كشف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الاثنين، توجيهه "رسالة استياء" إلى قناتي "
العربية" و"الحدث" السعوديتين بسبب ما وصفه بالتغطية الإعلامية "المنحازة" لرواية
الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا القناتين بتوجيه اعتذار للشعب
الفلسطيني بسبب "التشفي ومناهضة" الرواية الفلسطينية.
وقال الإعلامي الحكومي، في بيان، إنه وجه "رسالة استياء شديد من التغطية الإعلامية غير الموضوعية لقناتي العربية والحدث تجاه حرب الإبادة الجماعية على قطاع
غزة"، معربا عن "استيائه الشديد من تغطية تداعيات حرب الإبادة الجماعية وآثارها وتحليلاتها ومصطلحات القناتين والمواد المصاحبة للقناة".
كما أعرب عن استيائه "حتى من طريقة تحرير وعرض الأخبار وحركة الجسد من مذيعي ومذيعات قناتي العربية والحدث"، مشيرا إلى أن "هذا كله يتم بصورة غير موضوعية وغير نزيهة، ولا يُعبّر عن إعلام عربي من المفترض أن يدعم مظلومية الشعب الفلسطيني".
وشدد على أن ذلك "لا يعبر عن إعلام مستقل، بل إعلام منحاز لرواية الاحتلال الإسرائيلي ويظهر منه في كثير من الأحيان التشفي ضد الفلسطينيين وهذا الأمر مرفوض وغير مقبول من قناة تلبس ثوبا عربيا".
وقال المكتب في رسالته التي أرسلها إلى إدارة القناتين السعوديتين خلال شهر تموز /يوليو الماضي، إن "القناتين (العربية والحدث) منحازتان بشكل صادم لرواية الاحتلال الإسرائيلي المجرم الذي قتل من شعبنا الفلسطيني العظيم حتى كتابة تلك الرسالة 38,983 شهيدا وأصاب 89,727 جريحا".
وأضاف معربا عن أمله في "أن تقوم القناتان بإعادة تقييم لسياستها التحريرية وتغطيتها الإعلامية الخاصة بالقضية الفلسطينية وبحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، بحيث تكون قناة منحازة إلى القضية الفلسطينية وإلى مظلومية شعبنا الفلسطيني".
وأضاف المكتب في رسالته قائلا، "وإن لم تتمكن القناة من الانحياز إلى الحق الفلسطيني فعليها على الأقل عدم تبني رواية الاحتلال والجيش الإسرائيلي بهذه الصورة المسيئة".
ولفت المكتب الإعلامي في بيانه، إلى أنه "يعرب اليوم من جديد عن استغرابه واستهجانه لحالة الهبوط الإعلامي الحاد التي انزلقت لها قناتا العربية والحدث في الاصطفاف إلى جانب رواية الاحتلال ضد رواية ومظلومية شعبنا الفلسطيني"، معتبرا أن "سياستهما التحريرية تظهران تأييدا صادما لسياسة الاحتلال".
وجدد المكتب دعوته للقناتين السعوديتين، إلى "إعادة تقييم سياستهما المُنحازة إلى رواية الاحتلال الإسرائيلي بشكل صادم وغريب"، موضحا أنه لا يطالبهما بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين "وإنما نطالبهما بالوقوف إلى جانب الحقيقة والموضوعية والمهنية فقط".
ووجه المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في ختام بيانه، تحذيرا إلى "الأمة العربية والإسلامية من سياسة القناتين" السعوديتين، مشددا على ضرورة "الانتباه جيدا خلال مشاهدة شاشتيهما".
ولفت إلى أنهما "تستمران بشكل فج وغريب في انتهاج سياسة تحريرية لا تعبر عن الموضوعية ولا العربية ولا المهنية البتة، حيث تنشران أخبارا كاذبة وروايات ملفقة روجها الاحتلال وجيشه الجبان، ثم ساعدت هاتان القناتان في ترويج هذه الأكاذيب والشائعات بين الشعوب العربية والإسلامية"، وفقا للبيان.
وسبق أن تعرضت قناة "العربية" المملوكة للسعودية، لانتقادات واسعة بسبب تبنيها رواية الاحتلال فضلا عن موقفها الواضح من المقاومة الفلسطينية.
ويمكن رصد مواقف القناة منذ بداية العدوان على غزة، حيث تبنت رواية الاحتلال في عدة مناسبات كما عمدت لتحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية العدوان.
وكررت "العربية" سواء في أخبارها أو على لسان ضيوفها تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية المجازر التي يرتكبها الاحتلال، فضلا عن التأكيد على تحقيق هدف الاحتلال الأول والأهم وهو إزاحة حماس من السلطة في القطاع.
وفي وقت سابق، سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية، الضوء على تغطية قناة العربية خلال العدوان على غزة، وقالت؛ إنها تعمل كمنصة بديلة، بعيدا عن الأصوات المعادية لـ"إسرائيل" في المنطقة، وأبرز ما كان لافتا فيها، استضافتها للناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، الذي يتجاهل المشاهد العربي متابعته.
وشددت الصحيفة العبرية، على أن تغطية قناة العربية لما يجري في قطاع غزة "تركز على منع الاعتقاد بأن حماس تنتصر".