حذر ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الولايات المتحدة من أن اتفاق تطبيع العلاقات مع الاحتلال
الإسرائيلي قد يكلفه عملية
اغتياله وفقدانه حياته.
وقالت صحيفة "
نيزافيسيمايا" الروسية في تقرير ترجمته "عربي21"، إن وريث العرش السعودي أشار إلى إمكانية اغتياله في حال إبرام "اتفاقيات أبراهام"- معاهدة
التطبيع العربي اليهودي - دون اتخاذ قرار واضح بشأن إنشاء دولة فلسطينية.
ووصفت المنشورات الغربية مثل هذه التصريحات بمحاولة الضغط الأخلاقي على البيت الأبيض، مع ذلك أقضت الحرب في غزة مضجع الحكومات العربية.
حسبما ذكرته تقارير إعلامية، نقلا عن المشاركين في المحادثة، أعرب ابن سلمان عن مخاوفه لأعضاء الكونغرس الأمريكي، ونقل أحد المشاركين ما قاله وريث العرش: "السعوديون قلقون للغاية بشأن مصير فلسطين، والشارع الشرق أوسطي بأكمله يشعر بقلق عميق. إن فترة ولايتي كخادم الحرمين الشريفين ستكون موضع نقد في حال لم أتناول مسألة العدالة الأكثر إلحاحًا في منطقتنا".
واعترف ولي العهد بأنه ربما ينتظره مصير أنور السادات، الزعيم المصري الذي قُتل سنة 1981 بعد إبرام معاهدة السلام مع "إسرائيل".
وذكرت الصحيفة أنه منذ سنة 2017، تنتشر شائعات مفادها أن ولي العهد السعودي كان معرضًا لخطر انقلاب في القصر، بعد تدخله بالقوة في خلافة العرش، ما أجبر محمد بن نايف على التنازل عن مطالبته بالعرش.
في الوقت نفسه، أطلق ولي العهد حملة قمعية قوية ضد النخبة
السعودية، واتهم رجال الأعمال والمسؤولين وأفراد العائلة المالكة المؤثرين بالفساد. ومع أن إصلاحاته الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك الحد من التمييز بين الجنسين والتنويع الاقتصادي، كانت موضع ترحيب في الولايات المتحدة، إلا أن سياسته القمعية شوّهت صورته، وبلغت أزمة السمعة ذروتها بمقتل منتقد النظام جمال خاشقجي سنة 2018.
في ذلك الوقت، ادعى المطلعون على بواطن الأمور أن حياة ابن سلمان كانت تحت الخطر في أثناء قضاء الليل على متن يخت شخصي يرسو في العاصمة الاقتصادية للبلاد، مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر. وقد ظهرت آخر الشائعات حول محاولة اغتيال محتملة لوريث العرش على شبكات التواصل الاجتماعي في أيار/ مايو من هذه السنة.
عمومًا، بدت الشائعات كأنها عنصر من عناصر حرب التضليل، لا سيما أن الدول العربية المتنافسة عادة ما تشن مثل هذه الحملات ضد بعضها البعض من أجل زيادة التوتر في المجتمع.
وأشارت الصحيفة إلى أن المنشورات الغربيّة تصف محاولة ولي العهد التلاعب بمصير السادات بأنها وسيلة ابتزاز. وتسعى العائلة الحاكمة إلى دفع إدارة بايدن إلى زيادة الضغط الدبلوماسي على الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، وإجبار حليفها في الشرق الأوسط على تقديم تنازلات للفلسطينيين. لكن المشاركين في المحادثة مع الأمير يزعمون أنه عازم على إبرام صفقة تطبيع مع إسرائيل - حتى على الرغم من المخاطر المرتبطة بها، لأن العائلة الحاكمة تعتبر اتفاقيات إبراهيم حاسمة بالنسبة لمستقبل المملكة. ووفقًا لبعض التقارير، أعربت المملكة العربية السعودية عن استعدادها للحد من العلاقات مع الصين كتنازل للولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، شدد المجتمع السعودي، حتى خلال الأشهر الأولى من الحرب في قطاع غزة، موقفه تجاه إسرائيل. وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أن 96 بالمئة من سكان المملكة يريدون من العالم العربي قطع جميع الاتصالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وجميع الاتصالات الأخرى مع إسرائيل؛ احتجاجًا على هجومها ضد حماس، وهو ما يفرض على البيت الحاكم السعودي، على الرغم من جمود السياسة الداخلية، الأخذ بعين الاعتبار مشاعر الرأي العام.
وأوردت الصحيفة أن المجتمع الإسرائيلي ليس أقل راديكالية بشأن الوضع الحالي. فوفقا لاستطلاع للرأي أجراه مركز القدس للشؤون العامة في حزيران/ يونيو، يعارض 64 بالمئة من سكان البلاد قرار إنشاء دولة فلسطينية كجزء من صفقة مع المملكة العربية السعودية. كما أن 74 بالمئة من المستطلعين من أصل يهودي يعارضون هذا السيناريو.
وحتى لو استخدم ولي العهد السعودي موضوع محاولة الاغتيال لأغراض تلاعبية، فلا يسع دول الخليج إلا زيادة يقظتها على خلفية الحرب في غزة. وفي أوائل آب/ أغسطس، أعلن مكتب المدعي العام في الإمارات العربية المتحدة الكشف عن منظمة سرية تعمل خارج البلاد، تحاول تقويض استقرار الدولة. وأشارت السلطات في بيانها إلى أن المنظمة انخرطت في شن حملات تضليل تهدف إلى المساس بسمعة السلطات الحالية، والعمل على استقطاب المجتمع الإماراتي، فضلا عن التعاون مع أجهزة مخابرات أجنبية لتقويض أمن الدولة.
وفي ختام التقرير، نوهت الصحيفة بأن قيادة الإمارات ربطت علانية خلية المعارضة هذه بحركة الإخوان المسلمين. وقد ادعى المدعي العام أن المنظمات مرتبطة بشكل وثيق بتركيا وقطر باعتبارها النواة المالية للهيكل السري.