نشرت صحيفة
"
وول ستريت جورنال" تقريرا أعده مايكل فيليبس من مقر قاعدة للقوات
الأمريكية الخاصة في شمال شرق
سوريا، جاء فيه أن القادة العسكريين الأمريكيين يبحثون
عن طرق لاحتواء الصحوة في نشاطات تنظيم الدولة هناك.
وبحسب ضباط أمريكيين
ومن قوات سوريا الديمقراطية التي يتحكم بها الأكراد، فإن تنظيم الدولة يحشد قواته في
بادية الشام، ويعد جيلا شابا من تنظيم الدولة للقيام بعمليات انتحارية وتوجيه الهجمات
ضد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ومحاولة إحياء حلمه بالخلافة من جديد.
وتشير الصحيفة
إلى أن المقاتلين زادوا هذا العام من وتيرة الهجمات في كل من العراق وسوريا وحاولوا
تحرير الآلاف من زملائهم المعتقلين في السجون ومنذ سيطرة التحالف الأمريكي-الغربي على
المدن التي كانت واقعة تحت سيطرة التنظيم.
وتضيف الصحيفة،
أن القوات الأمريكية تدير حملة لم تثر اهتماما إعلاميا حيث قام الطيران الأمريكي بشن
غارات وقام بعمليات رقابة لقوات سوريا الديمقراطية التي شنت مداهمات على خلايا يشتبه
بعلاقتها بتنظيم الدولة. ورغم أن القوات الأمريكية تقف بعيدة عن القتال إلا أنها تقوم
بغارات بنفسها لقتل أو اعتقال قادة تنظيم الدولة.
وتقول الجنرال
روحيلت عارفين، القائدة المشاركة لقوات سوريا الديمقراطية: "كان هذا العام الأسوأ
منذ هزيمة تنظيم الدولة" و"مهما ضربتهم فإنهم يحاولون الوقوف من جديد"،
حيث تحدثت في قاعدة قيادة أمريكية بشمال شرق سوريا. واستمر التنظيم في أماكن أخرى
من العالم، بشن هجماته التي خلفت ضحايا كثرا، من كرمان في إيران إلى مذبحة الحفلة
الموسيقية في موسكو، إلا أن الجماعة تفضل العمل والقتال في المنطقة التي تعرفها.
وتعلق الصحيفة بأن عودة تنظيم الدولة يمثل تحد مختلف عما كان في ذروة قوته، وعندما كان مئات المقاتلين
يهاجمون القرى المعزولة والمدن المزدحمة بالدبابات والشاحنات الصغيرة التي ركبت عليها
الرشاشات. واليوم يعمل التنظيم من خلال خلايا صغيرة مسلحة بالبنادق والمفخخات.
كما أن رد الولايات
المتحدة وفرنسا والدول الغربية المتحالفة معهما معقد بسبب الغموض الناجم عن المفاوضات
الدبلوماسية والانتخابات الأمريكية المقبلة، وما هو الدور الذي يجب أن يلعبه التحالف
بالمنطقة في الأشهر والسنوات المقبلة.
وأعلن تنظيم الدولة،
في النصف الأول من العام الحالي، المسؤولية عن 153 هجوما في كل من العراق وسوريا.
ويقوم ببناء صفوفه سرا من خلال غسل أدمغة الشباب في المعتقلات التي تحتجز فيها زوجات
مقاتلي تنظيم الدولة وأطفالهن.
وقال ضابط في القوات
الأمريكية الخاصة المتمركزة في سوريا: " ما نراه هي حركة للرجال ونقلا للسلاح
والمعدات".
وتقول قوات سوريا
الديمقراطية المتحالفة مع الأمريكيين إنها اعتقلت 233 شخصا يشتبه بعلاقتهم بتنظيم الدولة
في 28 عملية قامت بها خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام. وحتى الآن شن الطيران
الأمريكي، هذا العام، ثلاث غارات ضد تنظيم الدولة في سوريا وواحدة في العراق.
وتحتفظ الولايات
المتحدة بـ 900 جندي وفرد مدنيين في سوريا و 2,500 عنصر في العراق. وبحسب بيانات
البنتاغون، فقد ساعد الطيران الأمريكي في 50 غارة أخرى شنها الطيران العراقي منذ بداية
العام الماضي.
وتقوم قوات سوريا
الديمقراطية بعمليات في القرى والمدن بشمال شرق سوريا، وفي واحدة من الغارات
في تموز/ يوليو قامت وحدات الكوماندوز في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من القوات
الأمريكية الخاصة بضرب 8 مجمعات يقيم فيها أشخاص يشتبه بعلاقتهم مع تنظيم الدولة. واستغرق
التخطيط للعملية 7 أسابيع واستخدمت المسيرات والآباتشي في عمليات المراقبة وجمع أكبر
قدر من المعلومات حول حركة المقيمين في البنايات، من ناحية الدخول والخروج.
ولغرض التخطيط
للهجوم فقد بنت القوات الأمريكية، نماذج عن المجمعات المشتبه بها. وتوزع أكثر من 100 مقاتل
من قوات سوريا الديمقراطية على مسافة 10 أميال خارج القرى لمنع مقاتلي تنظيم الدولة
تحذير المقيمين في المجمع أن الحلقة تضيق عليهم. وتم اعتقال عدد من الموجودين في البنايات
بدون إطلاق ولو رصاصة، على حد قول ضابط في القوات الأمريكية الخاصة. وعندما أمنت قوات
سوريا الديمقراطية المكان دخلته القوات الأمريكية وصادرت أجهزة الهاتف وعلى أمل متابعة
تاريخ الاتصالات فيها وتحديد مكان عناصر التنظيم الآخرين.
وفي العراق، يطالب
القادة الشيعة المرتبطين بإيران الولايات المتحدة بمغادرة البلاد، والتي تستخدم كقاعدة
لوجيستية لعمليات البنتاغون في سوريا. وانتهت المحادثات الأمريكية – العراقية في واشنطن
الشهر الماضي بدون قرار الانسحاب، إلا أن حلفاء أمريكا الأكراد في سوريا يشعرون بالقلق.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال علي الحسن، المتحدث باسم قوات الأمن الداخلي في شمال شرق
سوريا: "سنرى فوضى لم نرها من قبل" و"أي انسحاب سيتسبب في إعادة تفعيل
مباشر لخلايا تنظيم الدولة".
ويتذكر قادة قوات
سوريا الديمقراطية عندما أمر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب في عام 2018 بسحب
2,000 جندي أمريكي في سوريا، إلا أن قادة الدفاع الأمريكيين أقنعوه بالحفاظ على نصف
الجنود. وتظل الصراعات المجنونة في سوريا عقبة أمام اتخاذ القرارات المتعلقة
بالحفاظ على القوات الأمريكية أو سحبها من هناك. وتشير الصحيفة للموقف التركي من الكيان
الكردي في شمال شرق سوريا والغارات التي تشنها على الجماعات الكردية فيه نظرا لكونها
إرهابية. وتساعد روسيا الرئيس السوري بشار الأسد على مواجهة كل من تنظيم الدولة وقوات
سوريا الديمقراطية.
وفي الوقت نفسه
تشن الجماعات الموالية لإيران في العراق وسوريا هجمات ضد القوات الأمريكية بالمنطقة،
ففي كانون الثاني/ يناير قتلت مسيرة ثلاثة جنود أمريكيين بقاعدة عسكرية أمريكية في الأردن.
وأطلقت جماعة شيعية بداية الشهر صواريخ ضد قاعدة عين الأسد في العراق أصابت خمسة جنود
أمريكيين ومتعهدين أمنيين.
وأجبرت الجماعات
الشيعية الموالية لإيران القوات الأمريكية وعلى مدى الأشهر الماضية تعزيز دفاعاتها
وحرفت انتباهها عن ملاحقة تنظيم الدولة.
ورغم هزيمة تنظيم
الدولة في معركة باغوز عام 2019، إلا أن هناك عشرات الآلاف من عائلات المقاتلين وأطفالهم
لا يزالون في المعتقلات. ففي ذروة تأثيره سك التنظيم العملة وفرض الضرائب على سكان
المناطق الذين خضعوا له في العراق وسوريا حيث تجاوز عددهم عن 12 مليون نسمة.
وجذبت أيديولوجيته
حوالي 30,000 مقاتل أجنبي وعائلاتهم من بلدان مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة
وروسيا ودول عربية وإسلامية أخرى. وهناك حوالي 9,000 مقاتل لا يزالون في معتقلات خاضعة
لقوات سوريا الديمقراطية، ولم يخف التنظيم نيته تحرير المقاتلين كي يعودوا إلى ساحة
المعركة.
وحاول المعتقلون
هذا العام الهروب مرتين من السجون. وفي مرة حاول انتحاري اختراق بوابة سجن الرقة، عندما
ساق مركبة صغيرة محملة بالمتفجرات. وهناك حوالي 43,000 من العراقيين والسوريين
والنازحين الذين يعيشون في مخيمات بشمال شرق سوريا، بمن فيهم أطفال مقاتلي تنظيم الدولة
المعتقلين.