شدد الخبير العسكري البريطاني مايكل كلارك، على أن إقدام دولة
الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي، من شأنه أن "يبدأ دوامة جديدة على الطريق إلى حرب شاملة بين إسرائيل وإيران".
ولفت الخبير البريطاني في مقال نشره في صحيفة "
صنداي تايمز" تحت عنوان "كيف يمكن أن تبدو الحرب بين إسرائيل وإيران؟"، إلى أن "الإسرائيليين يتحدون
الإيرانيين لبدء حرب بسبب هنية عندما ترد طهران -وهو ما ستفعله بالتأكيد- في غضون الأيام القليلة المقبلة".
وذكر أن "العواصم الغربية تردد أنه لا إسرائيل ولا إيران تريدان حربا شاملة"، مشيرا إلى إمكانية أن تقوم طهران بتحفيز عملائها الآخرين، للقتال دعما لحزب الله، لكنها في نهاية المطاف ستضحي بأي منهم لتجنب الوقوع في الجانب الخطأ من حرب مباشرة مع إسرائيل"، حسب تعبيره.
كما أشار الخبير البريطاني إلى أن "هناك قلقا متزايدا، خاصة في واشنطن، من أن غرائز البقاء السياسي لدى (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو والصهاينة المتطرفين الداعمين لحكومته، تجعلهم يستعدون لمواجهة حزب الله في
لبنان عاجلا وليس آجلا".
وتابع بأنه "في حال كانت الحكومة الإسرائيلية مستعدة لفتح جبهة قتالية جديدة في لبنان، فما الذي قد تنطوي عليه هذه الحرب؟ من المؤكد أنها لن تكون مثل الحروب السابقة في عام 1978 أو 1982 أو 2006، التي منحت الجيش الإسرائيلي انتصارات باهظة الثمن لم تحل سوى القليل من المشاكل الأمنية في البلاد".
"فبالرغم من قلة شعبية حزب الله بين اللبنانيين فإن الحزب أقوى بكثير مما كان عليه قبل عشرين عاما، إضافة إلى امتلاكه الآلاف من الصواريخ، وبما في ذلك الطائرات دون طيار وقذائف الهاون والمدفعية الصاروخية، التي تمكنه من مهاجمة إسرائيل"، حسب ما أورده الكاتب في المقال.
أشار كلارك إلى أن "الحروب الإسرائيلية السابقة في لبنان ركزت بشكل عام على تطهير الأراضي اللبنانية من أعدائها، وخلق منطقة عازلة، لكن هذه المهمة ستكون أكثر صعوبة هذه المرة، فإذا أطلق الحزب صواريخه كلها في بضع دفعات ضخمة، فإنها سوف تطغى فورا على الدفاعات الجوية الإسرائيلية".
وبحسب الخبير البريطاني، فإنه "في حال لم يكن بوسع الإسرائيليين العيش مع هذا الخطر، فسوف يضطرون إلى تنفيذ سلسلة من الهجمات السريعة في عمق لبنان للسيطرة على مواقع إطلاق الصواريخ. وإذا لم يتمكنوا من تحقيق ذلك، فقد يحاولون شن حملة جوية شرسة لتحييد التهديد الصاروخي، الأمر الذي سيدفع حزب الله لإطلاق النصف الآخر من ترسانته "النووية".
واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه "في حال تعثرت إسرائيل في الأراضي الجبلية في لبنان، أو وجدت نفسها تقصف أهدافا أبعد إلى الشمال مع تأثير استراتيجي ضئيل، فإن هذه العملية ستكون مرهقة، وتهدد باستمرار الهجمات المتجددة من حماس في غزة وعلى الضفة الغربية، ومن الحوثيين في اليمن ستكون شبه مؤكدة".