زعمت صحيفة "
بيلد" الألمانية، أنها حصلت على
وثائق منسوبة لرئيس حركة حماس، يحيى
السنوار، يتحدث فيها عن استراتيجية الحركة في إدارة المعركة مع جيش الاحتلال في
غزة، وتشمل شن
حرب نفسية تستهدف المجتمع الإسرائيلي، وخططا لإجبار "إسرائيل" على وقف إطلاق النار وسحب قواتها من قطاع غزة.
وفي الوثائق المزعومة، والتي تعود إلى ربيع العام الجاري، وعثر عليها داخل جهاز كمبيوتر يرجح أنه يعود للسنوار، تخطط حماس لشن حرب نفسية وتلاعب بالرأي العام في "إسرائيل" والمجتمع الدولي من خلال
المفاوضات الجارية.
وتكشف الوثائق عملية "خداع تقوم بها حماس للمجتمع الدولي، وعمليات تعذيب نفسية لعائلات الأسرى الإسرائيليين، في محاولة للتلاعب، ولتحقيق هدف واحد وهو إعادة بناء القدرات العسكرية لحماس وضمان استمرار سيطرتهم على قطاع غزة".
وتركز الوثيقة التي لم تثبت صحتها بعد أن حماس تركز على "الحفاظ على قدرتها على العمل ضد إسرائيل"، و"إرهاق" النظامين السياسي والعسكري الإسرائيليين، واستنزاف إسرائيل من خلال الضغط الدولي.
مواصلة الضغط النفسي
تنص الوثيقة على أنه "يجب مواصلة الضغط النفسي على عائلات الأسرى الإسرائيليين، الآن وخلال المرحلة الأولى من الصفقة المرتقبة، حتى يزداد الضغط الشعبي على حكومة العدو".
وبحسب محتوى الوثيقة، لم يكن لدى حماس أبدًا نية لإنهاء الحرب بسرعة، على العكس، تنص الوثيقة بوضوح على أنه "يجب تحسين شروط الاتفاقية، حتى لو كان ذلك يعني أن المفاوضات ستستمر لفترة أطول، ولا حاجة للسعي إلى وقف فوري للقتال".
تقول الصحيفة الألمانية، إن حماس تطبق فعليا ما جاء في الوثيقة من خلال إصدار مقاطع الفيديو المتكررة التي يظهر فيها المحتجزون وهم ينتقدون الحكومة الإسرائيلية ويتوسلون للإفراج عنهم بأي ثمن، وفي هذا السياق اختارت حماس عرض تسجيلات للأسرى الستة الذين قتلوا في رفح قبل أيام، بهدف التأثير على عائلاتهم والمجتمع الإسرائيلي بشكل عام، بحيث يشعرون بالإحباط لدرجة أنهم يكونون على استعداد لفعل أي شيء ويوجهون غضبهم وانتقادهم نحو الحكومة الإسرائيلية وليس نحو حماس.
بناء القدرات العسكرية
ووفقا للوثيقة، ستسمح حماس في إشارة لـ"حسن النية"؛ لممثلي الصليب الأحمر بزيارة بعض الأسرى ونقل رسائلهم إلى عائلاتهم، خلال مراحل تنفيذ الصفقة، بهدف زيادة الضغط على عائلاتهم.
وضمن خطط حماس لإعادة بناء قدرتها العسكرية، تنوي الحركة تقديم "مناورة سياسية" تتمثل في اقتراح "وضع قوات عسكرية عربية على طول الحدود الشمالية والشرقية" للقطاع بهدف "منع القوات الإسرائيلية من الدخول إلى غزة بعد انتهاء الحرب حتى تعيد حماس تنظيم نفسها وتعيد بناء قدراتها العسكرية".
صورة مشوهة
وفي تعليق له، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، رائد نعيرات، إن ما ورد في الوثائق، تعد محاولة لصناعة صورة مشوهة عن الواقع، ولذلك لم تتناقلها أي وسيلة إعلام موثوقة.
ولفت نعيرات في حديث لـ"عربي21" إلى أن المعلومات التي وردت بالوثائق المزعومة، تتنافى مع كل سياقات الواقع، فلو كانت صحيحة، فلماذا تقدم حركة حماس تنازلات في كل مرة من جولات المفاوضات، من أجل إتمام الصفقة؟.
وشدد على أن المقاومة الفلسطينية، "لا يمكن لها أن تتنازل في شروطها لإنهاء الحرب، لأنها وقت إذ ستعتبر أنها ضحت بعذابات الناس في قطاع غزة".