ترقد الطفلة عائشة محمد على سرير صغير بمستشفى في ولاية
كسلا في شرق
السودان.وتتلقى المحاليل الطبية اللازمة بسبب إصابتها بأعراض مرض
الكوليرا الذي أُعلن تفشيه في البلاد في الفترة الأخيرة.
وتقول عائشة التي تتلقى الرعاية الطبية في ود الحليو في ولاية كسلا، "جئت الى هنا بالأمس أعاني من إسهال حاد".
والسبت الماضي أعلن وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم تفشي وباء الكوليرا فيما تهطل منذ أسابيع أمطار غزيرة على السودان أدت إلى نزوح آلاف الأشخاص وظهور عدد من الأمراض مع زيادة حالات الإسهال خصوصا بين الأطفال.
شرق السودان منطقة وباء
وأشار إبراهيم إلى أن ولايتي كسلا والقضارف في شرق السودان هما الأكثر تضررا من الوباء.
وأفادت الوزارة في وقت لاحق بتسجيل 556 إصابة أدت إلى 27 حالة وفاة خصوصا في كسلا. وأرجع إبراهيم تفشي الكوليرا في البلاد إلى "تردي البيئة وتلوث مياه الشرب".
وتقع ود الحليو بين ولايتي كسلا والقضارف عند الحدود مع إريتريا وإثيوبيا ويقدر عدد سكانها بنحو 350 ألف نسمة ويعمل معظمهم في الزراعة.
ويؤكد مسؤول الصحة فيها آدم علي أن حالات الإصابة بالكوليرا بدأت تصل إلى المستشفى منذ الرابع والعشرين من تموز/يوليو الماضي، "وقد وصل عددها حتى الآن إلى 150 حالة".
وأوضح على أن "69 بالمئة من سكان المحلية يشربون مباشرة من النهر وهي مياه ملوثة"، في إشارة إلى نهر ستيت الذي يمر بود الحليو وينبع من إثيوبيا.
الأمم المتحدة تحذر
وفي الجمعة الماضية قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغاريت هاريس في تصريحات للصحفيين٬ إنه تم الابلاغ عن 11327 حالة اصابة بالكوليرا في السودان من بينها 316 حالة وفاة.
وهذه هي الحالات التي سجلتها وزارة الصحة السودانية على مدى عام تقريبا منذ بدء الحرب في ابريل/ نيسان 2023
وكان تسجل إصابات الكوليرا ناجم عن تلوث المياه أو الطعام، خصوصا خلال فترة الأمطار الموسمية.
والكوليرا هي عدوى إسهالية حادة تنتج من تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا. ويتسبب المرض بالإسهال والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات في حال عدم تلقي العلاج.
وساهم استمرار الحرب منذ أكثر من 16 شهرا إلى تدمر البنى التحتية والمرافق الطبية وإلى نقص المياه النظيفة، معرضا حياة السودانيين البالغ عددهم 48 مليونا لاحتمال الإصابة بهذا المرض الذي قد يؤدي إلى الوفاة في حال عدم تلقي العلاج المناسب.
وتدور في السودان حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح
البرهان، وقوات
الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
وقد توقفت الغالبية العظمى من العمليات الإنسانية في حين تغرق البلاد في "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة"، وفقا للأمم المتحدة.