دعا
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدول
والشعوب العربية والإسلامية والمنظمات الإنسانية حول العالم إلى التحرك من أجل وقف
الحرب في
السودان ومواجهة ما خلفته من تداعيات كارثية.
وأكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين علي محمد الصلابي في تصريحات خاصة لـ
"عربي21"، أن السودان
يدفع ثمن مواقفه المنتصرة للثوابت والهوية العربية والإسلامية، وأنه يستحق من
العرب والمسلمين قبل غيرهم، الإسناد في وقف هذه الحرب أولا، ثم معالجة تداعياتها
ثانيا، وفق التوجيه القرآني الرباني: وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى
الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ
فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ
أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".
وأشار الصلابي إلى تصريحات مدير عام منظمة
الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، التي أكد فيها، أن النظام الصحي
المتداعي في السودان وصل إلى مرحلة الانهيار، وأن ما بين 70 إلى 80 في المائة من
المؤسسات والمرافق الصحية توقفت عن العمل تماماً.
وقال: "كل العرب والمسلمين والمنشغلين
بأوضاع العالمين العربي والإسلامي يعلمون أن ما يجري في السودان من اقتتال داخلي ليس
صراعا حول السلطة فقط، وأنه ما كان له أن يتطور إلى هذه الحرب الطاحنة التي تأكل
الأخضر واليابس لولا وجود أياد خارجية لا تريد خير السودان ولا أفريقيا ولا العرب
ولا المسلمين".
ورأى الصلابي أن محنة السودان لا تقل عن
محنة غزة وفلسطين من حيث طبيعة الاستهداف والأطراف الفاعلة فيها، وأشار إلى أن عشرات
الآلاف من السودانيين قضوا نحبهم في هذه الحرب وملايين السودانيين فروا من ديارهم بعضهم
نازح في خيام لجوء لا تلبي الحاجات الضرورية للحياة، وأن آخرين توزعوا في بلاد اللجوء
في ظروف إنسانية مأساوية.
وأضاف: "لقد انشغل العالم بحرب الإبادة
التي ينفذها الاحتلال الصهيوني بحق غزة منذ ما يقارب العام، وأهل فلسطين عموما
لثمانية عقود خلت، بينما يدفع السودانيون في صمت ثمن انحيازهم لهويتهم العربية
والإسلامية، وكعادة أهل السودان فإنهم يكافحون بعزة وإباء تحديات الحياة التي
أصبحت جحيما دائما وفق كافة التقارير الدولية".
ودعا الصلابي منظمة التعاون الإسلامي وجامعة
الدول العربية، إلى التحرك من أجل إنقاذ أهل السودان، وقال: "لقد تجاوز عدد
ضحايا الحرب في السودان، الـ20 ألفاً وفق مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس
أدهانوم غيبريسوس، وذكر أن 25 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة، منهم 14 مليوناً في
حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ومن حق السودان الذي ناصر قضايا الأمة، وهو
قبل ذلك جزء أصيل منها، على الأمتين العربية والإسلامية أن تناصره وتقف معه لتحقيق
أمنه واستقراره، لا أن يتم الاكتفاء بموقع المتفرج الصامت، أو الطرف المتدخل في
إذكاء نار الفتنة".
كما طالب الصلابي الشعوب العربية والإسلامية
إلى إعلاء صوتها من أجل مناصرة قضاياها الرئيسية، وفي مقدمتها فلسطين والأقصى أولى
القبلتين وثالث الحرمين الشرفين، ثم السودان الذي أمست حاجة أهله للسلم والاستقرار
شرط حياة، وفق تعبيره.
وبهدف تسليط الضوء على الوضع بالسودان، قال
برنامج الأغذية العالمي، أول أمس السبت عبر منصة إكس، إن استمرار الحرب لأكثر من
500 يوم يُعرض نصف السكان للجوع الشديد، في أول مجاعة مؤكدة بالعالم منذ 2017، في
إشارة إلى مجاعة جنوب السودان.
وفي 20 فبراير/ شباط 2017، أعلنت دولة جنوب
السودان والأمم المتحدة "المجاعة"، وذلك في أجزاء من ولاية الوحدة
(شمال).
ويبلغ عدد سكان السودان نحو 49.5 مليون
نسمة، وفق أحدث التقديرات غير الرسمية.
ومنتصف أبريل/ نيسان 2023 اندلعت الحرب بين
الجيش وقوات الدعم السريع، ما خلّف نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح
ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء هذه
الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء
نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.