دعا زعيم حزب "الرفاه من جديد" التركي فاتح أربكان إلى إعادة اللاجئين السوريين في
تركيا إلى بلادهم، معتبرا أن بشار
الأسد "انتصر في الحرب والانتخابات وأسس حكومته من جديد"، وذلك في ظل تواصل مسار التقارب بين أنقرة والنظام السوري لتطبيع العلاقات.
وقال أربكان، وهو سياسي تركي معارض ونجل رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان، إن "تركيا حكومة وشعبا قامت بما يقع على عاتقها وزيادة" في ما يتعلق بملف اللاجئين السوريين في بلاده.
وأضاف خلال لقاء مع قناة "إيكول تي في" التركية، مساء الأحد، "أنفقنا عشرات مليارات الدولارات طيلة 10 أعوام لاستضافتهم في ذروة الحرب وتوفير الحماية لهم (اللاجئون السوريون)، معتبرا أن "من الأفضل بالنسبة لهم ولنا العودة بشكل منتظم" إلى
سوريا.
وشدد على أنه من أجل فعل ذلك "يجب اللقاء مع الأسد من أجل تأمين حياتهم بعدما انتهت الحرب"، مشيرا إلى أن الأسد "انتصر في الحرب واستعاد 85 بالمئة من الأراضي، وأجرى انتخابات وفاز بها بغض النظر عن نزاهة هذه الانتخابات، وشكل حكومة جديدة وخرج في زيارات خارجية".
واعتبر السياسي التركي أنه في ظل الظروف الاقتصادية في تركيا، فإنه "من الصعب تحمل استضافة السوريين لعشر سنوات إضافية"، حسب تعبيره.
وتعاني سوريا من صراع داخلي منذ انطلاق الثورة السورية في 15 آذار/ مارس 2011، التي تحولت بفعل العنف والقمع الوحشي الذي قوبلت به من قبل النظام السوري إلى حرب دموية، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف ودمار هائل في المباني والبنى التحتية، بالإضافة إلى كارثة إنسانية عميقة لا تزال البلاد ترزح تحت وطأتها، وسط تقارير حقوقية حول عدم وجود مكان آمن لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وتأتي تصريحات أربكان، بالتزامن مع تواصل مساعي أنقرة الرامية إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري بعد أكثر من 12 عاما من القطيعة.
وتعد مسألة انسحاب القوات التركية من شمال سوريا إحدى أبرز العقبات أمام مسار التقارب، حيث يتشبث الأسد لفترة بضرورة سحب أنقرة لقواتها من الأراضي السورية للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
في المقابل، تطالب أنقرة من أجل سحب قواتها من الأراضي السورية باعتماد دستور جديد في سوريا، وإجراء انتخابات حرة، وتأمين الحدود.
يشار إلى أن دمشق كانت تعد حليفا اقتصاديا وسياسيا مهما لأنقرة قبل انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث شهدت العلاقات بين البلدين مرحلة مزدهرة، تكللت بلقاءات عائلية بين الأسد وأردوغان، إلا أن العلاقات تدهورت بشكل غير مسبوق في تاريخ البلدين؛ على خلفية رفض أنقرة عنف النظام ضد الاحتجاجات الشعبية، ثم اتجاهها إلى دعم المعارضة السورية.