة "التوازن" على الساحة العالمية ربما تحجب مشكلات البلاد الداخلية، لا سيما الأزمة الاقتصادية، وتآكل حرية التعبير، على غرار حجب موقع إنستغرام يوم الجمعة.
وبينما يرى البعض في ذلك رد فعل حكوميا على تصفية المنصة الاجتماعية لرسائل التعزية بوفاة رئيس الوزراء
الفلسطيني المنتخب، إسماعيل هنية، الذي استشهد في طهران في 30 تموز/ يوليو، يتحدث البعض الآخر عن رغبة في معاقبة "الإهانات ضد أتاتورك"، مؤسس تركيا الحديثة، و"سلسلة من الجرائم" من "الألعاب إلى المخدرات"، في حين يخشى المتشككون تعزيز الرقابة المتعمد.