كشف خبراء في مجال الصحة العامة أن
سيلان الأنف، وهو أبرز أعراض نزلات البرد والزكام، قد يكون مؤشرا على حالة صحية خطيرة إذا ما استمر لفترة طويلة ولم يتم علاجه في الوقت المناسب.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "
واشنطن بوست" الأمريكية، فقد كانت شيميكا رودريغيز تشعر بالإحباط ولم تتوصل إلى أي نتيجة بسبب سيلان الأنف، وهي موظفة في خدمة توصيل الطعام بالدراجات في مدينة نيويورك.
وذهبت رودريغيز إلى عيادتين بالقرب من شقتها في بروكلين طلبًا للمساعدة في علاج سيلان الأنف المستمر، ولم تساعدها العلاجات الموصوفة، وذلك لعلاج الحساسية ثم الفيروس، وبعد ثلاثة أشهر تحول التنقيط العرضي إلى تدفق مستمر ومزعج.
وفي آب/ أغسطس 2023، عندما وجدت رودريغيز نفسها في قرية غرينتش في مانهاتن تقوم بتوصيل طلبية بعد الظهر على بعد مبنى واحد من المستشفى، قررت الذهاب إلى غرفة الطوارئ.
وكان من الضروري القيام برحلة ثانية إلى غرفة الطوارئ في مستشفى لينوكس هيلث في غرينتش فيليدج وزيارة طبيبين تابعين لتحديد سبب سيلان الأنف المستمر الذي جعل رودريغيز تشعر وكأنها تغرق عندما تستلقي.
وقالت رودريغيز، التي تبلغ من العمر الآن 44 عامًا، والتي بدأت تشك في أنها تعرف السبب: "أتمنى لو لم أنتظر ثلاثة أشهر، قبل ثماني سنوات، تم تشخيص أحد أقاربها بمشكلة مماثلة كانت نهايتها مؤسفة.
وبدأت رودريغيز، التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم، تلاحظ أنه عندما تنحني فهي تشعر بضغط في جبهتها، كما أنها بدأت تعاني من نوبات دوار ومشاكل توازن دورية، وبعد أسبوع، عادت إلى العيادة قائلة إنها لا تزال تشعر بالمرض، وقيل لها إن عليها أن تستمر في تناول دواء الحساسية والعودة في غضون أسبوع إذا لم تشعر بتحسن.
وبعد معاناة طويلة استمرت لشهور، اكتشف صديقها الذي كان يبحث عبر الإنترنت عن تفسير، سببًا محتملًا مألوفًا بشكل مزعج.
وكانت رودريغيز قلقة من أن المادة المتسربة من فتحة أنفها اليسرى لم تكن مخاطًا بل سائلا دماغيا نخاعيا (CSF)، من الذي يغسل ويدعم ويغذي الدماغ والحبل الشوكي.
ويحدث تسرب السائل الدماغي النخاعي القحفي بسبب تمزق في الطبقة الخارجية للدماغ، ما يتسبب في تسرب السائل من الأنف أو الأذنين.
ولأن التسرب يسمح بالاتصال المباشر بين تجويف الأنف والدماغ، فإنه يمكن للبكتيريا أن تغزو الدماغ وتسبب التهاب السحايا الجرثومي، وهو عدوى خطيرة تصيب بطانة الدماغ ويمكن أن تكون قاتلة.
بدا أن بعض أعراض رودريغيز متوافقة مع التسرب: تأثر جانب واحد فقط من أنفها، وكان السائل شفافًا وسائلاً. ولكن على عكس الحساسية والعدوى الفيروسية، والتي هي شائعة للغاية، فإن تسرب السائل الدماغي النخاعي، والذي يمكن أن يحدث أيضًا على طول العمود الفقري، ليس كذلك. ويقدر أنها تؤثر على 5 من كل 100,000 شخص سنويًا.
ولاحقا راجعت رودريغيز الطبيب تشارلز تونغ، المتخصص في علاج الأنف والجيوب الأنفية وإجراء عمليات قاعدة الجمجمة، والذي أكد بعد إجراء الفحوصات المناسبة، إصابتها بـ"تسرب السائل الدماغي النخاعي القحفي".
وقالت إن تونغ اتصل في اليوم التالي من ظهور نتائج الاختبارات، لإخبارها بأنها ستحتاج إلى عملية جراحية لإصلاح التسرب.