أعلن قائد
الجيش في
بنغلادش وقر الزمان، الاثنين، أنه سيتم تشكيل حكومة انتقالية في البلاد، عقب مغادرة رئيسة الوزراء الشيخة
حسينة واجد مقر إقامتها الرسمي.
وأفادت تقارير في الإعلام الهندي بأن رئيسة وزراء بنغلاديش هبطت في الهند على متن مروحية عسكرية مع شقيقتها الشيخة ريحانة، فيما أعلنت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي حالة "التأهب القصوى" على حدود بنغلادش.
وقال الجنرال البنغالي وقر الزمان، في مؤتمر صحفي بعد إعلانه عن تشكيل حكومة انتقالية في البلاد، إنه "إذا انتهت الاحتجاجات وأعمال العنف، فلن تكون هناك حاجة لإجراءات الطوارئ". وتعهد في كلمته بإجراء تحقيق في مقتل متظاهرين في أعمال العنف في البلاد.
وأضاف: "بعد عقد اجتماع مثمر مع جميع الأحزاب السياسية، قررنا تشكيل حكومة انتقالية". وأردف: "سنلتقي الآن مع رئيس بنغلادش محمد شهاب الدين لحل الأزمة".
ولكن من هو الجنرال وقر الزمان، الرجل الذي سيحل محل الشيخة حسينة كرئيسة جديدة للدولة في بنغلاديش؟
قريب حسينة
ولد وقر الزمان في العاصمة دكا عام 1966، وهو متزوج من ساراناز كماليكا زمان، ابنة الجنرال محمد مصطفى الرحمن، الذي كان قائد الجيش من عام 1997 إلى عام 2000 ٬ والذي يعد عم للشيخة حسينة٬ وشقيق والدها مجيب الرحمن مؤسس بنغلادش وأول رئيس لها.
يحمل زمان درجة الماجستير في الدراسات الدفاعية من جامعة بنغلادش الوطنية٬ وماجستير الآداب في دراسات الدفاع من كلية الملك، لندن، كما درس في كلية القيادة والأركان للخدمات المشتركة في المملكة المتحدة. وفقا لموقع الجيش البنغالي.
وفي 29 كانون الثاني/ديسمبر الماضي٬ تم تعيينه رئيسًا للأركان العامة للجيش البنغالي كما عمل الجنرال رئيسًا بالإنابة للجنة التنسيق المركزية للمدارس والكليات العامة في المعسكرات. في 11 حزيران/يونيو الماضي، عينته حكومة بنغلادش رئيسًا للأركان القادمة للجيش.
وقبل أن يصبح قائد الجيش، شغل منصب رئيس الأركان العامة لمدة تزيد قليلا عن ستة أشهر - وهو دور أشرف فيه، من بين أمور أخرى، على العمليات العسكرية والاستخبارات، ودور بنغلادش في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، والميزانية.
في مهنة امتدت ثلاثة عقود ونصف، عمل أيضا عن كثب مع حسينة، كضابط أركان رئيسي في شعبة القوات المسلحة التابعة لمكتب رئيس الوزراء.
مظاهرات تجاوزت "المحاصصة"
ومع استمرار الاحتجاجات في العاصمة، شوهد متظاهرون اقتحموا المقر الرسمي لرئيسة الوزراء الشيخة حسينة، وهم يُخرِجون أغراضا من المقر.
وكان من اللافت في مقاطع الفيديو المتداولة إخراج المتظاهرين كرسي رئيسة الوزراء. كما أضرم متظاهرون مناهضون للحكومة النار في مبنى حزب "رابطة عوامي" الحاكم في العاصمة دكا.
وفي أمس الأحد، تجددت الاحتجاجات المطالبة باستقالة حكومة حسينة، بعد حظر الحكومة حزب الجماعة الإسلامية المعارض وجناحها الطلابي، وارتفعت حصيلة ضحايا الاحتجاجات المتجددة في أنحاء بنغلادش إلى أكثر من 100 قتيل، فيما أصيب مئات آخرون بالرصاص.
وألقت حسينة وشركاؤها السياسيون باللوم على الجماعة الإسلامية والجناح الطلابي والهيئات المرتبطة الأخرى بالتحريض على العنف خلال الاحتجاجات الطلابية ضد نظام حصص الوظائف الحكومية.
وقرر 14 حزبًا بقيادة "رابطة عوامي" حظر حزب الجماعة الإسلامية وجناحه الطلابي، واتهموه بـ "زعزعة استقرار البلاد بالتخريب والفوضى" خلال الاحتجاجات.
واندلعت الاحتجاجات السابقة في بنغلادش على خلفية إعادة المحكمة العليا في حزيران/ يونيو الماضي العمل بنظام المحاصصة الذي يخصص 56 بالمئة من الوظائف الحكومية لفئات ديموغرافية معينة بينها عائلات المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب الاستقلال عام 1971 التي انفصلت بموجبها البلاد عن باكستان، وتصل حصة هذه الفئة من الوظائف الحكومية إلى 30 بالمئة.
وفي 21 تموز/ يوليو الماضي أصدرت المحكمة العليا أمرا إلى الحكومة بتخفيض حصة وظائف الحكومة والمخصصة لفئات ديموغرافية معينة بينها عائلات المحاربين القدامى إلى 7 بالمئة.
وخفضت المحكمة العليا حصة المحاربين القدامى إلى 5 بالمئة، مع تخصيص 93 بالمئة من الوظائف على أساس الكفاءة، فيما سيتم تخصيص نسبة 2 بالمئة المتبقية لأفراد الأقليات العرقية والنساء والمعاقين، وفق وكالة "أسوشيتد برس".