أعلنت ألمانيا، الجمعة، أنها استأنفت إعادة
لاجئين مدانين بارتكاب جرائم ممن يحملون الجنسية الأفغانية إلى بلادهم قبل أيام من
انتخابات محلية تمثل فيها مسألة الهجرة قضية جوهرية.
وأوقفت برلين
ترحيل لاجئين إلى أفغانستان
بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان بعد أن تولت حركة طالبان السلطة في 2021.
وتعرضت الحكومة الائتلافية لضغوط لاتخاذ
موقف أكثر صرامة حيال الهجرة بعد هجوم بسكين أسقط قتلى الأسبوع الماضي وأعلن تنظيم
الدولة مسؤوليته عنه، وواقعة قتل شرطي ألماني طعنا على يد أفغاني في حزيران/ يونيو.
ومن المقرر عقد انتخابات غدا الأحد في ولايتي
ساكسونيا وتورينجن بشرق البلاد. ويتصدر حزب البديل من أجل ألمانيا المنتمي إلى اليمين
المتطرف الاستطلاعات وموقفه معروف بأنه مناهض للمهاجرين.
وذكرت مجلة "شبيغل" أن رحلة متجهة
إلى كابول أقلعت من لايبزيغ في وقت مبكر من صباح الجمعة وعلى متنها 28 مدانا بعد إجراء
محادثات سرية مع قطر التي تقوم بدور الوساطة على مدى أشهر.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس في
مؤتمر صحفي، الجمعة، في ساكسونيا: "أعلنت أننا سنرحل أيضا مجرمين إلى أفغانستان.
أعددنا للأمر بعناية دون التحدث كثيرا عنه".
وقال نائب المستشار روبرت هابيك إن حق اللجوء
إلى ألمانيا لا يجب المساس به.
ووجهت الحكومة في بيان الشكر إلى
"شركاء إقليميين رئيسيين" على دعمهم، مضيفة أن المزيد من عمليات الترحيل
قيد الإعداد.
ونقلت قناة الجزيرة القطرية عن مسؤول بوزارة
الخارجية القطرية، قوله إن الدوحة توسطت في مفاوضات بين ألمانيا وحركة طالبان الأفغانية
للمساعدة في عودة الأفغان إلى بلادهم بناء على وضعهم القانوني.
وأضاف المصدر أن دور قطر جاء بناء على طلب
من ألمانيا وبعد موافقة طالبان على الطلب الألماني.
ونقلت الجزيرة عن المصدر قوله إن
"جهود الدوحة تأتي في إطار دورها في تسهيل التواصل بين الحكومة الأفغانية والمجتمع
الدولي".
والتفاوض المباشر مع حركة طالبان معقد،
إذ يخضع بعض مسؤوليها لعقوبات دولية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية،
الجمعة، إن برلين لن تتخذ خطوات نحو تطبيع علاقاتها مع حركة طالبان رغم استئناف عمليات
الترحيل تلك.
وإضافة إلى أفغانستان، تبحث برلين أيضا
ترحيل من ارتكبوا جرائم خطرة أو من تعتبرهم يشكلون تهديدا إرهابيا إلى سوريا.