رغم تقاسم
الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي في الانتخابات الرئاسية، دونالد
ترامب مع
منافسته، كامالا هاريس، نائب الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، الأصوات في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، إلا أن الأضواء
سُلطت على مرشحة حزب الخضر
جيل ستاين الداعمة لفلسطين.
ورغم تضاؤل حظوظ
شتاين نظريا خاصة مع السيطرة التاريخية للحزبين الديمقراطي والجمهوري على البيت
الأبيض، إلا أن ستاين استطاعت أن تحقق مفاجأة لم تكن متوقعه بعد أن تقدمت بفارق
كبير على هاريس وترامب في 3 ولايات من أصل 7 توصف بـ"الحاسمة".
وأظهر استطلاع
رأي أجراه مجلس العلاقات الإسلامية (كير) تقدم مرشحة حزب الخضر في ثلاثة من هذه
الولايات السبع بشكل كبير حيث حصلت على دعم 40% من أصوات المسلمين في ولاية
ميشيغان مقابل 18% لترامب و12% لهاريس.
كما حصلت ستاين
على 44% من أصوات المسلمين والعرب في ويسكونسن مقابل 39% لهاريس و8% لترامب. وفي
أريزونا أيضا حصلت مرشحة حزب الخضر على 35% من أصوات المسلمين مقابل 29% لهاريس
و15% لترامب.
من هي جيل ستاين
وتعد جيل ستاين طبيبة
وناشطة سياسية أمريكية، ترشحت عن حزب الخضر الأمريكي لمنصب رئاسة الولايات المتحدة
لانتخابات عامي 2012 و2016.
النشأة والدارسة
ولدت جيل ستاين
يوم 14 أيار / مايو 1950 في مدينة شيكاغو، والداها من عائلة روسية يهودية، تحصلت
على شهادة من جامعة هارفارد عام 1973 ومن مدرسة هارفرد الطبية عام 1979.
الوظائف والمسؤوليات
مارست مهنة
الطب، ونشطت في مجال عملها في ولاية ماسوشيتس، لكنها توجهت إلى العمل السياسي
والدفاع عن المبادئ التي يؤمن بها حزب الخضر.
وكانت تطالب بضرورة
تغيير النظام الانتخابي المبني على الثنائية الحزبية، وانضمام حزب ثالث إلى هذا
النظام.
ترشحت لمناصب
عدة في ولاية ماسوشيتس، منها منصب محافظ الولاية خلال عامي 2002 و2010، ما ساهم في
اختيار حزب الخضر لها لخوض غمار سباق انتخابات الرئاسة عام 2012، التي حلت فيها في
المركز الرابع.
ومن جديد اختار حزب
الخضر يوم آب/ أغسطس 2016 ستاين لأن تكون مرشحته في الانتخابات الرئاسية لعام
2016 أمام الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب.
اعتقلت
باحتجاجات غزة
تكشف جيل ستاين
عن موقفها الواضح بشأن دعم فلسطين والانتقاد الحاد للحكومة الإسرائيلية وحلفائها،
بما في ذلك الولايات المتحدة، قد يكون السبب في دعم كبير من المسلمين والعرب.
تعرضت ستاين، للاعتقال
في نسيان/ أبريل الماضي خلال مشاركتها بمظاهرة مناهضة للحرب في غزة، ومؤيدة
للفلسطينيين في جامعة واشنطن في سانت لويس، ضمن الحراك الطلابي الأمريكي.
أكدت ستاين وقتها
دعمها للحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية وشاركت في الاحتجاج لدعم الطلاب الذين
نصبوا مخيما وأعلنوا أنهم لن يغادروا حتى تتخلى جامعة واشنطن عن علاقاتها بشركة
بوينغ، وتقاطع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، من بين مطالب أخرى.
وفي مقطع فيديو
تم تسجيله قبل اعتقالها، قالت مرشحة حزب الخضر إنها تدعم الطلاب وحقوقهم الدستورية
في حرية التعبير.
الخروج من عباءه
الحزبين التاريخيين
منذ البداية
وتسعى ستاين إلى تقديم خيارا آخر للناخبينن حيث قالت خلال الإعلان عن حملتها، إنها
تريد أن تقدم للناخبين خيارا "خارج نظام الحزبين الفاشل".
وتحدثت بشكل
مفصل عن قضايا تتعلق بتغير المناخ والشرطة والتعليم والاقتصاد والسياسة الخارجية
والرعاية الصحية والهجرة والإجهاض.
وأعلنت في تشرين
الثاني/ نوفمبر 2023 أنها ستسعى للحصول على ترشيح حزب الخضر في الانتخابات
الرئاسية لعام 2024، وتأسس "الخضر" عام 2001 كحزب مستقل مرتكزا على 4
أسس وهي منهج السلام واللاعنف، والاهتمام الكامل بالبيئة، والديمقراطية الشعبية،
والعدالة الاجتماعية.
تكتل أصوات
المسلمين
ولأصوات
المسلمين والعرب ثقل انتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يسعى كل مرشح
محاولة كسب هذا التكتل الكبير، إلا أن حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة كانت لها
تأثير كبير في تحريك تلك الأصوات وتوجيهها.
ويمنع الدستور
الأمريكي السؤال عن الهوية الدينية في التعداد العام الذي يجري كل 10 سنوات، إلا
أن واقعيا الإسلام هو ثالث أكبر دين في الولايات المتحدة بعد المسيحية واليهودية.
وتشير تقديرات
محايدة عن تواجد ما يزيد على مليوني ناخب، أمريكي مسلم من ضمن نحو 4.1 ملايين أمريكي
مسلم، يشكلون حوالي 1.2% من إجمالي السكان، ومع وجود عدد كبير من الناخبين
المسلمين في ولايات متأرجحة رئيسية، ما يجعل لديهم القدرة على التأثير في نتائج
الانتخابات.
وقد منح في وقت
سابق المسلمون أصواتهم في ولايات حاسمة للرئيس الحالي جو بايدن ولعبوا دورا كبيرا
في وصوله إلى البيت لكنه لم يلبي طموحهم بالنسبة للحرب في غزة.
ولذلك ينقسم
أصوات المسلمين بين مؤيد ومعارض لهاريس فمنهم من يرى أن التصويت لستاين يكون أهدار
في الأصوات ومنهم من يرى أن عليه عدم إعطاء الصوت لم يدعم الاحتلال الإسرائيلي في
حربه على غزة.
وبحسب مجلس
العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) تتمتع هاريس بتقدم كبير على مرشحة حزب الخضر
ستاين، بين الناخبين المسلمين السود (55% مقابل 11%)، فإن ستاين أفضل حالا مع
المسلمين البيض والعرب والأتراك (33% مقابل 26%).
كيف يتأثر صوت
المسلمين
تزايد أعداد
المسلمين والعرب في الولايات المتحدة خلال العقدين الماضيين جعلهم تكتلاً
انتخابياً مهماً، خصوصاً في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان، بنسلفانيا، وأوهايو.
هذه الولايات غالباً ما تكون حاسمة في تحديد الفائز بالرئاسة.
صوت المسلمين
والعرب غالباً ما يتأثر بقضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، بما في ذلك
قضايا الشرق الأوسط مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وهو ما قد يكون وراء التفوق
غير المتوقع لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين.
الدور الحاسم للولايات المتأرجحة
تعد ولايتا
ميشيغان وويسكونسن من الولايات الحاسمة في الانتخابات، ففي عام 2016، فاز ترامب
بميشيغان بفارق ضئيل للغاية، لذا فإن أي تغيير في التصويت الإسلامي أو العربي يمكن
أن يؤثر بشكل كبير على النتائج.
ولاية أريزونا
واحدة من الولايات التي تتحول بشكل تدريجي من جمهورية إلى ديمقراطية، لذا فإن دعم
المسلمين فيها قد يلعب دورًا مفصليًا في انتخابات 2024.
البيئة
والجاليات الإسلامية
تعتبر جيل ستاين
من الأصوات البارزة في مجال حماية البيئة، وهو موضوع يجد صدى لدى الجاليات
الإسلامية، حيث يتم ربط حماية البيئة بالعدالة الاجتماعية.