كشف المعتقل
الفلسطيني المحرر محمد عبد الفتاح سعد، عن استخدام جيش
الاحتلال الإسرائيلي له
ولعدد آخر من المعتقلين كدروع بشرية خلال عمليات عسكرية في المناطق التي يتوغل بها
بريا.
وقال سعد (20
عاما)، وهو من سكان بلدة جباليا شمالي القطاع، إن جنود الاحتلال كانوا يثبتون
كاميرات للمراقبة على أجسادهم، ويجبرونهم على اقتحام منازل وآليات عسكرية مُدمرة
تتبع لهم.
وأضاف:
"استخدمونا كدرع بشري لهم، وألبسونا كاميرات لتصوير منازل وآليات مقصوفة،
وغيرها من الأوامر".
وبحسب شهادات
معتقلين سابقين، فإن جيش الاحتلال كان يطلب منهم تصوير مواقع خطيرة قد تتعرض
لاستهداف من المقاومة الفلسطينية، لإجراء عمليات استكشاف ومسح معلوماتي للمكان.
وأشار سعد، إلى أن
جيش الاحتلال كان يكرر هذا السلوك بحقه وحق عدد من المعتقلين الفلسطينيين، الذي تتخلله طلبات كثيرة خلال عملية المسح.
ولفت إلى أنه
خرج في يوم من الأيام لتصوير آلية عسكرية إسرائيلية مقصوفة، لكنه أصيب آنذاك وفقد
وعيه، متابعا: "ثاني يوم من هذا العمل، وجدت نفسي مصابا داخل مستشفى".
وعن أساليب
التعذيب داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، قال سعد، إنهم تعرضوا للضرب المبرح، وفي يوم
طلب منهم إطلاق سراحه، تم ضربه بعقب البندقية بقوة شديدة.
وبيّن أن الجيش
كان يتعمد "ضرب المعتقلين الفلسطينيين وتعذيبهم وتجويعهم وتعطيشهم، ومنعهم من
استخدام دورات المياه إلا لمرة واحدة يوميا".
ووصل سعد، صباح
الجمعة، إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، بعد أن أمضى 45 يوما داخل سجون
الاحتلال، حيث اعتقل جيش الاحتلال منذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في
الطواقم الصحية والدفاع المدني.
وخلال الأشهر
الماضية، أطلق جيش الاحتلال سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات
متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية، وحملت أجسادهم آثار تعذيب
وإهمال طبي.
وبدعم أمريكي، يشن
الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة
خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10
آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.