طرح تعيين
إيران سفيرا جديدا لها لدى جماعة "أنصارالله" (
الحوثيين) في
اليمن، خلفا لسفيرها السابق الذي توفي عام 2021، أسئلة عدة بشأن تبعات هذه الخطوة على اتفاق استعادة العلاقات مع السعودية، الذي رعته الصين في آذار/ مارس 2023، والذي يعد "التعامل الإيراني مع الحوثيين ودعمها" أحد أبرز ملفات الأزمة بين البلدين.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أعلن الحوثيون وصول
سفير جديد لإيران إلى العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرتها.
وذكرت وكالة "سبأ" بنسختها التي تديرها الجماعة، أن وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة التابعة للجماعة (غير معترف بها دوليا)، جمال عامر، استقبل علي رضائي، المعين سفير إيران ومفوضا فوق العادة لدى الجماعة، حيث قدم نسخة من أوراق اعتماده للوزير عامر.
"استفزاز ويؤثر على الاتفاق"
وفي السياق، قال رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والبحوث، عادل الأحمدي، إن هناك أشياء كثيرة قامت بها إيران من شأنها التأثير على الاتفاق الذي رعته الصين بينها وبين السعودية.
وتابع الأحمدي حديثه لـ"عربي21": "فما فعله خامنئي (المرشد الأعلى في إيران) حينما أعلن عن حج البراءة كان نوعا من الاستفزاز الواضح للمملكة، ونقضا للاتفاق المبرم معها برعاية صينية"، على حد قوله.
وأشار : "لكن السعوديين يبدو أنهم يتعاملون بنفس طويل؛ للإبقاء على الاتفاق ولو صوريا؛ لأنهم لا يريدون -حسب تقديره- أن يكون الخلاف السعودي الإيراني سببا في تدخل قوى أخرى".
وحسب رئيس مركز نشوان للدراسات، فإن تعيين ايران سفيرا جديدا لها في صنعاء "استفزاز لليمن وخرق للمواثيق الدولية باعتراف بتبعية كيان الحوثيين لهم". وفي الوقت ذاته إصرار على رعايته.. وعلى أن يكون هو، أي رضائي، المشرف الحقيقي بعد حسن إيرلو سفيرها السابق الذي كانت نهايته مأساوية".
"عبر طيران اليمنية"
وردا على كيفية وصوله إلى صنعاء، قال الباحث اليمني الأحمدي، إنه من المعروف أن طيران اليمنية يُسيّر رحلات إلى عمان وإلى مناطق أخرى، ويبدو أنه جاء عبر هذه الرحلات"، مضيفا أنه "من المؤكد أن جاء ليس بصفته الدبلوماسية أو أنه لم يعلن عن صفته هذه إلا بعد وصوله إلى صنعاء".
"موافقة سعودية"
من جانبه، قال الصحفي والباحث اليمني، كمال السلامي، إن تعيين سفير لإيران لدى سلطة الحوثيين غير الشرعية، "لا يغير من الأمر شيئا".
وأضاف السلامي لـ"عربي21": "لا اعتقد أن يكون هناك اعتراض سعودي على هذه الخطوة"، مستبعدا في الوقت ذاته أن تؤثر على اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران في العاشر من آذار/ مارس 2024.
وبالنسبة لوصول السفير الجديد لصنعاء، فيرى أن وصول "رضائي" قد يكون بموافقة سعودية، خصوصا أن الرياض حسمت أمرها بشأن طي صفحة الحرب، والوصول إلى حل شامل مع الحوثيين.
الصحفي اليمني لم يستبعد أيضا "أن يكون هناك تنسيق بين السعودية وإيران للوصول إلى نقطة السلام الشامل".
وتم تعيين "رضائي" سفيرا جديدا لطهران لدى الحوثيين الذين تتعامل معهم باعتبارهم حكام اليمن الشرعيين، بعد 3 سنوات على وفاة سفيرها السابق لدى الجماعة الحوثية في صنعاء، حسن إيرلو، في ظروف غامضة، قبل أن يتم الإعلان أنه توفي بعد إصابته بمرض كورونا.
وكان الحوثيون قد أعلنوا عام 2019 عن تعيين سفير لهم في طهران، للمرة الأولى، في خطوة اعتبرتها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أنها تشكل "انتهاكا سافرا" للقوانين الدولية.