دعا رئيس الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل إلى
تقييد إمدادات الأسلحة إلى
جماعة الحوثي في
اليمن، التي أصبحت تستحوذ على صواريخ
فرط صوتية قادرة على اختراق دفاعات جو
الاحتلال الإسرائيلي وتهدد بتصعيد التوترات
في الشرق الأوسط.
وبحسب صحيفة
الغارديان البريطانية، فإن
السعودية التي تدعم الحكومة اليمنية المعارضة للحوثيين، ترى أن إيران تسلح الجماعة الحوثية، بما في ذلك الأسلحة المستخدمة في الهجمات على
الشحن التجاري في البحر الأحمر، والتي أدت إلى خفض حركة المرور على طريق البحر
الأحمر إلى النصف، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل البحري وإلحاق الضرر بالاقتصاد
المصري من خلال تعطيل قناة السويس.
ولكن في العاصمة
الحوثية صنعاء، حيث تشن الجماعة هجماتها على سفن الشحن التابعة للاحتلال الإسرائيلي، فقد احتفلت القيادة بالهجوم على "إسرائيل"، الأحد، والذي هبط بالقرب من مطار بن غوريون
الدولي - باعتباره اختراقًا محليًا، مؤكدة أن التكنولوجيا تم إنشاؤها من خلال العمل
الشاق لفنيين يمنيين. ووعدت بمزيد من الضربات.
لم تخترق
الهجمات الصاروخية الحوثية السابقة المجال الجوي الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث تم
الإبلاغ عن سقوط الصاروخ الوحيد في منطقة مفتوحة
بالقرب من ميناء إيلات على البحر الأحمر في أيار/ مارس. وأدى هجوم بطائرة بدون
طيار إيرانية الصنع على "تل أبيب" في تموز/ يوليو إلى مقتل شخص وإصابة 10 آخرين.
واتُهمت إيران
مرارًا وتكرارًا، بما في ذلك من قبل الأمم المتحدة، بتزويد الحوثيين بالأسلحة في
البداية لاستخدامها في قتال الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية ومقرها عدن.
وعلى الرغم من حملة القصف المكثفة التي شنتها السعودية في عام 2016، فقد أثبت
الحوثيون أنه من المستحيل تهجيرهم، حتى إنهم شنوا هجمات بطائرات بدون طيار على
المملكة العربية السعودية.
وأعرب رئيس
المخابرات السعودية السابق والدبلوماسي، تركي الفيصل، عن خيبة أمل السعودية في
الطريقة التي تساعد بها إيران الحوثيين. وفي حديثه في "تشاتام هاوس" في لندن، الجمعة،
دعا إلى مزيد من التحرك الدولي لمنع مثل هذه المساعدات. وقال إن "القصف
الدقيق" الذي شنته القوات البحرية الأمريكية والبريطانية على مواقع الحوثيين
في البحر الأحمر يجب أن يكون أكثر فاعلية.
وقال: "لقد
رأينا نشر الأساطيل الأوروبية والأمريكية على طول ساحل البحر الأحمر ويمكن القيام
بالمزيد هناك لمنع إمدادات الأسلحة التي تصل إلى الحوثيين من إيران". وأضاف: "إن الضغط على إيران من قبل المجتمع الدولي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على
ما يمكن أن يفعله الحوثيون في إطلاق هذه الصواريخ والطائرات بدون طيار لضرب
التجارة الدولية".
وقال فيصل إنه
من خلال الاستمرار في التدخل في الدول العربية مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن،
وكذلك في فلسطين، فإنها لم تف طهران بجانبها من الصفقة الدبلوماسية التي أبرمت بين
إيران والسعودية في الصين قبل عامين.
"الحوثيون
الآن يحتجزون العالم كرهينة عند مدخل باب المندب إلى البحر الأحمر، ومع ذلك فإن
إيران لا تظهر أنها تستطيع أن تفعل شيئا هناك إذا أرادت ذلك، وكانت المملكة تتوقع
من إيران أن تكون أكثر انفتاحا في إظهار ليس فقط لنا ولكن للآخرين أنها يمكن أن
تكون عاملا إيجابيا في تأمين الاستقرار وإزالة الخلافات ليس فقط مع المملكة
العربية السعودية ولكن مع بقيتنا ".
وقال إنه من غير
الواضح ما إذا كان الإيرانيون قادرين على السيطرة على الحوثيين، والعالم في ورطة
إذا لم يتمكنوا من ذلك.
ولم تنضم السعودية
إلى الهجمات العسكرية الأمريكية لأنها تقول إنها كانت تسعى إلى طريق دبلوماسي
لتشكيل حكومة وطنية في اليمن.
وقال قائد
الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في الشرق الأوسط، الأدميرال جورج ويكوف، إن
القصف الأمريكي والبريطاني المتقطع لمواقع الحوثيين على طول ساحل اليمن لم يؤد بعد
إلى عودة الشحن التجاري.
وتسببت الهجمات
في انخفاض حركة السفن عبر البحر الأحمر بنسبة 50%، ما دفع شركات الشحن إلى البدء
في توجيه السفن حول أفريقيا، ما أضاف 11 ألف ميل بحري ومليون دولار من تكاليف
الوقود إلى الرحلات.
واستمرت هجمات
الحوثيين على الرغم من الضربات المتعددة ضد مواقع على ساحل اليمن من قبل الولايات
المتحدة و"إسرائيل" في الأشهر الأخيرة.