كفن تورينو
كفن تورينو عبارة عن قطعة من نسيج الكتان، يبلغ طولها 4.42 مترا وعرضها 1.21 مترا.
ويحمل الكفن آثارا تدل على تلطخ صاحبه بالدماء، كما يحمل صورة باهتة لجثة رجل ملتح عيونه غائرة، ويعتقد كثيرون أن هذا هو جسد المسيح، طُبعت آثاره بأعجوبة على النسيج، بحسب تقرير الشبكة البريطانية.
كما يحوي الكفن علامات يقول بعض رجال الدين؛ إنها تتفق مع الجروح التي أصيب بها المسيح عند صلبه، فعلى سبيل المثال، توجد جروح في الظهر نتيجة للجلد على يد الجنود الرومان، فضلا عن كدمات بالكتفين نتيجة حمله الصليب، وجروح أخرى في الرأس نتيجة ارتداء إكليل الشوك، بحسب المعتقد المسيحي.
وظهرت القطعة الأثرية أول مرة في خمسينيات القرن الرابع عشر، عندما قدمها فارس يدعى، جوفروي دي شارني، إلى كاهن كنيسة في مدينة ليري، في شرقي فرنسا، وأعلن الكاهن وقتها أنها كفن المسيح الذي دُفن به.
وشكك بيير داركيس، أسقف مدينة تروا الفرنسية في صحة ذلك، في عام 1389 واعتبر الكفن مزيفا.
ونُقل الكفن عام 1578 إلى الكنيسة الملكية في كاتدرائية سان جيوفاني باتيستا في مدينة تورينو الإيطالية، ولا يُعرض على الجمهور إلا في المناسبات الخاصة.
وأجرى علماء من سويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، في عام 1988، اختبارات باستخدام الكربون المشع على جزء صغير من الكفن، وخلصوا إلى أنه يعود إلى فترة ما بين عامي 1260 و1390 ميلاديا.
دراسة الإثبات
أجرى علماء بمعهد علم البلورات في إيطاليا، التابع للمجلس الوطني للبحوث، دراسة شملت ثمانية خيوط صغيرة من الكتان الذي صُنع منه كفن تورينو، وحددوا تاريخها باستخدام تقنية الأشعة السينية.
ونشرت مجلة "هريتيدج"، المعنية بالشؤون التاريخية، نتائج الدراسة في ربيع 2022، بيد أن تلك الدراسة حظيت مؤخرا بتغطية إعلامية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وإيرلندا.
واستطاع العلماء قياس مدى تحلل السليلوز في الكتان بفعل الزمن، وحولوا ذلك إلى الوقت المنقضي منذ صناعة قطعة النسيج.
كما استعان فريق العلماء بمعايير أخرى، مثل درجة الحرارة التي احتُفظ فيها بالنسيج، وافترضوا أن القطعة حُفظت في درجة حرارة تتراوح بين 20 و22.5 درجة مئوية (ورطوبة نسبية تتراوح بين 55 و75 في المئة) على مدار تاريخه.
وخلص العلماء في النهاية إلى أن الكفن صُنع قبل نحو ألفي عام، في زمن المسيح تقريبا.
ويؤكد العلماء أن الأساليب العلمية التي اتبعوها، أكثر دقة وموثوق بها مقارنة باستخدام طريقة تحديد التاريخ بالكربون المشع؛ نظرا لأن أقمشة مثل الكتان تتأثر بالتلوث، وهو ما يمكن أن يجعل استخدام الكربون المشع غير دقيق في تحديد التاريخ.
ويُقال أيضا؛ إن كفن تورينو مصنوع من نوع نسيج الكتان الذي كان يستخدم في العصور القديمة، وليس من الأنواع المستخدمة في العصور الوسطى.
لا يقترح العلماء الإيطاليون أن كفن تورينو هو في الواقع قطعة النسيج التي لُفّ بها المسيح ودفن بها، بل يقولون فقط إنها صُنعت في الفترة نفسها التي عاش فيها المسيح.